دعا عدد من الاكاديميين ومنظمات المجتمع المدني القوى السياسية على الساحة الوطنية (سلطة ومعارضة) إلى تحكيم العقل والمنطق وتغليب المصلحة العامة واحترام الاغلبية دون مزايدات ومكايدات سياسية واللجوء إلى طاولة الحوار وعدم تفويت الفرص والاستجابة للدعوات المتكررة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية..
وقالوا في هذا الاستطلاع: ان المشهد السياسي الراهن في اليمن خطير جداٍ ويتطلب وقفة من كل القوى السياسية في السلطة والمعارضة لإخراج البلاد من الازمة التي تمر بها في الوقت الراهن.. لافتين إلى أن تمسك الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني بالشرعية الدستورية والمنجزات الوطنية التي تحققت يعتبر رداٍ على القوى المعادية التي تسعى إلى اثارة الفوضى والتخريب والعنف في الوطن..
وأضافوا: أن الدعوة إلى التسامح بدلاٍ عن العنف تعتبر مبدأ انسانياٍ وسلوكاٍ حضارياٍ يجب التحلي به حيث يفترض من قيادات القوى السياسية الفاعلة في الوطن ان تنتهج هذا المبدأ خاصة في المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد باعتبار أن الحوار هو لغة العصر التي ترتقي بها الشعوب قاطبة..فإلى التفاصيل..
استطلاع/ادارة الاخبار
في البداية أكدت الدكتورة وهيبة فارع عميد المعهد الوطني للعلوم الادارية أن المشهد السياسي الراهن في الساحة اليمنية خطير جداٍ في هذه المرحلة حيث يتطلب الوقفة الجادة من قبل كل القوى السياسية المختلفة في السلطة والمعارضة حتى يخرج الوطن من عنق الزجاجة والازمة التي يمر بها في الوقت الراهن ولعل تمسك الغالبية العظمى من ابناء الشعب بالشرعية الدستورية والمنجزات التي تحققت للبلاد يعتبر رداٍ على القوى المعادية والتي لها أجندة خاصة ومشاريع صغيرة تسعى إلى تنفيذها لتعم الفوضى والتخريب والعنف في الوطن ولكي نصل إلى ما وصلت اليه بعض البلدان العربية من سقوط نظمها الحاكمة أو في طريقها إلى السقوط وانعدام الشرعية الدستورية وتعيش حالة فراغ دستوري.. منوهة بأن التجارب الشاهدة في تونس ومصر وليبيا تجعل السواد الاعظم لشعبنا اليمني يقف إلى جانب الشرعية الدستورية والتي جاءت عبر صناديق الاقتراع وبانتخابات رئاسية حرة وديمقراطية شهد لها الجميع محلياٍ واقليمياٍ ودولياٍ..
مبدأ إنساني
وقالت: ان الدعوة إلى التسامح بدلاٍ عن العنف تعتبر مبدأ انسانياٍ يجب ان يتحلى ويتخلق به الانسان كسلوك حضاري مشددة على ضرورة انتهاج هذا المبدأ من قبل قيادات القوى السياسية الفاعلة في الوطن وهي الدعوة إلى التسامح عوضاٍ عن العنف خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد.. حيث يتوجب معها قدر من التسامح والاخاء والبعد عن العنف الذي سيجنب الوطن الازمات والفتن لاسمح الله ونحن في غنى عنها.
ودعت فارع القوى السياسية على الساحة الوطنية الى تحكيم العقل والرجوع إلى طاولة الحوار خاصة وأن فخامة رئيس الجمهورية قد أظهر قدرة وحنكة سياسية في فتح باب الحوار وتقديم المبادرات الواحدة تلو الأخرى لقوى المعارضة (احزاب المشترك).. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الرؤية الصائبة والصادقة لإنهاء الازمة والحرص المتنامي على استغلال الفرص ليتم حوار وطني مبني على الثقة والتسامح وينظر لمصلحة الوطن والبلد والتي هي اكبر من المصالح والطموحات الشخصية الضيقة وجعل اليمن ووحدته الهم الاكبر والاساسي وعلى الجميع تقديم التنازلات (سلطة ومعارضة) والحرص على البلاد من الانهيار مؤكدة أن الكرة اليوم في ملعب المعارضة التي عليها ان تسعى لاستغلال المبادرات التي اطلقها رئيس الجمهورية إذا كان هناك توجه نحو مصلحة الوطن اليمني.
واختتمت فارع حديثها بالقول: ان الشباب هم محور الحوار ولا يغيبون عنه فهم يمثلون أكثر من ٠٤٪ من إجمالي السكان حيث ينبغي الانتباه إلى مطالبهم.
الشعب ضد الانقلاب
بدوره الأخ أحمد محمد العاسي منسق البرامج في جمعية الانصار بصنعاء تحدث في هذا الصدد فقال: لاشك أن هناك من يتعامى أو يتغابى مما يجري في أوساط المجتمع من تفاعلات وطنية واجتماعية تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار وأصبحت المعارضة وكأنها لاتنظر إلا إلى شارعها فقط متغافلة عن تلك التفاعلات والحشود الجماهيرية المؤيدة للشرعية الدستورية والتي أثبت الشعب اليمني من خلالها أنه سيقف صفاٍ واحداٍ ضد أي انقلاب على الشرعية الدستورية أو أي شكل من أشكال الفوضى والتخريب.. ويقول: ان تجاربنا المختلفة السابقة واللاحقة القريبة والبعيدة لا تزال تتراءى لكل فرد أينما كان فالفترة بين ولادة ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين في بداية عقد الستينيات وفترة تولي فخامة القائد العظيم للشعب العظيم الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في 78م وحتى عام 90 المبارك الخالد عام الوحدة واللحمة يكاد كل يمني من المعاصرين أن يكون عاشها وقرأ حجم الصراعات التي كانت تنشأ بين القيادات لا لشيء في غالبها إلا لمحاولات السيطرة على دفة الحكم ومن المؤكد أن الخسائر البشرية والمادية التي كانت تنتج لم ولن تغيب عن أذهان ووجدان شعبنا اليمني العظيم كما أن اليمني المعاصر يدرك الحقيقة التي مفادها أنه متى ما طغت لغة السلاح بطلت لغة العقل.
ويضيف العاسي بالقول: من هنا فإن من يراهن على إعادة عجلة التوحد للأرض والإنسان وحقيقة السيادة للمؤسسات والتشريعات التي تمثل السياج الآمن للانتقال والتداول السلمي للسلطات بشكل آمن وبناء سيتبع بداهة أساليب ووسائل ولغات معتقدا أنها ستحقق غاياته البتراء في التسلق نظرا لقصور نظرته ومشروعه ولاشك أن الاساليب التي تنتهج لغة غير لغة الحوار والديمقراطية والتي تستخدم الوسائل واللغات التي نسمعها الآن من المعارضة هي الوسيلة المثلى والمطية الأجدى في توصيل من يتبعها أو يستخدمها لنهايات وفشل مبكر تدين صاحبها بأيديهم وألسنتهم برغم ما تسببه من اتلاف وخوف لدى المجتمع بأسره.. ويقول مختتما حديثه: إن الله سبحانه وتعالى قد حرز وحرس هذه البلاد الطيبة عبر نبيه المصطفى حين قال »إذا شاعت الفتن فعليكم باليمن« ومن المؤكد أن من يراهن على الفتنة التي هي أشد من القتل في مجتمع الإيمان والإسلام والسلام والذي لاتوجد فيه أقليات تدين بغير دين التوحيد وعلى ملة خاتم المرسلين فمن يكيد لهذه الأمة وهذا المجتمع لا أعتقد أنه من الغباء والجهالة بحيث يقدم على مجازفة وهو يعلم حتمية خسرانه لأنه سبحانه بقوة إلهية خفية سخر الله إلى جانبها هذا الشعب والمجتمع اليمني المتماسك.
غرتهم الأماني
الأخ ناصر محمد العطار رئيس الدائرة القانونية بالمؤتمر الشعبي العام أوضح بالقول: جميع شعوب العالم الديمقراطية والمدنية تتعاطى مع قضاياها بالتشخيص الدقيق والموضوعي يؤدي إلى اختيار الوسائل الناجعة لمعالجتها ومن ذلك اللجوء للشارع للضغط على حكوماتها لتلبية مطالب مشروعة أو لفرض رأي مشروع وكل ذلك لا يمكن التسليم أو التبرير لما تشهده الساحة جراء تصرفات وأعمال اللقاء المشترك ومن معهم وفي أي نظام إلا إذا كانت نازية لأنها قد جعلت من الشارع والظروف المحيطة بالعالم العربي وسيلة لأعمال البغي بالخروج على الدولة مكابرة واستناداٍ إلى منعه ولم تقتصر أفعالهم على تعطيل العمل بالدستور ومنع سلطات الدولة من ممارسة مهامها الدستورية بل تجاوزت أفعالهم إلى ارتكاب جرائم تمس أمن اليمن واستقراره ووحدته ووصل إلى مصادرة حقوق وحريات الشعب ناهيكم إذا ما قلنا أن الأمر وصل إلى العصيان المسلح والإشتراك في عصابات مسلحة ومن يقرأ المشهد اليمني بعين صادقة محبة للوطن وللحق والخير بعيدة عن الولاءات الضيقة يصاب بالذهول والندم كيف تحول كل شيء جميل تحقق لليمن إلى سراب بأيدي زمرة غرتهم أمانيهم وربما يتحول إلى كوابيس لا سمح الله.
الأزمة الراهنة
الدكتور محمد ناصر حميد كلية الآداب جامعة صنعاء: ان التمترس حول وجهة نظر ورفض الحوار لا يفعلها إلا العاجز والإ فرد الحجة بالحجة واصرار كل على رأيه غير مقبول من أي حزب من الأحزاب سواءٍ كان حاكماٍ أو معارضة لأن الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة.
الفساد السياسي
ويرى أن الدعوة لاجتثاث الفساد لا ينبغي أن تتحملها السلطة وحدها بل يتحملها المجتمع بكافة أطيافه لأن الفساد نوعان سياسي ومالي وإداري وإذا استطاع الناس اجتثاث الفساد السياسي فإن اجتثاث الفساد المالي والإداري سيكون أسهل لأن المشكلة تكمن في الفساد السياسي والذي بسببه لن تحقق دولة مركزية قائمة على المؤسسات وعلى الجميع التفكير في الطرق السلمية التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الدولة.
صراع داخلي
وقال: ان الدعوة إلى الحوار والقبول به من منطلق أن الجميع لهم مناصرون ومؤيدون وبالتالي أنت تطرح قضيتك والطرف الآخر يطرح قضيته ليتم التوصل إلى حل وسط يرضي الجميع لأننا في اليمن لسنا كأي مجتمع آخر وانتفاضة ذهبت أو ثورة جاءت في منطقة أخرى سبب بسيط أن الرأيين موجودان في الساحة بالتالي لا نريد أن تتحول البلاد إلى صراع داخلي بل نريد أن تحل القضايا في إطار الحوار لا أن تصل إلى ميدان الصراع لأننا سندخل في نفق مظلم لا يعلمه إلا الله.
اليمن أولاٍ
مشيرا إلى أن الشعب يملك أكثر من 60 مليون قطعة سلاح ولايزال يعيش نسيج القبيلة التي تتعصب للقبيلة قبل أن تتعصب للحزب وأصبحنا نبث الكراهية والنعرات التي تمنطق الأمور والقضايا وهذه خطورة من الأخطار التي بتنا نعايشها يوميا.
وأكد حميد أن الحل الوحيد هو العودة إلى الحوار من أجل الوصول إلى كلمة سواء ألا وهي اليمن أولا وليس قبل اليمن شيء..