حافظ مصطفى علي
عندما دخلت المنظمات غير الحكومية بلادنا حاملة معها مبادئ عالمية مثل الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والشفافية ومنظمات حقوق الإنسان وحرية التعبير وكلها كما لا يخفى على احد قيم غربية تحظى باحترام الشعوب وقد أخذت تلك المنظمات على عاتقها رفع التقارير إلى مراكزها الأممية في الغرب وإذا كان التقرير سلبياٍ تصبح المساعدات مهددة بالانقطاع من دول الغرب الداعمة لهذه المنظمات والحامية لها ويحظى الكادر اليمني العامل في هذه المنظمات بحماية المنظمة والدول الراعية لها في الغرب. هنا نقف متأملين الأسباب التي جعلت بلادنا تقبل المراقبة على أدائها من قبل دول أخرى لنجد أن اهم تلك الأسباب الهبات والمساعدات – في الوقت التي أصدرت فيها الدولة قرار الإعدام على أجهزة الرقابة الداخلية -.إذن لو كنا مالكين القرار الاقتصادي وقادرين على التنمية الذاتية بصورة فيها كثير من الاعتداد بالنفس والندية لما تركنا أنفسنا هكذا ننتظر الدعم الذي ينتقص من سيادتنا كدولة هذا الواقع استمر وظهرت في السياق مخارج مؤقتة لبلادنا لتمرير قروض وهبات ومساعدات رغم التقارير السلبية من قبل المنظمات غير الحكومية. استمرأت الدولة الدعم الغربي- وهكذا فعلت الدول العربية بما في ذلك الدعم السياسي-واستمرأت هذا (التجاوز) و(التقليل) من أهمية التقارير السلبية من قبل دول الغرب ولم تدرس الدولة العربية الأسباب الأساسية وراء هذا التقليل وهذا التجاوز ظنا منها انه تعبير عن حسن نوايا الدولة في الغرب تجاهنا ولم يدر في خلد الدول العربية ومنها بلادنا إن الدافع هو احد اثنين مصلحة الدولة أو الفساد في الغرب والفساد في الغرب مرصود من قبل الشعوب هناك وتصديره إلينا عملية سهلة لان شعوبنا وبرلماناتنا لاتراقب بسبب قدرة الفساد على تكبيل كل شيء . لهذا حين ثارت الشعوب العربية في ساحات التغيير تِركت الأنظمة تعالج الواقع وحيدة بينمااشتد نشاط المنظمات غير الحكومية الناقل الأمين لثقافة الغرب بهذا نستطيع الجزم بأن الغرب اخذ حقه (من فوق ) أي انه ضمن إن القيم التي ستسود هي قيمه التي يقتنع بها الجميع بما في ذلك بعض الجهات الإسلامية الشبابية التي تؤمن ب(المدنية) كمرادف لمفهوم الليبرالية الجديدة وهذا الوضع معادلة واقعية جاءت على خلفية الأثر الذي حملته السحب القادمة من وراء المتوسط لتنزل مطراٍ من التغيير على تربة المنطقة العربية بشروط اولها لايهمل فيها الشارع العربي . وعلى الشارع العربي دفع ضريبة التنمية ليضمن السيادة والاستقلال بالقرار السياسي الوطني كأهم شروط الخروج من هيمنة وتبعية الغرب .وماتزال للمشهد حلقات أخرى..