محمد عبدالرحمن المجاهد
نعم ماذا بعد نجاح خليجي 20 الذي أخرس ألسن الحاقدين والمرجفين وأبطل أكاذيبهم وإشاعاتهم وادعاءاتهم التي كانت تراهن على فشل دورة خليجي 20 في عدن وأبين ¿ وماذا سيكون رد فعل أولئك المارقين المضللين ¿ بعد النجاح الساحق والكامل الذي أذهل كل المراقبين في خارج البلاد وداخلها والذي أثبتت فيه وبه بلادنا أنها قادرة على تبني واستضافة مثل فعالية خليجي 20 وأكبر منها أيضا وأن الشعب مهما تعددت رؤاه لا يمكن أن يكون إلا عند مستوى مسئوليته الوطنية وأن يكون كريما مضيافا ودودا وبشوشا في وجوه كل من يحلون علينا ضيوفا في فعاليات رياضية أو غيرها ..
لإحساس كل فرد في بلادنا أن أية فعالية تقام في بلاده سواء كانت رياضية أو ثقافية أو غيرها إنما تعد مكسبا هاما لا يصح أبدا أن يسعى لإفشالها أو يقف منها موقفا معاديا فالشعب لم يعد ذلك الجاهل المنغلق على نفسه وذاته لا يقبل الآخرين كما كان في عهود الإمامة والتشطير ولذلك نجحت فعاليات خليجي20 ونجحت بلادنا في حسن الاستضافة وإن لم تنجح في خلق فريق ومنتخب رياضي يفرض نفسه على الآخرين ويتغلب على منافسيه ..
فما كانت النتيجة إلا خروج منتخبنا من دورة خليجي 20 دون أن يحرز ولو نقطة واحدة كما هي عادته في كل مشاركة له في الفعاليات الاقليمية أو غيرها ولا يستطيع أحد أن يلوم أعضاء فريق المنتخب اليمني لأن ذلك هو واقعه وتلك هي قدرته وإمكاناته وفاقد الشيء لا يعطيه ذلك لأن خلق وتكوين منتخب قوي ومدرب وفاعل يتطلب أولا إيجاد وخلق قيادة شبابية وطنية وإدارة قادرة على تهيئة كل الظروف والامكانيات المناسبة التي تساعد على تكوين وخلق فريق ومنتخب وطني قادر وبجدارة على المنافسة والتغلب في كل الفعاليات محليا وأقليميا وعربيا ودوليا ..
وللأسف الشديد ذلك غير متوفر أبدا وبالذات في السنوات الأخيرة فما نحصل عليه هو الاحتكاك فقط حتى كادت الفرق والمنتخبات اليمنية أن تصاب ب (الجرب ) من نتائج الاحتكاك والحكوك بينما مسؤولو الشباب والرياضة ينعمون بكل الخيرات ويسافرون لكل الفعاليات في خارج البلاد حتى ولو لم يكن هناك لاعبون مشاركون هذا في الوقت الذي فيه الفرق والأندية في أشد الحاجة للثلث من حجم بدلات السفر التي تصرف للمسئولين ومقاولي الاتحادات الذين لا يفوتون فرصة ولا فعالية خارجية إلا وبادروا إليها ..
ولأنهم أي المسئولين والقادة المعول عليهم رعاية وتطوير النشاط الرياضي والشبابي مشغولون بأنفسهم وبأسباب تطورهم الجسماني والمالي وبالمشاركات والفعاليات الخارجية التي لم تستفد منها بلادنا شيئاٍ سوى الاحتكاك فإن الرياضة والنشاط الشبابي سيضل صفر على الشمال وسيظل لاعبونا في أسوأ مستوى وأسوأ حال لا يحصلون ولا على الشيء اليسير مما هو حق لهم أو مما يحصل عليه أندادهم في دول أخرى ولا نقول دول الخليج العربي فذلك مطمح بعيد المنال ومع ذلك ننقم على منتخباتنا ونطلب منها أن تتغلب في منافسات مع منتخبات خليجية لا يشكو أفرادها العوز والفاقة ولا يشكون انعدام المأوى وضآلة الدخل وسوء التغذية والرعاية الصحية الكاملة ولا انعدام الحوافز التي تدفع كل لاعب وتحفزه لأن يلعب بجد وحرفنة واقتدار . .
وإزاء كل ما سبق أضم صوتي إلى أصوات كثيرة مطالبا بوقف المشاركات الخارجية فيكفينا حكوك واحتكاك ومنع كل المسئولين والقادة في وزارة الشباب والرياضة بكل مرافقها وهيئاتها واتحاداتها من السفر تحت مبرر المشاركة في الفعاليات الخارجية أو حضور المؤتمرات وتكريس كل الجهود والمال والامكانيات لتطوير الآنشطة الشبابية والرياضية والاهتمام بالفرق الرياضية وبأفرادها وتحسين مستواهم نفسيا وجسديا ولياقة وأداء وهذا لن يكون ولن يحصل إلا إذا حوسب كل المسؤولين في الشباب والرياضة السابقين منهم واللاحقين وقطع دابر الفاسدين منهم والمفسدين وإعادة النظر في كل أوضاع الشباب والرياضة وتصحيحها وإعادة هيكلتها على أسس علمية بعيدة عن المحاباة والمجاملات عند ذلك يمكن أن يكون هناك نشاط شبابي ورياضي سليم أما أن تتكرر الأخطاء ونتغاضى عنها عملا بمقولة (عفا الله عما سلف ) فتلك هي الطامة ..
فستظل الرياضة في بلادنا محلك سر وستظل حنفية المال العام مفتوحة و(سبيل يا عاطش ) لمن هب ودب ولكل سارق وعابث وناهب وإذا ببلادنا لا أنها صنعت رياضة صحيحة وسليمة تستطيع به فرض وجودها محليا واقليميا وعربيا ودوليا ولا أنها وفرت المال والجهد ليستفاد به في مجالات أخرى بدلا من أن ترتفع به القصور والعمارات للفاسدين والمفسدين ..
ومبارك لبلادنا قيادة وشعبا نجاح خليجي 20 الذي أخرس الألسن التي لا تجيد إلا النعيق بالسوء والتي هي مع سبق الإصرار والترصد لا تعادي الرئيس الصالح ولا تنظيم المؤتمر الشعبي العام ولا السلطة فحسب بل هي تعادي كل البلاد أرضا وإنسانا وتعادي كل عمل أو منجز تحقق أو سيتحقق فهي تخشى نجاح أي شيء فيه الصالح للبلاد لأن ذلك من وجهة نظرها نجاح للسلطة وذلك ناتج عن قصر نظر سببه الحقد والأنانية التي تعتمل وتعشعش في عقولها ونفسياتها حتى أعماها وجعلها لا تفرق بين عدائها للسلطة وبين البلاد ومصالحها ..
فهي دائما في موقف المعارض بالحق أو بالباطل خلافا عن كل المعارضات في أغلب دول العالم تلك المعارضات التي تزن الأمور دائما بميزان المصلحة الوطنية العليا ثم تتخذ موقفها ومعارضتها وفقا لذلك بعيداٍ عن المصالح الذاتية أو الحزبية الضيقة ولا غرابة في مواقف المعارضة في بلادنا سواء تجاه خليجي 20 أو غيره فهي تعارض للمعارضة ليس إلا ولو أدى ذلك لخراب مالطة كما يقول المثل أو إلى حرق البلاد والعباد وما حدث ويحدث من دعمهم للحوثيين وأصحاب الحراك دليل حي وملموس على تلك المعارضة الحمقاء التي لا تفرق بين الناقة والبعير ولا بين ما هو لصالح البلاد والعباد فهي لا ولن تتوقف عن معارضتها المتمثل بدعم الخارجين على الثوابت الوطنية وعلى الدستور والقانون بل هي تعارض كل شيء بدءاٍ بالحوار الوطني وانتهاء بالانتخابات الدستورية ..
فهي ستظل تعارض وتماطل وتكايد وحتى بعد خطاب الرئيس الصالح الذي أكد على ضرورة تعديل قانون الانتخابات واختيار لجنة محايدة من القضاة للإشراف على الانتخابات وشفافيتها ونزاهتها وموافقته على خضوع الانتخابات للرقابة من منظمات المجتمع المدني ومن كل المنظمات والهيئات الدولية فكل ذلك لا يمكن أن يقنع أحزاب المعارضة في ( المشترك ) أبدا فلن يقنعها إلا أن تفصل الانتخابات ونتائجها على مقاسها بحيث يعطى لها السلطة أو تشارك فيها دون النظر لمسألة الفوز أو الخسارة ..
almujahed_mohammed@yahoo.com