الحقد الأعمى حينما يطغي على القلوب يحولها إلى أفران مستعرة تلتهم كل شيء بل ويزرع فيها البغض والكره إلى ما شاء الله وليس خفياٍ على أحد بأن الحقد رافق البشرية منذ الخليقة الأولى لها على هذه الأرض وإلا ماذا نسمي قتل قابيل لأخيه هابيل والحقد يتنامى ليصبح غولاٍ كاسراٍ للعلاقات الإنسانية فيفقدها بريقها وبراءتها الممهورة ليزرع الشوك ويضمر الخبث في النفوس إلى أن يتحين فرصة للانتقام.
قد نرى كثيراٍ من الناس يضمرون في قلوبهم الحقد لذويهم أو إخوانهم لمجرد أخطاءُ وإن كانت دون قصد فتجدهم يستعرون لا يهدأون لإشباع رغباتهم في الانتقام ممن صنع بهم ذلك الخطأ فيفسدون قلوبهم وعقولهم بذلك العمل اللاحميد والذي نهى عنه ديننا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
هؤلاء الناس يعدون مرضى فهم لا يقبلون التسامح ولا يفسحون له طريقاٍ إلى قلوبهم ليطهرها من هذا الداء الخبيث الذي ألم به ربما لأبسط الأمور.
والحقد قد ينتج أيضاٍ حينما نرى من أوسع الله عليهم بالمال والجاه فلا يتفقدون ولا يحسنون إلى الفقراء بل يتعالون عليهم ويتناسون أوامر دينهم الحنيف بالإحسان لهذه الشريحة وهنا قد يدب الحقد والكراهية بلا حدود أوساط الفقراء ..إذنú لا بد من تسامح البشر في ما بينهم والسلوك الحق لما أمرنا به ديننا الإسلامي حتى يؤمن الله قلوبنا من هذا الداء الخبيث..
ياسمين عبدالجليل معوضة