محمد عبدالغني مصطفى ❊
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أخي القارئ الكريم يقول الله تبارك وتعالى »وعسى أن تكرهوا شيئاٍ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاٍ وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون«.
ويقول تعالى »فعسى أن تكرهوا شيئاٍ ويجعل الله فيه خيراٍ كثيرا«.. ويقـــــول سبحانه »لا تحســــبوه شراٍ لكم بل هو خير لكم«.. وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »عجباٍ لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراٍ له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراٍ له وليس ذلك إلا للمؤمن«
وذكر أهل السير أن رجلاٍ أصابه الشلل فأقعد في بيته ومرت عليه سنوات من الملل واليأس والإحباط وعجز الأطباء عن علاجه وأبلغوا أهله وأبناءه وفي ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله ولم يستطع أن يتحرك من مكانه فأتت إلى رأسه ولدغته لدغات فاهتز جسمه من أخمص قدميه إلى ذوابة رأسه وإذا بالحياة تدب في أعضائه وإذا بالشفاء يسير في انحاء جسده وينتفض الرجل ويعود نشيطاٍ ثم يقف على قدميه ثم يمشي في غرفته ثم يفتح بابه ويأتي أهله وأطفاله فإذا الرجل واقف قما كانوا يصدقون وكادوا من الذهول يصعقون فأخبرهم الخبر..
ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول:
ولرْب نازلةُ يضــــيق بها الفتى
ذرعـــاٍ وعند الله منها المخرجْ
ضاقت فلِما استحكمت حلقاتها
فرجــــت وكنت أظنها لا تفرجْ
وقال آخر:
دع المقادير تجـــــري في اعنتـــــها
ولا تبيـــــتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حالُ إلى حال..
❊ خطيب مسجد الحسن بن علي
