كتب/ نيزان توفيق
من إيجابيات الانطفاءات الكهربائية هذه الأيام أنها تبعد المشاهد اليمني عن متابعة النشرات الإخبارية والتصريحات الصحافية والتحليلات السياسية المشيدة على مداميك من الطين والعجين.. من التكهنات والإشاعات والتسريبات التي تخلق من الحبة قْبة تارة وتزيد الطين بلة تارة أخرى! أو من باب »الرصاصة التي لا تصيب تدوش«!!
وإذا بها تصيب المشاهد والمتابع في الداخل والخارج على السواء بحالة خطيرة من الشيزوفرينيا وصولاٍ إلى قرحة المعدة يتبعها انفجار القولون فضلاٍ عن الذبحة القلبية!
أما أولئك المصابون بالضغط والسكري فقد دخل معظمهم حالة من »الكومة«! وما بقى منهم راح يهتف قطع التيار هذه الأيام واجب!!
اليوم راحت عديد القنوات الفضائية – العربية بالذات – وصحافيين يمارسون مهنة غريبة عن مهنتهم عن اخلاقها اعرافها وتقاليدها هي مهنة أقرب ما تكون إلى الشعوذة والتنجيم واللعب بالبيضة والحجر!! مع كل واردة وشاردة تجدهم على ناصية هذه الشاشة أو تلك متوسدين زاوية في تلك الصحيفة يفتون بما لا يفقهون وفي رواية أخرى يهرفون بما لا يعرفون! لكنهم وللأمانة يجيدون ببراعة مدهشة قراءة الكف والفنجان ورصد حركات النجوم!! ولا غرابة في ذلك إذا ما عرفنا أنهم متكئون في جْل ما يقولون أو يكتبون على بركة الشيطان وأم الصبيان!!
