نــور باعباد
لاشك أن الأثر القوي لتقنيات الاتصال وسع مداركنا ووضعنا على محك عولمي كبير قد لا نستوعبه على الأقل الأجيال التي سبقت الثورة الاتصالية وخاصة الكمبيوتر والانترنت بينما الجيل الذي تزامن والثورة حقيقة يتعامل بسهولة واقتحام للمواقع الكترونية ويقوم بزيارات وتأسيس للمواقع وجمع المعلومات وكذلك يتم عبر الاقتحام وفتح النوافذ والمواقع فهذه هي العولمة ومصادر اطلاعهم وتثقيفهم وهكذا صارت إسقاطات السياسة تنعكس سريعا على مواقع الانترنت فيتلقفونها وهو مالم يستوعبه السياسيون ولعلهم اصطدموا بهذا التواصل فقد كبر الشباب في ظل غياب وجهل السياسيين بمخرجات وجاذبية الثورة اياها ولعل ما تشهده الساحة اليمنية من احتقانات وفوضى وفساد وجد له حيزا اتصاليا إلي اليمنيين لذا أقبلوا كثيرا على التعاطي الكمبيوتري مما جعلهم يواكبون المتغيرات بدءا بتسريبات ويكيلكس والفيس بوك وو ولعل ذلك لم يستوعبه الساسة مما ولد ثغرة وعمق الاختلاف والخلاف وجيروا مواقف الشباب لصالح المعارضة وهو ما وسع من دائرة المعارضة والاصطفاف هكذا استقطب الشباب في هذا المستوى والمتغيرات وصولا لاعتصامات من أجل التغيير ولم يؤخد بالاعتبار الاستيعاب والدخول في نقاش لمعرفة احتياجاتهم وتطلعاتهم فهو أمر غائب مما وسع من دائرة الاحتجاجات والاحتقانات في المسيرات بحكم ما شهدته تونس ومصر وليبيا وسقوط العديد من البلدين شهداء لتعنت النظامين تنمية وسياسة متجاهلة الاحتياجات وكان الأجدر بالسلطة عندهم وعندنا أن تجلس مع الشباب وتتعرف على احتياجاتهم ولتقلل من حدة التباين واللجوء الى التعبير المكلف وأية كلفة إنها دماء الشباب وخاصة ان مؤشرات التنمية وبالذات الفقر والبطالة والتسرب من التعليم في ركود واقعي ورقمي إن لم تكن في تصاعد ويتعلق الأمر بقدر ما يتعلق بحسن إدارة العملية التخطيطية والتنموية على صعيد وطني حيث تسير العملية التعليمية بنمطية التعليم العام وقصوره من حيث توفر الكتاب الذي يعاني من حشو ومن أسئلة تتحدث عن تجارب عملية في الوقت ان توفرت المختبرات وغلت وشحت المواد التدريبية ليصطدم الطالب بأسئلة تتنافى والواقع وللأسف هذا يتناقض والإستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي وفي الوقت نفسه مخرجات تعليمية لا تلبي احتياجات سوق العمل ولا طموحاتهم والحال بالنسبة للتعليم الفني الذي تتواجد مراكزه ببطء ومواد تدريبية شحيحة مما لا يساعد على مخرجات و في الوقت نفسه فإن مخرجات تتم مجردة من فهم الواقع في أسئلة تتعلق بردود المدرس المقتضبة وغير مسنودة لخبرة محصلة علمية للمعلم يبدو ان أطراف الصراع تسقط من خلال الانترنت على الشارع قناعاتها وتتبادل الإتهامات وبحكم ان الحزب الحاكم هو المعني بالتصدي لما يمارس من كر وفر مع الشباب يعرضهم لإراقة الدماء والشحناء والاحتقان وكان المفترض تملك الشجاعة والحنو على الشباب ومعرفة ما يريدون
لقد غابت مقولة ان الشباب عماد الوطن ودمهم غال وعزيز فهل عقمت اليمن أو تعذر على عقلائها أن يلتقو على كلمة سواء بدلا من ان تراق دماء الشباب لقد غاب دور الدولة الحاضرة الغائبة وكأن هؤلاء الشباب لا يعنيهم الدولة وليست مسؤولة عن مواطنتهم وحقوقهم و هل لأن أبناء نخب الدولة لم يلتحقوا بالإعتصامات وكيف هانت الدماء دماء الشباب الفقراء المحرومين من أبسط الحقوق في الصحة والتعليم والعيش الكريم..