مع مرور الأزمان وتبدل الأجيال وبما أفرزته لنا الحياة من تغيرات في المفاهيم والقيم الإسلامية والعادات الاجتماعية وترسيخها في عقول جيلنا الحالي أصبحت الحاجة ملحة في تغيير مصطلحات وأمور كانت عامة لتصبح من عقوق الوالدين إلى قتل الوالدين..
ليس هناك أسوأ مما يندى له الجبين وتقشعر منه القلوب متمثلاٍ في تلك الجرائم التي يتحول فيها الابن إلى وحش كاسر متخلياٍ عن إنسانيته وأدميته ليقترف جريمة بشعة اهتزت لها الأبدان حينما يتمكن ذلك الابن المسعور من قتل أبيه وأخيه وأخته في ساعة واحدة طعناٍ بالسكين وأقصد هنا الجريمة التي حدثت للأستاذ والمخرج الإذاعي عبدالرحمن العبسي وأبائنه عليهم رحمهم الله.
كذا نسمع في حياتنا العادية عن عقوق أصبح الآن شيئا عاديا وطبيعيا مثل »عدم الاستماع للوالدين ورفع الصوت عليهما وعصيانهما وصولاٍ إلى طردهما من المنزل واخراجهما إلى دار الرعاية« وغير ذلك من العقوق والممارسات التي لم يكن يقبل بها عقل إلى وقت قريب.
ما هو الدافع الذي جعل ذلك الابن يقترف ذلك العمل المشين ومهما بلغت تلك الدوافع لا يصل الأمر إلى القتل ونحن دائماٍ نسمع من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يدعو إلى طاعة الوالدين ويا للأسف أصبحنا في زمن الأب يخاف من ابنه والأخ من أخيه وهناك من القصص المشابهة لتلك الجرائم التي تجعل دم الأخ رخيصاٍ زهيداٍ بين يدي أخيه..
ولعل قلة الوازع الديني يمثل عاملاٍ وسبباٍ رئيسياٍ في ارتكاب مثل تلك الجرائم لأنه مهما بلغت الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية سيكون الدين رادعاٍ لعمل تلك الأعمال والعقوق لكن هذا لا يتأنى إلا بالمتابعة والرقابة من قبل الوالدين على أولادهم وأبعادهم عن رفقاء السوء والبحث عما يفكرون به والسرعة إلى إيجاد معالجات للمشاكل التي يعانون منها وقيل كل شيء غرس الدين في قلوب الأبناء عن طريق حثهم على أداء الصلوات في المساجد والابتعاد عن تلك المعاصي والآثام التي تنمي في الفرد أمراضاٍ وعقداٍ تدفعه إلى ممارسات فجة يلقي لأثرها بالاٍ ولو كانت أمام أبويه..
خالد الصايدي