في الشارع اليمني ثمة أمور في زحمة التظاهرات وتنامي الخلافات تستدعي من الجميع عدم السكوت والتجرد من الانانية أيضاٍ والتحلي بالموضوعية في قول الحق ونقل الحقيقة في ظل سموم المغالطات التي تتعمدها بعض القنوات الفضائية في سعيها المحموم لاشعال فتيل نار الفتنة والايقاع بمقدرات الشعوب وتهور من يحاول للأسف ايقاظها من نومها.. نعم هناك اختلالات وفساد ومطالب لا يمكن جميعها أو بعض منها أن يحل بمجرد السماع لحزب بعينه أو تبني وجهة نظر احادية.. فالجميع مطلوب منهم المشاركة والتفاعل وليس التغافل والظرف يقتضي أن لا تكون هذه التظاهرات والاعتصامات سبباٍ في تعميق جذور الاختلاف والتشتت في ما بيننا أو ذريعة للسماح للخارجي المترقب حلول الدمار والخراب لوطننا كما يحاول البعض … العلماء قالوا رؤيتهم في ما يحدث والشباب تفاوتت مطالبهم والأحزاب للأسف بين مترقب ومتعجب ومتسبب بمواقفه واشتراطاته في ما حدث أو يحدث.. ونخب صامتة وفاقدة للصواب وأخرى متحدثة لكنها للاسف تفتقد إلى سبيل الرشاد.
مطالب الشباب والفقراء
ليست أحلاماٍ وردية!
< ليس من قبيل الأحلام الوردية أن يحلم الشباب والفقراء والبسطاء ومحدودو الدخل بمستقبل أفضل وقد عاهد الرئيس علي عبدالله صالح في برنامجه الانتخابي المواطنين على الحد من البطالة ومكافحة الفقر وتوسيع شبكة الضمان الاجتماعي ومواصلة جهود مكافحة الفساد المالي والإداري من خلال تطوير سياسات وآليات مكافحته ووصول نتائج التنمية إلى الفئات التي لم تصلها فهذا هو حقهم في حياة كريمة تتوافر فيها احتياجاتهم الأساسية في المأكل والملبس والمسكن والعمل وأن يبتعد شبح الفقر المخيف عن غالبية المواطنين.. ليست وعوداٍ لكنه برنامج رئاسي طموح يبني فوق ما تم تحقيقه ويكرس الإيجابيات ويعالج السلبيات لذا سعى إلى تأسيس برامج للأشغال كثيفة العمالة لتوفير فرص عمل في كافة محافظات الجمهورية تفتح بيوتاٍ وتغرس في النفوس الحب الحقيقي للوطن عندها يكون للأجيال الشابة أمل في العمل والمسكن وتكوين أسرة لأن الفقير لا يعرف كيف يحب بلده بينما هو غير قادر على توفير احتياجاته الأساسية التي تكفل له العيش الكريم.
الرئيس دائماٍ مع الناس مع الفقراء والبسطاء يدافع عنهم ولا يتخذ قراراٍ إلا لصالحهم ومهما كانت الظروف الصعبة والمشاكل والتحديات التي تمر بها البلاد يجب ألا نرى ثقافة الإحباط والفتن ثقافة التدمير والتخريب ترمي بظلالها على الوطن فالشعوب المحبطة لا تجيد البناء ولا تصنع المستقبل.
الرئيس ينحاز للفقراء لأنه يرى القاعدة الشعبية أكثر من غيره وتوجيهاته هي أن تسير الحكومة في إطار الإصلاح ولكن لا تخاطر بمصالح الشباب والفقراء فلا متاجرة بهم ولا اقتراب من مستوياتهم المعيشية ولتحقيق ذلك وجه الرئيس بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء لإجراء حوار بناء ومفتوح مع الشباب للاستماع إلى قضاياهم وتطلعاتهم ومنهم المعتصمون في عدد من الساحات وفي مقدمتها ساحات الجامعة والتحرير بصنعاء وعصيفرة بتعز ومحافظة عدن.
وتتكون اللجنة من نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن د. رشاد العليمي ووزير التعليم العالي د. صالح باصرة ووزير التربية والتعليم د. عبدالسلام الجوفي ووزير الشباب والرياضة حمود عباد.
ساحة الجامعة
«الوحدة» في نزول ميداني من موقع الحدث استطلعت آراء المعتصمين في ساحتي ميدان التحرير والجامعة عن مطالبهم التي نرى أن الفضائيات أصبحت تلعب دوراٍ تحريضياٍ في ما يحدث إلى أين يمكن أن تذهب البلاد لا سمح الله إذا افلتت زمام الأمور من أيدي الجميع حكاماٍ ومعارضين.
بدأنا من ساحة الجامعة وطرحنا الأسئلة التالية:
– هل سيتحاور المعتصمون من الشباب مع اللجنة التي شكلها الرئيس علي عبدالله صالح¿
– هل لدى الشباب رؤى واضحة لهذا التغيير وأجندته وأهدافه وأبعاده وسقفه¿
– ماذا عن التنسيق بين المعتصمين في خارج ساحة جامعة صنعاء وعصيفرة بتعز وعدن¿
تجاوب الأخ مطيع دماج قائلاٍ: الرأي العام في الساحة ورأيي الشخصي بأن الحوار وصل إلى طريق مسدود مضيفاٍ: نطالب بتغيير النظام الذي حسب رأيه أصبح عائقاٍ للتنمية وللمستقبل ويجر البلاد إلى أزمات وحروب.
ولفت إلى أن الساحة مليئة بالقيادات التي ستضع رؤى واضحة للتغيير وأنه ليس هناك فئة بعينها يمكنها أن تفوض التحاور معهم.
فيما يستبعد الأخ خالد الريمي حواراٍ بين الشباب والحكومة وأن المعتصمين ينتمون لفئات الشباب والطلاب والعمال والتجارة ودكاترة الجامعة وأن لا تدخل حزبي في هذه الاعتصامات على حسب قوله.
وعن رؤيته للتغيير أضاف: نريد تغييراٍ للنظام بالكامل وأن لدى الشباب أفكاراٍ للتحول نحو المستقبل وأن الشباب المعتصمين في بقية المحافظات ينسقون في ما بينهم عبر الانترنت والفيسبوك.
واستوقفناه مؤكدين له أننا رأينا بأم أعيننا في مظاهرة بعدن لافتة مكتوباٍ عليها«نريد عدن حرة!»
أجاب الريمي: أنه لم يسمع ولم ير أي مظاهرة تطالب بالانفصال.
ميدان التحرير
ومن ساحة جامعة صنعاء انطلقنا نحو ميدان التحرير لمعرفة آراء المعتصمين عما يحدث وأكدوا لنا في أحاديثهم تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالأمن والاستقرار ورفضهم للدعوات الهدامة لدعاة الفرقة والتخريب والانفصال وأعداء الثورة والجمهورية فإلى أحاديثهم..
الأخ صالح مصلح يقول: نحن مع السلمي الاجتماعي والتغيير السلمي وليس بالفوضى والتخريب والقتل لتتحاور الأحزاب لكن تضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات ومطلبنا الحفاظ على أمن واستقرار البلاد «الأمان قبل الإيمان» والذي يريد السلطة يأتي عبر صناديق الاقتراع.
أما الأخ حمود محمد صالح الجابري فقال: نحن نرابط في ميدان التحرير من أجل الوحدة والأمن والاستقرار ونطالب من رئيس الجمهورية أن يصمم على الحوار الوطني مهما تهربت منه أحزاب المعارضة والتغيير نريده أن يكون عبر صناديق الاقتراع ولن نمانع لكن الفوضى والفتن مرفوضة لأنها تعرقل المشاريع والاقتصاد.
أما الشيخ صالح حسن بكيل فيقول: جئنا إلى ميدان التحرير نحن وأبناء أرحب لمناصرة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لأنه قدم تنازلات عديدة من أجل الوطن لكن المعارضة لم تتفهم تلك التنازلات أنها نابعة من حرص القيادة السياسية على الأمن والاستقرار وحقن دماء اليمنيين وندعو الأحزاب إلى الحوار من أجل سلامة اليمن وعدم تمزيقه.
من جهته يقول الأخ أحمد العليي رئيس منظمة (يمن موحد بلا إرهاب): نهدف من تواجدنا في ميدان التحرير إلى توعية الناس بحقوقهم الدستورية بعيداٍ عن العنف والفوضى وإرهاب السلاح وأن الحوار هو الوسيلة المثلى للخروج بالوطن من الأزمات إلى بر الأمان.
وأضاف: منظمتنا استغلت فرصة تواجد المواطنين من مختلف مديريات محافظات الجمهورية لتوعيتهم أيضاٍ بمخاطر الإرهاب الذي يعد جزئية في اليمن باعتباره نبتة شيطانية وليس منشأه يمنياٍ أو جذوره ودعا اليمنيين بمختلف شرائحهم إلى الإخاء والسلام داخل الوطن وتجاوز الصعاب المحدقة بالوطن.
شعارها التغيير السلمي
وثمة اشارة أنه تنامى إلى مسامعنا أن هناك فئة شبابية ثالثة تنظم نفسها في بداية إعتصام في الناحية الأخرى من جامعة صنعاء وتحديداٍ بوابة الجامعة باتجاه مذبح يطالبون بالتغيير السلمي وتوجهنا إلى المكان..
حيث أكد عدد من الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم «اعتصام حملة شباب فبراير» أمام بوابة جامعة صنعاء الخلفية على أن التغيير سلمي ولا يأتي إلا في ظل وجود الأمن والاستقرار وعبر صناديق الاقتراع وبالوسائل القانونية الشرعية والدستورية مرددين هتافات تطالب بمحاكمة رموز الفساد وشبابك يا وطن يفديك وشعار «التغيير سلمي» و«اليمن أفديه بدمي» وغيرها رافضين الوصاية على الوطن من أي أحد وأي كان..>
النخبة في بلادنا.. لماذا صارت منعزلة عن الواقع ¿!
< النخبة اليمنية ينبغي أن يكون لها دور إيجابي كما يجب عليها الالتزام بالهدوء كاسلوب والموضوعية كمنهج في مثل هذه الأحداث.
فهي – النخبة – تشكل وعي الناس وهي أيضاٍ المسؤولة بشكل أو بآخر عن معالجة الأزمات على الأقل أن تملك برنامجاٍ لمعالجتها.
ويتسع مفهوم النخبة ليشمل أطيافاٍ واسعة من السياسيين والاقتصاديين والثقافيين ورجال الدين.
«الوحدة» حاولت التعرف على عدد من آراء المستنيرين والمحللين والكتاب.. هل ترى أن النخبة اليمنية صارت منعزلة عن الواقع بعد ما تأكد انعزالها عن الاهتمامات الحقيقية للناس على ضوء ما يجري في الشارع .. فإلى التفاصيل :
د.البعداني: «الجلباب» المصري و«الجبة» التونسية لا تناسب الجسد اليمني
< يرى الدكتوور كمال البعداني عضو الهيئة الوطنية للتوعية أن النخبة في بلادنا قد وضعت نفسها في برج عاجي بعيداٍ عن هموم الناس ولاسيما قطاع الشباب الذين لم تتحدث عن قضاياهم أو تسهم في حلها وبالتالي أصبحت غير مقبولة للتحاور مع الشباب في هذا الوقت ولم تعد مؤثرة فيهم لأنها لم تقدم شيئاٍ لهم في الماضي حتى يستجيبوا لها في الحاضر.
وأشار إلى أن الدور الآن ليس مناط بفئة من المجتمع بذاتها وإنما دور المجتمع بالكامل مع تحميل العلماء والشخصيات الاجتماعية المؤثرة دوراٍ كبيراٍ إزاء ما يحدث هذه الأيام من خلال إيضاحهم لمجتمعنا اليمني أن ما يجري وبهذه الصورة قطعاٍ لن يخدم اليمن ولن تخرج فيه أي قوى سياسية منتصرة فالمجتمع سيخسر وفي مقدمتهم اليمن وإذا خسرت اليمن فما خير العيش بعد ذلك.
ودعا الجميع أن يتقوا اللِه في هذا البلد كما يجب على الشباب الذين نحترم آراءهم أن يدركوا أن «الجلباب» المصري و«الجبة» التونسية ليست بالضرورة تناسب الجسد اليمني فاليمن لها خصوصيتها الاجتماعية والأمنية وتركيبتها القبلية الموجودة اضافة إلى 60 مليون قطعة سلاح منتشرة أرجاء البلاد.
وأضاف: إذنú عليهم أن يحسبوا المعادلة جيداٍ ولنا في ما حصل في الصومال والعراق عبرة!..>
د.العجل:
على الإعلام تحري الدقة والموضوعية
< وانتقد الدكتور أحمد العجل – عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء – في محاضرة ألقاها بمنتدى شباب عمران بشدة ما تقوم به قناة سهيل من تحريض وتأجيج ونشر للشائعات والأخبار المغلوطة في محاولة منها لتأجيج الشارع بهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن مطالباٍ القائمين على قناة العقيق بترك العشق والرقص والغناء في ظل هذه الظروف وما تواجهه اليمن من تحديات للارتقاء إلى مستوى وعي الأمة اليمنية ومقارعة الأباطيل والأكاذيب بالحجة والبرهان.
لافتا إلى أن الأحداث الجارية في بعض البلدان العربية عبارة عن مخططات صهيونية تحاول تمزيق البلدان العربية وتفتيتها وتمزيقها إلى دويلات وقرى صغيرة بدليل وجود عدد من الكتب الصهيونية المغرضة كـ« بروتوكولات حكماء صهيون» وكتاب «الحكومة الخفية» وغيرها التي تنص صفحاتها على إشعال الفتن بين الشعوب العربية وحكامها وتحريك قيادات المعارضة فيها واستغلال شبابها لإشعال الحرائق وزعزعه أمنها واستقرارها.
داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والصدق والموضوعية وتحكيم العقل والمنطق ودعوة كافة فرقاء العمل السياسي في الساحة الوطنية إلى الجلوس على طاولة الحوار وليس الدعوة للفوضى والتخريب.>
د. السعيدي: ما يدور في الشارع يخالف
هدي النبي صلى الله عليه وسلم
< كما يؤكد الدكتور حمود السعيدي – مدير عام الوعظ بوزارة الأوقاف والإرشاد على أن مايدور في الشارع حقيقة يخالف هدي النبي «صلى الله عليه وسلم» لأن هذا خروج على والي المسلمين وهذا لايجوز فالله عز وجل أمر بطاعة ولي أمر المسلمين ويقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر و اليسر والمنشط والمكره وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفراٍ بواحاٍ عندنا من الله فيه برهان» أي إذا كان الوالي أتى بشيء من المكفرات ونستطيع أن نغيره بأحسن فإن كانت المصلحة أولى أقدمنا على تغييره وإن كانت المفسدة أعظم « أي مايحدث جراء التغيير من مفاسد أعظم مما هو لدى الوالي من الكفر أو الاجرام» فإن تساوت المصلحة والمفسدة يجب التوقف وفي هذه الحالة كان بإمكانهم أن يقدموا أهل الحل والعقد من العلماء والعقلاء فينصحوا الوالي فإن قبل فذاك وإذا لم يقبل في غير الكفر البواح فلهم أن يخرجوا حسب النظام والدستور خروجاٍ سلمياٍ ليس فيه سفك دماء ولا تخريب ولا سب ولا لعن ولا تعطيل لمصالح الناس هذه هي الوسائل المشروعة التي كفلها النظام والقانون.
لافتا إلى أن مايقوم به بعض المتظاهرين الآن من سفك للدماء وتخريب وسب وتقذيع ليس من شريعتنا السمحاء بشيء ولا من الأنظمة الديمقراطية يمسك بشيء أيضاٍ وإنما هي الهمجية..>
د. البكاري:
التغيير والتنوير لا يحدث في لحظات
فيما يشير الدكتور محمود البكاري باحث وأكاديمي في علم الاجتماع السياسي إلى أن النخبة هي فئة من الناس لديهم مقدرة أكثر على خدمة المجتمع وتحقيق مصالحه وبشكل خاص النخب السياسية والثقافية على اعتبار أنها ذات علاقة مباشرة بصناعة الأحداث لافتاٍ إلى أن هذه النخب عندما تعجز عن القيام بدورها تتحول إلى «صفوات» لاهِم لها سوى البحث عن مصالحها وهنا تنشأ المشكلة على شكل صراع بين النخب السياسية والثقافية يعيق النخبة السياسية عن قيادة التغيير الحقيقي الفاعل والإيجابي عبر برامج التنمية الشاملة فيما تخفق النخبة الثقافية عن القيام بدور التنوير عبر برامج التوعية في الوقت الذي يتطلع الناس فيه إلى رؤية تطور ملحوظ في واقعهم ويتلاشى الأمل إلى درجة فقدان الثقة بهذه النخب والتغيير كما أن التنوير لا يحدث في لحظات ولكنه بحاجة إلى تخطيط وتنظيم وترتيب أولويات ويتحمل الجميع مسؤولية الارتقاء بالوضع القائم.
مؤكداٍ على أنه حري بنخبنا السياسية والثقافية باعتبارها تمثل طليعة المجتمع أن تعمل وبدافع الحرص على المصلحة الوطنية العليا على إعادة تحقيق التوازن بين مهام التغيير والتنوير وفقاٍ لمدلولها الحقيقي بحيث لا يتحول دور التنوير إلى أداة للإثارة والتهييج للرأي العام وتزييف الوعي وكذلك مطلب التغيير إلى أداة للتدمير والتنافر.
منوهاٍ إلى أنه من غير اللائق بقيادات وقوى سياسية وثقافية تدعي الحداثة أن تتعامل مع بعضها بأساليب ماضوية بالمعنى السياسي القائم على الفكر الشمولي الذي تجاوزناه بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وإعلان التحول الديمقراطي نحو التعددية السياسية والحزبية.
مشدداٍ على أن الفرصة لا تزال مهيأة لإعادة عقلنة العمل السياسي والثقافي وفقاٍ لمبادئ وقواعد الديمقراطية وأهمها على الأطلاق حرية الرأي والتعبير بمفهومها العام..
د. الفسيل: المظاهرات أثرت سلباٍ على الاقتصاد
وعن الآثار الاقتصادية المترتبة عن الوضع الراهن في اليمن يرى د. طه الفسيل استاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء أن الآثار يمكن تقسيمها إلى آثار مباشرة وآثار غير مباشرة.
الآثار المباشرة تتجلى في تعطيل انسياب حركة وسائل النقل هذا يؤدي إلى صعوبة وبطء وسائل النقل وينعكس على تكلفة اقتصادية اضافة إلى اضعاف حركة النشاط التجاري بما ينعكس على الخدمات والقطاع الصناعي وهذا يؤثر على أداء الاقتصاد الوطني فهناك قلق وسحب غير طبيعي للودائع والمدخرات من البنوك وارتفاع في الاسعار.
واشار الفسيل الى ان اليمن بعد نجاح خليجي 02 تحسنت صورتها أمام المسؤولين في الهيئات الدولية وكذا محيطها الاقليمي ونشطت السياحة.
وتطرق للآثار غير المباشرة كانشغال القيادة السياسية والاحزاب والمواطنين بالخلافات السياسية مما ينتج عن ذلك تأثر بشكل غير مباشر عن القضية الاساسية في ارساء الأمن والاستقرار الذي يؤدي إلى النشاط الاقتصادي.
وأضاف الفسيل أن اليمن تحسنت صورتها بنجاح خليجي 02 وهذا ساهم في جذب انظار الكثيرين نحو اليمن.
كما لفت إلى أن القضية الاهم في اليمن هي انقسام المجتمع إلى قسمين مؤيد ومعارض عكس مصر التي كان فيها اجماع على أحداث التغيير أما اليمن فإنقسام المجتمع سيوغر الصدور وتنعكس آثاره ولا تمحى بسهولة عكس مصر التي جرى فيها تسامح..
«محلي» «وغرفة» العاصمة طالبا الأحزاب برفعها:
تجار: قطعوا أرزاقنا لمن نشكو¿
طالب المجلس المحلي بأمانة العاصمة في اجتماعة مطلع هذا الأسبوع برئاسة وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والمواطنين برفع المخيمات من ساحات ميدان التحرير وجامعة صنعاء والشوارع المحيطة بها وعدم استخدام الساحات الأكاديمية والتعليمية لتصفية الحسابات الحزبية الضيقة..
وكلف المجلس المحلي لجنة حقوقية برئاسة عضو المجلس المحلي محمد الأصبحي برصد الانتهاكات والاعتداءات التي تطال المواطنين في أمانة العاصمة من الخارجين على القانون بالاضافة إلى الاضرار التي لحقت بمالكي المحلات التجارية والخدمية لرفع دعاوى قضائية ضد المعتصمين والمتسببين بتلك الأضرار.
تجار
الأخ عمر الشيباني أحد أصحاب محال الملابس في التحرير أكد أن المخيمات أثرت تأثيراٍ مباشراٍ على حركة البيع والشراء بحيث أصبحت المحال لا تستطيع إدخال حتى المصاريف.
فيما يشير الأخ حيدر نجيب حيدر مالك محل تجاري في شارع جمال إلى أن مالكي المحلات التجارية تقدموا بشكوى إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء يعربون فيها عن تضررهم من تلك المخيمات وهم بانتظار حل لرفع المخيمات.
مضيفا أن الزبون مستحيل أن يأتي وهناك تفتيش في الشوارع التي تفترش فيها هذه المخيمات وأصبح من الصعب ان يصل إلى المحال التجارية.
أما الأخ هائل دبوان فطالب الغرفة التجارية الصناعية بصنعاء ايجاد حلول عاجلة لرفع المخيمات التي قطعت ارزاقهم ولفت إلى أن حركة البيع والشراء تأثرت بنسبة 99% نتيجة تخوف الزبائن من القدوم إلى الميدان لمخاوف أن تقع مشاكل.
تقطر دموعاٍ
أحد أصحاب المحلات التجارية – فضل عدم ذكر اسمه- أنه لحق به وعماله ضرر كبير جراء مخيمات المتظاهرين التي نصبت مؤخراٍ أمام المحال التجارية ومحله- ويستمر في الحديث وعيناه تقطر دموعاٍ من الحسرة وقلبه يلتهب حرقة وهماٍ – من أين يدفع أجرة العمال وحق الكهرباء وإيجار المحل الذي يقدر بـ «200.000» ألف ريال حسب قوله متشائماٍ: خلينا يا رجال أنت والهدرة ما «تبديت» حتى الآن!!..
مطالباٍ رئيس الجمهورية والسلطات المختصة بسرعة إيجاد الحلول لهذه التجمعات وإعفائهم من رسوم الكهرباء على الأقل وصرف تعويضات مقابل الأضرار التي لحقت بمحالهم وكساد تجارتهم.
أضرار فاتحة
من جهته يشير المحامي عبدالسلام السماوي مدير الشؤون القانونية في غرفة تجارة وصناعة صنعاء إلى أن الدول المتحضرة في أوروبا وأميركا تحدد أماكن للتعبير عن الرأي لكن ما يؤسف له في بلادنا أن لا يوجد أماكن مخصصة لمثل هذه التظاهرات فيما تستخدم الأماكن الحيوية والتجارية كميادين لتلك الاعتصامات بما يلحق الضرر بالآخرين.
وأضاف أن الاعتصامات في ساحتي ميدان التحرير والجامعة بالدائري في صنعاء قد ألحقا أضراراٍ اقتصادية فادحة بالقطاع التجاري جراء نصب المخيمات قرب المحلات التجارية وهذا الأمر يمثل فوضى وإعاقة للحركة التجارية برمتها ويعيق حركة البيع والشراء بين العملاء والمستهلكين بل ويجنب شرائح المجتمع الدخول إلى مثل هذه الأماكن.
وقال السماوي نؤمن بحق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي لكننا في ذات الوقت نطالب برفع تلك الاعتصامات والمخيمات التي ألقت بظلالها السلبية على القطاع التجاري بالأمانة وحمل الجهات المعنية التي أوضح أنه يتم التواصل معها لرفع المخيمات الإسراع بوضع حلول ناجعة حتى لا يصاب القطاع التجاري بالشلل.
وأعرب السماوي عن أمله في التجاوب برفع تلك المخيمات لافتاٍ إلى أن القطاع التجاري لن يلجأ إلى القضاء إلا إذا تعثرت جهود الجهات المعنية ولم تستطع ايجاد البدائل..
الحكمة أم الغضب¿!
نرى الدموع الساخنة تنهمر على الديمقراطية المفقودة والعدالة الغائبة والفساد المتفشي وهذه لا عجب هي مفردات معالجة الأزمات وثمة من لا يدرك أن الارتماء في أحضان الفوضى لا يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى وحينها من الصعب أن تقنع المتظاهرين بالحكمة بدلاٍ عن الغضب ونرى الغضب يقترن بالتخريب والتدمير والفوِضى والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة ناهيك عن الأرواح وهذا ما حدث في عدن وتعز وهنا تغيب ثقافة التعامل السلمي مع الأزمات ويؤجج ذلك مثيرو الفتن والحاقدون على كل شيء في هذا الوطن والذين قال عنهم رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها» وأيضاٍ قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية» ورأينا بأم أعيننا ما حدث من اصطدامات واشتباكات بين شبابنا المتظاهرين المؤيدين والمعارضين رأينا كيف سال الدم اليمني¿! الذي إن اختلف في الرأي فلا يجوز استباحته رأينا كيف ظهرت على السطح كما في الجمعة الماضية جماعات ترتدي ثياب الواعظين وتمارس لعبة الدموع والدم!!
بكل تأكيد ليس معقولاٍ ولا مقبولاٍ أن يراق الدم اليمني فالمظاهرات والاعتصامات السلمية حق مشروع شرط ألا تتجاوز جهودها وتتحول إلى خطوات تستجيب لمن يرومون تمزيق الوطن وإشعال الفتنة والاحتكام للسلاح.. وكفى عبثاٍ..