محمد عبدالرحمن المجاهد
ما يردده الأخ الشيخ ورجل الأعمال حميد الأحمر من هرطقات وهلوسات عبر قناته السيئة الذكر (سهيل) وعبر قناة السعيدة وقناة الفتنة الجزيرة جعلني أتذكر والده المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي كان رحمه الله يحرص أشد الحرص على سلامة البلاد والعباد من كل شر أو خطر متمسكا بالولاء الوطني وبالنظام الجمهوري والوحدة بل كان دائما عامل وفاق واتفاق فلم تكن المناصب غايته إلا بقدر ما تتطلبه المصلحة العليا للوطن ..
حيث كان رحمه الله يغلب الحكمة والعقل ويغلب السلامة ولا يدخل في أي خلاف أو صراع يمكن أن يؤدي إلى فتنة أو إلى تمزيق الوطن أو القضاء على كل المكاسب التي حدثت وحصلت في اليمن ولليمن في عهدي الثورة والجمهورية والوحدة فهو وطوال حياته لم تكن طموحاته تتقاطع مع الطموحات العامة في النماء والازدهار والسلام ومنذ قيام الثورة وحتى وفاته لم يدخل في صراع أو خلاف لأجل منصب أو جاه مع أي من الرؤساء السابقين المتعاقبين إلا إذا وجد ما يستدعي ذلك ولكن خلافا لا يصل حد الفتنة ولا الدعوة للتمرد والخروج عن الشرعية وعن الثوابت الوطنية ..
مع أنه لو أراد أن يكون رئيسا للدولة لما صعب عليه ذلك بحكم وجاهته العامة ومكانته القبلية ووزنه السياسي الذي لا يضاهيه أحد فقد كان رحمه الله محل إجلال وإكبار ليس على المستوى الداخلي فحسب وإنما في الخارج أيضا ولذلك لم يكن يسمح أن يتعرض الوطن لأي سوء أو تآمر عليه ولو كان حيا يرزق لما سمح أبدا لأولاده ومنهم الطموح جدا ( حميد )ولا لغيرهم أن يتصرفوا أي تصرف يهدد أمن البلاد والعباد أو يتجاوز الخطوط الحمراء في الثوابت الوطنية أو يعرض الوطن للفتنة أو أي خطر كان ..
ولو كان حيا أيضا لما سمح ولا تغاضى عن الكلام الذي تفوه ويتفوه به ولده حميد ومطالباته ودعوته الصريحة لأميركا وِمúن وراءِها لغزو اليمن واحتلاله بحجة حماية المواطنين وإسقاط النظام الفاسد وهي الاسطوانة المشروخة التي قيلت في العراق وليبيا فهو بلا شك سيتبادر إلى ذهنه أن ولده أصيب بمس شيطاني وإلا لما صدر عنه ذلك القول الذي يغضب الله والمؤمنين..
وصدق من قال أن النار لا تخلف إلا رمادا وللأسف الشديد يظهر أنه لا يوجد من أولاد ذلك الشيخ الجليل عبد الله بن حسين الأحمر من يقوم إعوجاج ونزق وطيشان أخيهم حميد أصلحه الله الذي بدلا من أن يشكر الله على ما أنعم عليه من جاه ومال ويشكر الوطن الذي في ظله نما وتربى وأثرى وأصبح من كبار رجال المال والأعمال صار يسخر ماله وجاهه وجهوده للإضرار بالبلاد والعباد غير مبال بالنتائج الوخيمة التي ستلحق بالوطن والشعب فهو يؤجج الفتنة ويدعم الخارجين على الشرعية وعلى النظام الجمهوري ودعاة الإمامة والانفصال فالأهم وفي أولياته أن يسقط النظام وتسقط الشرعية الدستورية ويصل إلى سدة الحكم ولو على أشلاء الوطن والمواطنين ..
فهو وذلك المأفون المدعو على سالم البيض يعزفون على سمفونية موحدة سواء بسواء كلاهما يريدان خراب الوطن وتمزيقه تحقيقا لأطماعهم ونواياهم المريضة فالبيض يدعو ويحلم بالانفصال وإقامة دولة تحت مسمى ( الجنوب العربي ) ذلك الذي كانت تحلم به رابطة أبناء الجنوب في ظل الاستعمار البريطاني وهو بذلك يتعارض مع الشعارت والمبادئ التي كان يرفعها الحزب الاشتراكي أثناء حكمه للمحافظات الجنوبية سابقا وحميد هداه الله يؤلب ويدعو القوى الأجنبية الغربية لغزو البلاد واحتلالها وإسقاط النظام ليكون هو وجماعته بديلا عنه وأي بديل أجارنا الله منه كما كانت المعارضة العراقية بديلا سيئا عن النظام القومي هناك ..
وما يطرحه ذينك الخارجان عن الثوابت الوطنية إنما هو خروجا عن آمال وطموحات وإرادة الجماهير وكل القوى الوطنية السياسية وغيرها ومن المؤكد أن أقران وتلاميذ ( ابن العلقمى ) لن يجدوا آذانا صاغية لما يهرفون ويحلمون به ولا شك أن كل ما يدبرونه سيتحطم على صخرة الإرادة الوطنية والشعبية الصلبة فالأيام ستثبت أن أعداء اليمن خاسرون لا محالة كما خسر من سبقوهم خصوصا وأنهم تجاوزوا المطالب الشبابية والشعبية وانحرفوا بها ليتبنوا أجندة غريبة علينا وخارجة عن المألوف وخارجة حتى عن أهداف ومطالب الثورات والانتفاضات المماثلة التي حدثت في تونس ومصر ..
ومع ذلك يحدونا الأمل والرجاء أن يتكاتف أبناء وأقارب المرحوم الشيخ عبد الله الأحمر ويعملوا على وضع حد لتهور وصلف أخيهم الطامح في السلطة الشيخ حميد وذلك حتى لا يكونوا مشاركين معه في أفعاله وأقواله وفي ما يصنعه ضد الوطن وثوابته الوطنية وحتى لا يقال أن ذلك الرمز الشامخ لحاشد وآل الأحمر لم يحسن تربية وتأديب أولاده وأنه لم يخلف إلا الرماد وهذا لا يصح أبدا فكل اليمانيين يكنون للشيخ عبد الله وذكراه كل التقدير والاحترام ويحبون أن تكون ذريته صالحة كما أراد وهو أن تكون غيورة على الوطن ومصالحه محبة له منافحة عن حياضه وحماه ..
فهو في ثراه بلا ريب لا يحب أن يكون بلاء الوطن وخرابه وتمزيقه على يد وبفعل أحد أبنائه الذين من المؤكد أنهم يعرفون ويدركون مقدار الوفاء والإخلاص الذي كان يكنه والدهم لوطنه وأمته ومن شذ منهم فعلاجه الردع من الأقربين حتى لا تتفاقم الأمور ويستفحل الداء وذلك حرصا على تماسك قبيلة حاشد وسمعتها وسمعة شيوخها وحتى يرقد شيخ حاشد قرير العين في قبره لأن روحه لاشك أنها قلقة جدا مما يصنعه ولده حميد وقلقة جدا أيضا وهو يرى البلاد معرضة للفتنة والخراب والتمزق والتشطير والغزو الأجنبي بناء على دعوة أحد أبنائه ومن على شاكلته وهو الذي قضى معظم حياته مناضلا ومنافحا ومدافعا عن سيادة وحرية الوطن ووحدته رحم الله شيخ حاشد الكبير وهدى أولاده إلى سبيل الرشاد ..
أسف على مصداقية الجزيرة
كنا في السابق كما كان غيرنا نحرص ونتلهف على متابعة ومشاهدة قناة ( الجزيرة ) الفضائية على أساس حياديتها وأمانتها المهنية في نشر وإذاعة ومتابعة الأحداث وأخبارها حتى كادت أن تكون هي الأولى على غيرها ولكن مع الأسف الشديد اكتشفنا أنا كنا واهمين حيث تبين أن الجزيرة نحت منحى آخر فقد أصبحت مجرد أداة ووسيلة لتأجيج الفتن في العالم العربي وإحداث القلاقل في كل الدول العربية وكنا لسذاجتنا نظن وبعض الظن إثم حياديتها في متابعتها وتغطيتها لأحداث تونس ومصر وما أن بدأت أحداث ليبيا واليمن حتى انكشف انحيازها وعدم حياديتها بل ومغالطتها وكذبها في ما تذيعه وتنشره من أخبار وتغطيات لأحداث الفتنة بل أصبحت هي من تثير الفتنة وتؤججها وتثيرها وتختلف أخبارا وأحداثا لا أساس لها من الصحة ..
almogahed§m@yahoo.com