الحريصون على سلامة الفصحى وخلوها من أية شوائب أو سلبيات في استخدمها لغة اتصال وتواصل وبخاصة على ألسنة العاملين في وسائل الإعلام العربية المسموعة والمرئية – الذين يهبط مستوى إتقانهم للغتهم القومية وتمكنهم منها عاماٍ بعد عام بعد حدوث خلل كبير في العملية التعليمية على مستوى المدرسة والجامعة – وعلى ألسنة ضيوف هذه الوسائل والمتحدثين فيها بدءاٍ بكبار المسؤولين – في أحاديثهم وتعليقاتهم – وخطب رجال الدين في شتى المناسبات الدينية وفقاٍ للكاتب العربي فاروق شوشة الذي يضيف في مقاله المنشور بجملة العربي »الإعلام المقروء والمسموع وإثراء اللغة المعاصرة«: هؤلاء الحريصون على سلامة الفصحى يعنيهم الأمر على مستوى سلبياته أولاٍ تلك التي تشمل الاستخدام المعيب للوسائل الصوتية وعدم التدريب الكافي للعاملين فيها على ما يتصل بتنويع الصوت واستخدام النبر والتنغيم ودرجة الصوت ومعدل السرعة والنوعية والوقف والسكتة وغيرها والخلط بين الأصوات المرققة والمفخمة وبين »ال« الشمسية و»ال« القمرية وشيوع انحرافات معظمها في ضبط عين الفعل الثلاثي المجرد وفي ضبط عين المضارع المضعف.
ويسترسل شوشة بالقول: وقليل من هؤلاء الحريصون هم الذين يتوقفون عند إيجابيات هذا الأمر ذلك أن علماء الفصحى المعاصرة والمهتمين بدراستها والبحث فيها يجمعون على أن الإعلام المسموع هو الإطار الوحيد الذي تمارس فيه اللغة الصحيحة ممارسة عملية بصورة تنشد الكمال وتتحرى الصواب بالإضافة إلى تدريب العاملين فيه لغوياٍ ومتابعة أدائهم وتقويم ما ينحرف على ألسنتهم أو في أقلامهم. كما يجمعون على أن هذا الإعلام هو المستجيب الأول لاحتياجات الجماهير التعبيرية والمبتدع الأساسي لمعظم المادة اللغوية المستحدثة والمضخة التي تقذف في شرايين اللغة آلاف الكلمات والتعبيرات الضرورية التي قد تعجز المجامع اللغوية وتتقدم مسيرتها ويصبح ما تتخذه المجامع اللغوية من قرارات من قبيل تحصيل الحاصل أو تسويغ ما هو مستخدم فيها.
لقد عظم دور لغة الإعلام في إثراء لغتنا المعاصرة بعد أن اتسعت لحصاد الترجمة الآنية وترجمات أصحاب التخصص في الميدان على مدى عقود متتابعة نتيجة لجهود داتبة مستمرة..