أنت والقرآن
جميعنا يقرأ القرآن.. لكن.. من منا يقرأه بتعظيم وحضور قلب وتدبر وتفهم وتأثْر¿! من منِا يأخذه بتجرد وهمة ويسلك مسلك الجد والاجتهاد¿!.. وهذا معنى قوله تعالى »يا يحيى خذ الكتاب بقوة« (مريم 12) كان مالك بن دينار يقول: »ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن¿! إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض.. لقد أخذ هذا القرآن من قبلنا أناساٍ جادين في أخذه لقد تجاوز القرآن ألسنتهم حتى استقر أفئدتهم.. وكانوا يتفكرون في ما يقرأونه كأنهم يعاينون ذلك عياناٍ ومشاهدة فتستغرق قلوبهم.. لقد صدقوا الله في قراءة وتدبر كلامه.. فصدقهم الله بحسن التعامل معه.
كم من خائف خرِ مغشياٍ عليه عند قراءته لآيات الوعيد¿!
ولما عِلم الله صدق بعض عباده جعل آخر لحظات حياته مع القرآن الكريم فمات وأنفاسه مْكِلِلِة بعبير آيات الله تعالى.. أناس صدقوا الله.. عاشوا مع كلامه أحياء وأمواتاٍ..
أخيراٍ.. القرآن الكريم.. كلام الرب الرحيم منزِه عن كل نقص وعيب كيف لا والله تعالى يقول: »تنزيل من رب العالمين« فحاشاه حاشاه أن يتصف بما يعيبه!!
وعلى الرغم من علمنا ويقيننا بما يحمله القرآن من دْرر وحكم نرى التجافي والنفور عنه.. فهل يستحق منا هذه المعاملة¿!
كم من آيات عتاب ورسائل من رب العباد تنادينا وتدعونا للتفكر والتعقْل.. لكن.. لا مجيب إلا من رحم الله..
لنجعل القرآن أنيسنا وجليسنا في الخلوة.. واجعله أنت صديقك في وحدتك.. وصاحبك في وحشتك.. في همك وغمك.. في فرحك وسرورك بل اجعل من نفسك قرآناٍ!!
يا ترى.. كم من صحابي تشرف بالجلوس على مائدة القرآن مع خير البشر¿! وكم من حلقة قرآن جمعت إماماٍ بطلابه¿
وكم من أجيال تعاقبت عاشت مع القرآن¿
وكم حلقة تقام وستقام على ذكر الله وتلاوة كلامه¿
وأي لذة وشرف لمن يقرأ كلام ملك الملوك¿!..<
باب التوفيق
> قال شقيق بن إبراهيم »أحد كبار خراسان«: أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:
1- اشتغالهم بالنعمة عن شكرها.
2- رغبتهم في العلم وكرههم للعمل.
3- المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة.
4- الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بها.
5- إقبال الآخرة عليهم وهم منصرفون عنها..<
نِعúِم للتِواضع!!
> قيل لعبدالملك بن مروان أي الرجال أفضل¿ قال: من تواضع عن قْدرة وزهد عن رغبة وترك النصرة عن قوة.. والزاهد بغير تواضع كالشجرة التي لا تثمر.
ويكون العبد متواضعاٍ إذا لم يِرِ لنفسه مقاماٍ ولا حالاٍ..
وقال أبو بكر الصديق »رضي الله عنه«: »وجدنا الكرم في التقوى والغنى في اليقين والشرف في التواضع«.<
حكمة الإمام الشافعي
> سْئل الشافعي عن ثمانية أشياء »واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب« فأجاب بقوله: من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب والدهر صرفه عجيب وغفلة الناس عنه أعجب.
والصبر في النائبات صعب ولكن تفويت الثواب أصعب.. وكل ما ترتقب قريب والموت من ذلك أقرب..