كتب/ محمد أحمد الصباحي
لِقúد ابتِلعِ الصِمتْ ألسنتنا..
وجفت الأحبار من أقلامنا..
وغابت كْل الحروف الهجائية عن أفكارنا
ونضبت كْل ينابيع الفكر..
حتى تمرد قلمي »الذي ما تمرد« عليِ وآثر السكوت
وأصاب ما بداخله من »حبرُ« »صقيع«
لكن.. لابْد أن يتكسر هذا الصمت المميت وينطق اللسان ويثور حبر قلمي من جديد ليكتب عن سيدة القلم الرصين ليكتب عن فارسة الكلمات والحروف.. ليكتب عن منارة العلم في تاريخ اليمن..
غيب الثرى سيدة الكلمة وأميرة الإعلام اليمني د. رؤوفه حسن بعد أن ظلت تعاني من مرضها »بصمت« وتحد دون أن تجعل من المرض سبيلاٍ أو حجة للقطيعة ما بينها و»قلمها« أو حتى التواصل مع الآخرين من طلابها وقرائها ومحبيها..
كانت »فلسفتها« كما تقول د. وهيبة فارع (»الاستغراق« في العمل إلى حد نسيان ما حولها) فقد كانت كمن يسابق الزمن قبل أن يدركه الموت..
أمضت سيدة الفكر والقلم جْلِ حياتها منذ أن كانت طالبة في المرحلة الإعدادية وهي تستحضر كل ما تقرأه وتجعل كل ما قرأته نصْب عينيها لتسخرهْ بفكرها المستنير ونضوج وعيها إلى منهج لإصلاح الحياة الفكرية في جيلها آنذاك والأجيال القادمة..
آثرت كل المناصب والقيود التي عْرضت عليها فوجدت نفسها في العمل الحر الذي لم يكن »مقيداٍ بالأوامر« وتناست أبسط حقوقها الحياتية في الاستقرار والسكن »كأمُ أو زوجة« فلم تجعل من تلك الأمور سداٍ أو عائقاٍ يقف ما بين ما تدعو إليه من أفكار ومشاريع آمنت بأنها هي المخرج والحل لتكوين »قاعدة« فكرية واعية تكون »المرأة اليمنية« هي حجر الزاوية في بنائها وأن لا تكون »المرأة اليمنية« الحلقة الأضعف ولا يكون دورها هامشياٍ في كل جوانب الحياة اليمنية..
سعت »رحمها الله« بكل حكمة وعلم وفكر وتمرس لأن تكون للمرأة اليمنية رديفاٍ وسنداٍ لأخيها »الرجل« في البناء والتقدم والرقي دون أن تفقد شيئاٍ من حيائها أو كرامتها..
ظلت »رحمها الله« تشحذ الهمم وتفتح المدارك على آفاق المعرفة الحديثة والتطورات الجديدة في فضاء الإعلام..
عاشت »رحمها الله« حياة »عصامية« تعتمد على وقود »ذاتها« في قهر الصعاب بتحد حتى الممات فصاحبها »ابتسامتها« البريئة.. صاحبة قضية ومشروع صورة إلى الحد الذي يقتل متسامحة إلى الحد الذي يْخجل كما تقول »د. وهيبة فارع« منذ أن تراها من الوهلة الأولى كأنك تعرفها منذ سنوات تنبعث منها رائحة »الأصالة« والعراقة فتشعر بأنك تحتضن كل شبرُ في اليمن..
عندما.. نتحدث عن الإعلام في »حياتها« فلا تكفينا العديد من الصحائف والدفاتر فهي من أوائل »الأوائل« الذين بذروا »بذرة« في أرض الإعلام فسقتها وروتها »بعرقها« وكفاحها وجهدها لأكثر من »35« سنة كانت من طلائع من حملوا شعلة الإعلام في اليمن فكانت مذيعة ومعدة ومقدمة في الإذاعة والتلفزيون وكاتبة صحفية في العديد من الصحف والمجلات أهمها »الثورة« و»صحيفة البلد السعودية« وكانت أديبة وناقدة لا يشق لها غبار وكانت ممن لا يهوى التلاعب بالألفاظ والمعاني التي قد لا يفهمها الرجل العادي ذو الثقافة العادية جداٍ حريصة كل الحرص على أن تصل مقالاتها إلى كل فرد من أفراد المجتمع فلقد كانت »رائدة« المثقفات اليمنيات الأفذاذ وأبرزهن في الساحة الإعلامية »فجعلت« من فكرها وثقافتها التي لم تأت من فراغ »وقوداٍ« للأجيال القادمة..
ظلت.. »رحمها الله« شامخة كالجبال لا تحيد أو تتلاعب بها الرياح كيفما شاءت تؤمن إيماناٍ قوياٍ بقضايا المجتمع بكل أطيافه ومستوياته وفروقاته..
وكانت.. »رحمها الله« صاحبة رؤية ونظرة »أتعبت« الكثيرين ممن لم يفهموها في بادئ الأمر فنصبوا لها الكثير من العداوات ووجهوا لها الاتهامات الباطلة لمجرد أنها كانت تتابع قضايا الثقافة وإحياء الموروث اليمني مجرداٍ من أية »رتوش« وببساطة وشفافية فقد كانت تستمع للآراء كانت مشاربها أو ميولها للتعبير عن ذاتها بحرية دون قيود..
بعض ما قيل عنها
»إنها امرأة خلقت لتكون حية« وقد أحيت الفكر.
»كانت صاحبة مشروع الدولة المدنية«.
»كانت تتطلع إلى دولة مدنية ديمقراطية«.
»خسارة كبيرة للوطن في هذه الظروف«.
»سعت إلى تمكين المرأة في كافة المجالات«.
»من القلائل الذين كسروا حاجز العلاقة بين الدكتور والطالب«.
»كانت تمقت الخطاب الجاف المتعالي والفكر المتعصب«.
»لم تكن تتعصب ضد من يخالفها الرأي«.
»كانت تدرس وتقرأ وتعمل«.
»مستنيرة« الفكر وتجيد أكثر من لغة«.
»لابد من تكريمها باطلاق اسمها على شارع أو تسمى قاعة في الجامعة باسمها«.
أبرز مآثرها
من أبرز الإعلاميات في الساحة اليمنية.
استاذة للإعلام الاجتماعي في جامعة صنعاء.
من أوائل النساء اللواتي أسسن منظمات المجتمع المدني في »اليمن«.
صاحبة مؤسسة برامج تنمية الثقافة والأسرة »1992« صنعاء.
صاحبة مؤسسة برامج تنمية الثقافة والأسرة في »سقطرى«.
من أوائل النساء المطالبات بحقوق المرأة في اليمن.
كان لها قبول وثقة عالمية في منظمات الثقافة وتنمية المهارات.
لها مشاركات في منظمات حقوق المرأة في الخليج.
صاحبة أول مشروع لكلية الإعلام 1991م.
آخر مقال لها في صحيفة البلد السعودية بعنوان »تعاسة وحزن«.
أخيراٍ
لِنú نقول وداعاٍ يا رؤوفه
فما تزال صورتك البريئة
تسكن فينا
وما زلنا نتلمس من ملامحك
العزة والكرامة
وما زالت بسماتك وضحكاتك
تملأ كل حارات صنعاء
وما زالت حروف كلماتك
تملأ ودياننا ودفاترنا
C.V
د/ رؤوفة حسن الشرقي
تاريخ الميلاد: 1958م
جهة العمل: جامعة صنعاء
نوع العمل: أستاذة اجتماع
المؤهلات العلمية: دكتوراه علم اجتماع ريفي اعلامي- جامعة باريس ـ فرنسا 1991م
الخبرة السابقة على العمل الحالي:
– نائب رئيس المكتب الفني بوزارة الإعلام 84-86م
– رئيس قسم التحقيقات صحيفة الثورة 80-84م
– معدة ومقدمة برامج المرأة- تلفزيون صنعاء 75-80م
– معدة ومقدمة برامج المرأة إذاعة صنعاء- 70-75م
– مؤسسة ادارة المرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية عام 76م
الانتاج والنشاط العلمي والبحثي:
– رسالة ماجستير إعلام تنموي باللغة الانجليزية
– رسالة دكتوراه حول التغير الاجتماعي باللغة الفرنسية
– ورقة عمل عن اوضاع المرأة اليمنية مقدمة الى مؤتمر المرأة العربية القاهرة
– عدد من المقالات الصحفية في جريدة الثورة وحلقات اذاعية وتلفزيونية
المشاركة في المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية:
– حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- ليبيا 75م
– حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- القاهرة 76م
-المؤتمر العالمي للفتيات موسكو 75م
– المؤتمر العالمي للمرأة برلين
مؤتمر المرأة العربية- اتحاد المرأة العربية- دمشق 76م
– مؤتمر العمل العربي- المغرب 80م
– مهرجان الشباب العربي الاول الجزائر 72م
– مؤتمر الصحفيين العالمي- صوفيا 86م
– مهرجان ملتقى الشباب في الصين
– المشاركة في الندوة الوطنية للاسرة والسكان في عدن 15-18 سبتمبر 1991م (معدة ورقة)
– المشاركة في المؤتمر الاول للسياسات السكانية المنعقد في صنعاء للفترة 26-29 اكتوبر 1991م
العضوية في المنظمات والاتحادات الاجتماعية والنسائية:
– عضو جمعية المرأة اليمنية ورئيسة للجمعية سابقاٍ
– عضو الاتحاد الدولي للنساء برلين 19-1991م
– عضو المجلس الدولي للمرأة- لندن 77-91م
– عضو جمعية التضامن مع المرأة العربية القاهرة 87-91م
– عضو اللجنة الوطنية للشباب- صنعاء 85-86م
– عضو نقابة الصحفيين اليمنيين 75-86م ومسؤولة اللجنة الاجتماعية للنقابة 84- 86م
– عضو المجلس الإقليمي لرعاية الأمومة والطفولة صنعاء سابقاٍ
– عضو مؤسس لجمعية المعاقين- صنعاء سابقاٍ..