كتب/محرر الصفحة:
عن مأسسة الصحافة والإعلام في اليمن تحدثت الخبيرة الإعلامية والباحثة جميلة علي رجاء عن واقع مؤسسية المؤسسات الإعلامية الحكومية كالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وكمؤسسة الجمهورية للطباعة والنشر ومؤسسة 14 اكتوبر للصحافة والطباعة ومؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر والتي أصبحت تغطي 80٪ من ميزانيتها من خلال إيراداتها من الإعلانات وليس من المبيعات:
وكذلك عن المؤسسات الصحافية الخاصة كمؤسسة الشموع للصحافة والإعلام ومؤسسة يمن أوبزرفر للطباعة والنشر ويمن تايمز كصحيفة لديها مؤهلات أن تتحول إلى مؤسسة.. وأستدركت متسائلة: كيف يمكن تحويل الإعلام اليمني إلى مؤسسات إعلامية اقتصادية وتجارية¿! ومن وجهة نظرها كخبيرة إعلامية فإن الإجابة تكمن في وجود رؤية للعمل الإعلامي تجعل منتج الصحيفة أو المؤسسة مختلفاٍ عن المؤسسات الإعلامية الأخرى وتسمح له بالتنافس في سوق هو أصلاٍ سوق ضعيف. فضلاٍ عن ترجمة هذه الرؤية إلى أهداف محددة ومن ثم يبدأ التخطيط للمؤسسة والبحث عن رأس المال فأما أن تكون المؤسسة مملوكة لشخص أو لمجموعة ومن ثم تنفيذ الأهداف من خلال خطط سنوية تحريرية وإدارية.
واعتبرت الباحثة في ورقة بهذا الخصوص قدمت مؤخراٍ في سياق ندوة نظمها ملتقى الرقي والتقدم أن من أهم عوامل نجاح أي مؤسسة إعلامية هي طريقة إدارة العمل فالارتجال صبغة محلية وعلامة تجارية يجب تحديها والتغلب عليها.
وأول شروط الإدارة الناجحة في اختيار مجلس إدارة يتميز أعضاؤه بالقدرة على استيعاب الرؤية وتحويلها إلى سياسات واستراتيجيات عمل فمثلاٍ المهام العامة لمجلس إدارة المؤسسة من الممكن أن تتبلور في:
– تحديد ووضع الاستراتيجية العليا للمؤسسة بمكوناتها من رؤية رسالة وأهداف وقيم أساسية.
– البحث والاختيار وتعيين المدير العام أو رئيس التحرير والمراقبة والإشراف على الأداء.
– دعم ومساندة وتوجيه البعد الاستراتيجي للمؤسسة
– تبني الاسترايجية وتخصيص الموارد المالية لها وإدارتها وصيانتها وتطويرها
– إدارة الأصول الخاصة بالمؤسسة واستثمارها بكفاءة وفاعلية.
– دعم وتطوير وتحسين الصورة الإيجابية العامة للمؤسسة.
– ترسيخ ودعم مسيرة المؤسسة المستدامة للمستقبل القريب والبعيد وتأكيد معدلات النمو المتزايد.
– دعم الميزة التنافسية المستدامة للمؤسسة
وكل هذا يتطلب بيئة مجتمعية تتمثل في:
– وضع حد أعلى للرواتب والتعويضات للإدارة العامة.
– المحافظة على بيئة العمل من منظور شمولي
– الاهتمام والعناية بالموظفين والعاملين.
جميلة لم تكتف بذلك بل تعمدت في سياق ورقتها وضع التوصيف الوظيفي والمهام لأعضاء مجلس الإدارة ليكون نموذجاٍ لما يجب أن يكون عليه من تفعيل لبقية الأعمال التنفيذية في المؤسسات الصحافية والإعلامية.. فالمدير العام مثلاٍ عليه أن يعِد الخطط السنوية كالبحث عن أفضل الموظفين الإداريين والبحث عن المرشحين للعمل الإعلامي حسب الكفاءات وتدريب المرشحين وتنظيم العمل من حيث إعداد التوصيف الوظيفي والمهام وإعداد استراتيجيات الاتصال الداخلية والخارجية وكذلك عليه أن يجمع التقارير الفنية والمالية وتقييم الأداء مع جهازه الإداري ولعل من أهم الإدارات التي يجب على المدير العام الإشراف عليها هي إدارة التسويق أو الإدارة التجارية فهي مضخة النقد في حالة أدائها الجيد فمصادر دخل المؤسسة ومطبوعاتها عادة ما تكون من الإعلانات ثم الاشتراكات فالتوزيع وأخيراٍ الملكية الفكرية.
واختتمت جميلة علي رجاء ورقتها بالقول: إن وسائل الإعلام اليمنية سيما الخاصة منها وحتى الحزبية لن تخرج من مأزقها المالي والملاحقات القضائية ما لم تسع إلى حل مشاكلها المالية أولاٍ ثم التحول إلى مؤسسات إعلامية تجارية ربحية تحصل على ترخيصها من وزارة الصناعة والتجارة فيكون منتجها وسلعتها المعلومات والخبر يخضع للتنافس وتصبح المهنية هي علامة الجودة والرؤية مقابل الابتكار.