المثــْـــل
إيمان عبد الوهاب حْميد
> يظل تحقيق القيم المطلقة على هذه الأرض أملاٍ يراود الروح البشرية ومطلباٍ تسعى إليه كل نفس سامية تغلب فيها النزعة السماوية على النزعة الأرضية وبذلك يمكن تفسير انجذاب البشر إلى كل من نادى إلى تحقيق (الحق ـ الخير ـ الجمال ) ابتداءٍ بالأنبياء وعلى رأسهم معلم البشرية ونبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم من جاء بعد ذلك من نماذج أخرى من البشر العاديين الذين لا يمتلكون تكليفاٍ سماوياٍ مثل كونفشيوس وبوذا و أوشو ومانديلا وغاندي وروسو ومونتسكيو وفولتير أسماء تمتد وتتسع باتساع الظلم على الأرض.
هؤلاء ممن التف الناس حولهم لأنهم مثلوا بالنسبة لهم القيم المطلقة وعلى رأسها الحق الذي عانت البشرية ولا زالت تعاني من غيابه فتجمعوا حول أي شخصية تنادي بالحق وترفض نظرية الجنس الآري والمفاضلة بين البشر وتحتقر نظرية الانتخاب الطبيعي التي قال بها تشارلز دارون والتي تجعل البقاء والاستمرارية حقاٍ للأقوى فقط ولا مكان للضعيف في هذا العالم ورفض سيادته ولو حتى على نفسه وتحت هذه النظرية يْسلب حق الأمم في الاحتفاظ بالهوية والخصوصية في الفكر والثقافة وتغرق مرغمة في ما يسمى بالعولمة والتطبيع ويساعد على هذا الظلم أن من نعتبرهم من أصحاب القيم والمبادئ من أبناء أمتنا قد سقطوا وأصبحوا مجرد مرتزقة يستجدون الرضا ممن يدعي الألوهية فهل سقوط أصحاب المبادئ والقيم سقوط لهذه المبادئ والقيم وهل انحلال من يمثلون الحق انحلال وضياع لهذا الحق¿!..<
المثــْـــل
التصنيفات: ثقافــة