أكد الدكتور أحمد يوسف مدير معهد البحوث والدراسات العربية أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ارتباط الوحدة بالديمقراطية هدف لا يجب أن يْتخلى عنه.
وأشار إلى أن قضية اليمن مع الحوثيين مرتبطة بأجندة إقليمية ولا تخص اليمن وحده.. منوهاٍ بأن التهديد الوحيد الذي يمكن التعاطي معه على أساس يمني شبه محض هو قضية الحراك الجنوبي لأن الشق المطلبي في هذه القضية من الواجب ومن الممكن الاستجابة إليه أما الشق الثاني الخاص ببعض الذين يطالبون بالانفصال فهذا يجب عزله تماماٍ لأن الوحدة مسألة أساسية للعرب ككل.
وعن أعمال القرصنة التي تجري في البحر الأحمر وخليج عدن قال د. أحمد يوسف أنها تعد عرضاٍ من أعراض ضعف النظام العربي داعياٍ الدول العربية المطلة على البحر الأحمر كمصر واليمن إلى التنسيق في ما بينها لدرء مثل هذا الخطر.
ولفت إلى أن جزءاٍ من المنظمات المدنية في الدول العربية هي أداة بيد الخارج من أجل التلاعب بمقدرات الموقف الداخلي مشيراٍ إلى أن تلك المنظمات التابعة للإدارة الأميركية أضعف بكثير من أن تحدث فرقعات محدودة في أوطانها وإنما عملية التغيير مسألة معقدة لا تضعها إلا قوى اجتماعية حقيقية لها أوزانها بعيداٍ عن هذه المنظمات التي يأخذ بعضها مساعدات مالية وفق أجندة معينة.
وأشار إلى أن قضية اليمن مع الحوثيين مرتبطة بأجندة إقليمية ولا تخص اليمن وحده.. منوهاٍ بأن التهديد الوحيد الذي يمكن التعاطي معه على أساس يمني شبه محض هو قضية الحراك الجنوبي لأن الشق المطلبي في هذه القضية من الواجب ومن الممكن الاستجابة إليه أما الشق الثاني الخاص ببعض الذين يطالبون بالانفصال فهذا يجب عزله تماماٍ لأن الوحدة مسألة أساسية للعرب ككل.
وعن أعمال القرصنة التي تجري في البحر الأحمر وخليج عدن قال د. أحمد يوسف أنها تعد عرضاٍ من أعراض ضعف النظام العربي داعياٍ الدول العربية المطلة على البحر الأحمر كمصر واليمن إلى التنسيق في ما بينها لدرء مثل هذا الخطر.
ولفت إلى أن جزءاٍ من المنظمات المدنية في الدول العربية هي أداة بيد الخارج من أجل التلاعب بمقدرات الموقف الداخلي مشيراٍ إلى أن تلك المنظمات التابعة للإدارة الأميركية أضعف بكثير من أن تحدث فرقعات محدودة في أوطانها وإنما عملية التغيير مسألة معقدة لا تضعها إلا قوى اجتماعية حقيقية لها أوزانها بعيداٍ عن هذه المنظمات التي يأخذ بعضها مساعدات مالية وفق أجندة معينة.
حاوره/نجيب علي العصار
NajibAlassar@yahoo.com
NajibAlassar@yahoo.com
> شهدت اليمن تعددية حزبية عقب قيام الوحدة المباركة.. برأيك هل انعكست آثار هذه التعددية على مجمل الحياة السياسية وتفاعلاتها وإذا لم تنعكس هل يمكن تحديد العوامل التي أسهمت في الوصول إلى هذه النتيجة¿.. وهل ينبغي أن يسمح النظام الديمقراطي بان تستخدم الديمقراطية واجراءاتها لتقويض النظام¿
>> الحقيقة تجربة الوحدة اليمنية تفردت عن غيرها من التجارب الوحدوية العربية وعلى رأسها تجربة الوحدة المصرية السورية بأنها كانت مدخلاٍ للتعددية ففي تجربة الوحدة المصرية السورية بالعكس تم إلغاء الاحزاب في سوريا أسوة بمصر فاصبح نظام الوحدة نظاماٍ غير حزبي.
أما في الحالة اليمنية على العكس بما أن شريكي الوحدة هما حزبا المؤتمر والاشتراكي فقد اصبحا كيانين حزبيين منفصلين وسمح لغيرهما بالوجود بغض النظر عن اي مشكلات أو نتائج سلبية تكون قد ترتبت على هذا التعدد الحزبي أنا أقول أن ارتباط الوحدة بالديمقراطية هدف غال يجب ان لا نتخلى عنه أبداٍ ودائماٍ مانقول أن الديمقراطية تصحح نفسها بنفسها فعندما تكون هناك ممارسات خاطئة فالديمقراطية الحقة قادرة على التصحيح.
طبعاٍ مسألة أن الديمقراطية تكون مفتاحاٍ لتقويض دولة الوحدة على سبيل المثال أو مدخلا لتقويض دولة الوحدة.. هذا ما يدخلني في مجال آخر من الحديث أن كلمة التقويض تدخل في معنى التآمر وتدخل في معنى التواطؤ مع آخرين من أعداء الوحدة إن وجد ذلك فهذا مما يحاسب عليه القانون انما اختلاف الرأي بين التوجهات أو الاجتهادات هذا في حد ذاته مقبول والتجربة اليمنية تحتمله وتسمح به وكما قلت يصحح نفسه بنفسه.
مشروع إقليمي
> ظلت (إيران) موجودة بشكل أو بآخر في حرب صعدة.. ما حقيقة الاطماع الايرانية في اليمن وفي المنطقة العربية برمتها من وجهة نظرك¿!
>> أنا لست على بينه من التورط الايراني في حرب صعدة بالمعنى العسكري انما انا كمحلل سياسي تابعت تصريحات المسؤولين الايرانيين وبالذات بعد ان حدث امتداد الصراع إلى الأراضي السعودية وفي اعتقادي ان هذه التصريحات كانت كافية للدلالة على أن لإيران يداٍ في ما يجري لأن التصريحات غير منطقية وتشي بمواقف معينة.
مشكلة إيران طبعاٍ معنا نحن العرب ان إيران دولة اقليمية كبيرة لها مشروع إقليمي شامل للمنطقة وتوجد بعض مؤشرات الحقيقة أكيدة وثابتة على تدخلها في الشأن العراقي بعد الاحتلال وأنت تعلم على سبيل المثال إخواننا العراقيين كثيرون منهم لهم وقائعهم المحددة في هذا الصدد لكن يكفي ان نتابع جميعاٍ الدور الإيراني في تشكيل الحكومات الدور الايراني في الانتخابات إلى آخر هذه الأمور فإيران عندها أولاٍ مشروع اقليمي وعندها ثانياٍ حالات لتدخل أكيد في بعض البلاد العربية لذا اقول بمنتهى الصراحة أنه طالما نحن على هذه الدرجة من الضعف والتفكك فإن هذا سيستمر متى يتوقف التدخل الايراني في هذا الشأن أو ذاك¿ يتوقف عندما يكون هناك تماسك عربي وقوة عربية بحيث ان ايران تشعر أنها إن حاولت المساس بمصالحنا سوف يكون هناك مساس متبادل بمصالحها.
حالة هدوء
> مقاطعاٍ: لكنك كتبت مقالاٍ في »الاتحاد الإماراتية« ورأيت ان اتفاق الدولة مع الحوثيون لا زال يكتنفه جو من الضبابية وعدم الثقة بمعنى ان الصراع قابل للتفجير في أي لحظة¿
>> أنا أرى طبعاٍ للأسف ان الصراع لم يحل حتى الآن ربما يمر بحالة هدوء لكنه لم يحل حتى الآن لأنه طالما تحدثنا عن أجندة إقليمية فمعنى هذا ان الصراع لا ينتهي إلا عندما تسوى هذه الأجندة الاقليمية بشكل أو بآخر يعني بعبارة أخرى المسألة ليست مواجهة بين سلطة الدولة اليمنية وبين بعض المتمردين عليها ولكن الإطار أوسع بكثير من هذا لأنه إطار اقليمي فيه مشاريع وفيه أطماع وفيه مخططات الخ.. ولذلك فالقضية في هذا الصدد ليست قضية اليمن وحده.
تزامن التحديات
> برأيك.. ما الذي يمثل تحدياٍ خطراٍ لمستقبل اليمن واستقراره السياسي¿ وما هي متطلبات اليمن خلال الفترة المقبلة¿
>> المشكلة الحالية في اليمن ترتبت في تزامن التحديات أو تزامن التهديدات وفي الوقت نفسه تواجه اليمن خطر تصاعد دور القاعدة وتصاعد حركة الحراك الجنوبي وواجهت في نفس الوقت أيضاٍ حرب الحوثيين وهذه معضلة لأنه قد يستطيع النظام السوداني أن يتعامل مع قضية الجنوب لكن الجنوب ودارفور وكذا وكذا يعني الأمور تصبح أكثر صعوبة.
بعض هذه التحديات ليس يمنياٍ لان مشكلة القاعدة ليست مشكلة يمنية ولا هي مشكلة اقليمية صارت مشكلة عالمية ولذلك فاليمن لها نصيبها في المواجهات لكن لا يمكن القول بأن اليمن وحدها سوف تحل هذه المشكلة طالما استمرت المبررات التي أعطت للقاعدة أساساٍ للانطلاق والازدهار سوف يبقى هذا التهديد قائماٍ يعني تنظيم القاعدة مثلاٍ يستند إلى المظالم المترتبة على السياسة الأميركية تجاه فلسطين والعراق.. الخ وطالما بقيت هذه الملفات مفتوحة فالمناخ مهيأ لاستمرار هذا التنظيم واستمرار فعاليته.
مشكلة عالمية
> مقاطعاٍ: ألا تنظر أن هناك ضجة إعلامية حول أن دور القاعدة يتركز في الحالة اليمنية¿!
>> هي لم تتركز في الحالة اليمنية فالقاعدة مزدهرة في العراق وفي افغانستان وباكستان وفي أوروبا وأميركا اللاتينية وهكذا وفي افريقيا عمليات التفجيرات التي طالت مصالح أميركية في افريقيا فأقصد أن مشكلة القاعدة مشكلة عالمية لا يمكن أن أطالب السلطات اليمنية وحدها بأن تحلها هي تحلها في داخل حدود اليمن انما الامر سيبقى كما لو كان هناك انبوب ماء انكسر وتتدفق مياهه وتحاول أن تغرقني فأنا أنزح المياه لكن الأنبوب ما زال موجوداٍ لأن منابعه من خارج حدودي.
مشكلة الحوثيون كما قلت طبعاٍ فيها مواجهة ولكن للأسف انها مرتبطة بأجندة اقليمية ولذلك لا يمكن أن أتصور نهاية حاسمة لها إلاِ بتسوية هذه الأجندات الإقليمية ربما التهديد الوحيد الذي يمكن التعاطي معه على أساس يمني شبه محض هو قضية الحراك الجنوبي لأن الشق المطلبي في هذه القضية من الواجب ومن الممكن الاستجابة إليه أما الشق الخاص ببعض الذين يطالبون بالانفصال فهذا يجب عزله تماماٍ لأن الوحدة مسألة أساسية بالنسبة لنا نحن العرب.
حلول جذرية
> كيف تقيم الدعم الأميركي والأوروبي لليمن لمحاربة الإرهاب¿
>> النهج أصلاٍ إذا كنت ستواجه فأنت محتاج إلى مثل هذا النهج لكن هذا النهج لن يواجه من جذوره يعني مثلاٍ الولايات المتحدة الأميركية دخلت في افغانستان واحتلتها بدعوى مواجهة القاعدة ماذا كانت النتيجة امتد نشاط القاعدة إلى باكستان يعني تفاقمت الأمور.
الولايات المتحدة الاميركية غزت العراق في 2003م ولم يكن به أثر للقاعدة لكن نتيجة الخلخلة التي حدثت في العراق بعد الغزو ظهر تنظيم القاعدة وظهر بشكل فعال في كثير من الأحيان فإذن مسألة المواجهة العسكرية للقاعدة مطلوبة نعم في حدود الحفاظ على الأمن لكن إن كنا نتحدث عن حلول جذرية فالمسألة أعمق من هذا بكثير.
هزيمة 67
> ما العوامل من – وجهة نظركم – لظهور أصحاب الخطاب الديني المتزمت¿
>> أول العوامل دون شك هو الضربة التي تلقاها المشروع القومي بهزيمة 1967م لإنه بعد هزيمة 1967م راجت الأقوال بأننا انما هْزمنا لأننا بعدنا عن الله سبحانه وتعالى وما إلى ذلك ثم إن هناك دولاٍ وأن لم تقصد هذا لكن بمحاولة نشرها لبعض الأفكار المتزمتة هذه الأفكار استقبلت في بيئة معينة ومناخ معين وازدهرت وجاءت في حد ذاتها وأحدثت ما أحدثته من اتجاهات في ظني أو في ظن البعض أنه لا علاقة لها بجوهر الإسلام ولا بصحيح الاسلام لكنها موجودة وأصبحت تشكل ظاهرة.
ثمار الدبلوماسية
> كيف تنظر إلى مبادرة اليمن لتطوير العمل العربي المشترك¿
>> اليمن دائماٍ كانت سباقة في تطوير العمل العربي المشترك ولا تنسى أن دورية القمة هو ثمرة من ثمار الدبلوماسية اليمنية.. والآن تقدمت اليمن بمبادرة الاتحاد العربي وهو جهد مشكور دون شك لكن الحقيقة دعني من باب التحليل الواقعي أن أكون متشائماٍ بعض الشيء.
> مقاطعاٍ: لماذا¿!
>> لانه عندما نتحدث عن اتحاد عربي لابد أن تكون لبنات هذا الاتحاد قوية.
النظام العربي الآن يمر ليس بحالة انقسام بين دوله ولكن بحالة انقسام داخل دوله وبالتالي كيف نتصور مثلاٍ أن دولة مثل السودان أو العراق أو لبنان تتمازقها التيارات والتوجهات والخ.. سوف تتحمس لمثل هذا المشروع فالجهد مشكور والمبادرة مشكورة ولكن لابد أن نعمل جميعاٍ لتوفير البنية التحتية المطلوبة والضرورية من أجل نجاحها.
وحدة وطنية
> هناك من يقول أن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي نزاع إقليمي ويفترض أن يعالج بمقاربة إقليمية وأن غياب البعد الإقليمي كان أحد العوامل التي أدت إلى فشل مفاوضات كامب ديفيد 2000م¿
>> تقصد غياب البعد العربي أنا رأيي أن الفشل المتكرر للمفاوضات انما يعود إلى تشدد المفاوض الإسرائيلي الذي يستند إلى ميزان القوة لصالحه أنت تحتل الأرض وأنت الأقوى عسكرياٍ وخصمك هو الطرف الأضعف ثم أنك متشدد القدس الموحدة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل المستوطنات يجب أن تبقى المياه مياهنا لاعودة للاجئين فأنت تحتل الأرض ومتشدِد في أفكارك وخصمك ضعيف فكيف تنجح المفاوضات لذا لكي تنجح المفاوضات يجب أن يصحح هذا يجب أن تكون هناك وحدة وطنية فلسطينية ينبغي أن يكون هناك دعم عربي حقيقي للمفاوض الفلسطيني يجب أن يكون هناك فعل عربي يدعم فعلاٍ عربياٍ وفلسطينياٍ يحاول تصحيح ميزان القوى هذا إلى حد معقول بحيث أن تتوقع ثمرة ما من المفاوضات.
سير القوافل
> مقاطعاٍ: هل تتوقع من قمة »سير القوافل« قراراٍ عربياٍ على الأقل يحرج الإدارة الأميركية لوقف الاستيطان الإسرائيلي¿
>> أنا أتمنى أن قمة »سرت« تراجع النهج التفاوضي ولا أتوقع أن تتخذ قراراٍ يحرج الإدارة الأميركية لأن بعض من سيحضرون القمة سيكون لهم رأي مغاير وأنت تعلم أننا نسير في النظام العربي سير القوافل نسير بسرعة أضعف من فينا ولذلك لا أتوقع قرارات محرجة للإدارة الأميركية وأن كل ما أتمناه هو أن يكون هناك نظر في أنفسنا لماذا فشلت المفاوضات جولة بعد جولة ومن ثمِ ما هو الجديد الذي يجب أن نطرحه ما هو التهديد الذي يجب أن نلوح به هل يكون الإنسحاب من المفاوضات هو ورقة لاننا بهذا نرفع غطاء الشرعية عن الحكومة الإسرائيلية وعن الإدارة الأميركية ولا يستطيع أحد أن يلومنا لأن الحكومة الإسرائيلية تنكرت لما تطالب به الإدارة الأميركية وليس نحن فأنا أتمنى مواقف تعكس نوعاٍ من الحياء لا مواقف خشبية مثل اللجوء إلى مجلس الأمن أو إعطاء مهلة جديدة أو شيء من هذا القبيل.
كما لا أتوقع أي شيء من الأميركان كما سنكون عليه من القوة سيكون الموقف الأميركي بمعنى أنه طالما أننا سنبقى على ما نحن عليه ستبقى الإدارة الأميركية فريسة لضغط اللوبي الصهيوني.
أوباما بدأ بنوايا حسنة مثله مثل كلينتون وكارتر وغيرهم لكنه لن يستطيع أن يرى تصوراته موضع التنفيذ بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني ولو أن هناك ضغوطاٍ عربية معاكسة لاختلف الأمر تماماٍ لكن هذه الضغوط غير موجودة حتى الآن.
قمة ثقافية
> منذ فترة أعلن أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى عن عقد قمة ثقافية عربية.. هل سترى هذه القمة النور خصوصاٍ وأن المفكرين والمبدعين العرب يرون أن أمتهم تواجه خطراٍ محدقاٍ يهدد وجودها كما لم يهددها من قبل¿
>> بحسب معلوماتي أن الإعداد لهذه القمة يسير على قدم وساق قبل أن نضمن بالضرورة أن تعقد في العام 2011م ولكن الإعداد لها يسير بشكل منهجي ومن الأمور التي تطمئنني أن هذه القمة ستركز على القضايا التي تمثل قواسم مشتركة وليس على القضايا الخلافية بمعنى لو أننا تحدثنا عن الديمقراطية وعن الإرهاب وعن كذا وكذا وعن حرية الفكر قطعاٍ ستختلف الدول العربية في ما بينها.
القمة ستركز على أشياء مثل مثلاٍ حماية اللغة العربية ايجاد سوق مشتركة للكتاب في الوطن العربي تسهيل حصول المواطن العربي على السلع الثقافية حماية التراث العربي الحوار مع الآخر الأشياء التي تعكس قواسم مشتركة لأنه لا نريد أن نخدع انفسنا أن تحدثنا مثلا عن حرية الفكر على سبيل المثال سيختلف الحكام العرب وسيكون هناك من يقول أنه مع حرية الفكر وآخر يقول حرية الفكر هدامة وبعض الذين سيزايدون بانهم مع حرية الفكر وربما يكونوا أكثر أعداءها فإنا رأيي من المنهج رغم أنه متواضع لكن يسير بشكل سليم وهو التركيز على قضايا قد تبدو فنية لكنها قضايا يمكن أن تخلق بنية أساسية ثقافية عربية قد تساعدنا في توقع مستقبل أفضل إن شاء الله.
أخطار محدقة
> كيف ترى الموقف العربي من قضايا القرصنة والتواجد الدولي في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص¿
>> هذا عرضاٍ من أعراض ضعف النظام العربي إذا كان النظام العربي لا يستطيع أن يضمن سلامة وحداته لا يستطيع أن يضمن وحدة السودان أو العراق أو الصومال إلى آخره فهل يمكننا أن نتصور أن يتصدى لأعمال القرصنة خصوصا للأمانة أن هناك قوى دولية كبيرة إرسلت قوات ومع ذلك فأعمال القرصنة مستمرة لأنه طبعا هذه بحار ومحيطات والمجال فيها متسع إلى أخره ومع ذلك دعني أتمنى أن يكون هنالك عمل عربي منسق على الأقل بين الدول التي ستضار من القرصنة.
أنا قد لا استطيع أن آتي إلى موريتانيا مثلا للقول لها تعالي اشتركي معي في جهود عسكرية لمواجهة القرصنة ممكن تقول لي مواردي محدودة وأنا لست صاحبة مصلحة لكن دولة كاليمن ودولة كمصر ودولة كالدول المطلة على البحر الأحمر بصفة عامة من الممكن أن يكون هناك بينها تنسيق معين يأتي بثمرة طيبة.
تعاون مصري- يمني
> مقاطعا: وماذا عن الدور القومي المصري أين يقف¿
>> حتى الآن لا توجد معالم واضحة لهذا الدور في عملية القرصنة بالذات بدليل أن هناك سفناٍ مصرية اختطفت ويتم التفاوض عادي مع خاطفيها بشكل أو بآخر لكن نتمنى أن يكون هناك إدراك للخطر ولنبدأ فعلا بعمل مشترك بين مصر واليمن نتبصر فيه سويا كيف يمكن لنا أن نتقي ولو بعض أخطار هذه القرصنة.
الأمركة والرسملة
> هل آيدلوجيا العولمة الجديدة بما تحمله من رايات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والشفافية هي القوة لتزايد نمو المجتمع المدني عالمياٍ وإقليمياٍ رغم أن كل إقليم له خصوصياته وظروفه المختلفة¿
>> دعني أولاٍ اختلف معك أن رياح العولمة لا تحمل معها ديمقراطية صادقة فإنما رياح العولمة إذا فهمناها على انها الأمركة أو الرسملة وإنها ترفع رايات الديمقراطية عندما تحتاج إلى التغلغل لكنها غير صادقة في التطور الديمقراطي فالتطور الديمقراطي شيء نصنعه بأنفسنا ونصنعه داخل أوطاننا وليس بفضل الخارجي لأن الخارجي الديمقراطية بالنسبة له سلاح وسيلة والله إن كانت ستوصله إلى أعماق التغلغل في بلد معين فلنرفع شعارات الديمقراطية بدليل ان الإدارة الأميركية من أخلص خلصائها نظم غير ديمقراطية ومن أفضل اصدقائها نظم غير ديمقراطية وبدليل أنها تعادي نظماٍ ديمقراطية لانها خصمة لها يعني لماذا تفرض الولايات المتحدة الأميركية حصاراٍ حول حماس حماس فازت في انتخابات شرعية برقابة دولية فتقول لك هذا ارهاب لأن حركة حماس ليست على هواها وبالتالي أنا اختلف مع الذين يقولون أن رياح العولمة تحمل معها الديمقراطية وبالمناسبة موضوع المجتمع المدني جزء منه أقول جزءاٍ وليس كل جزء منه هو أداة بيد الخارج من أجل التلاعب بمقدرات الموقف الداخلي.
ولا تستطيع المنظمات التابعة للإدارة الأميركية أضعف بكثير من أن تحدث أكثر من فرقعات محدودة إنما عملية التغيير في أوطاننا مسألة معقدة لا تصنعها إلا قوى اجتماعية حقيقية لها أوزانها بعيدا عن هذه المنظمات التي يأخذ بعضها مساعدات مالية وفق أجندة معينة.
> ما هو السؤال الذي كنت تنتظر أو تتمنى أن أسألكم إياه ولم أفعل¿ وهل من كلام تودون قوله للقارىء الكريم¿
>> كنت ربما اتوقع سؤالاٍ عن انطباعاتي عن اليمن فأنا آتي إلى اليمن كل سنتين أحيانا كل ثلاث سنوات واسعد كثيرا بملاحظة التغير الذي حدث في الحياة اليمنية نحو مزيد من حرية الرأي مزيد من الديمقراطية لكن أكثر ما يسعدني هو التوسع في التعليم وفي النخبة المتعلمة اليمنية وإقبال اليمني على التعليم بشكل لافت ففي هذا مستقبل مضمون لدولة الوحدة اليمنية بإذن الله..
>> الحقيقة تجربة الوحدة اليمنية تفردت عن غيرها من التجارب الوحدوية العربية وعلى رأسها تجربة الوحدة المصرية السورية بأنها كانت مدخلاٍ للتعددية ففي تجربة الوحدة المصرية السورية بالعكس تم إلغاء الاحزاب في سوريا أسوة بمصر فاصبح نظام الوحدة نظاماٍ غير حزبي.
أما في الحالة اليمنية على العكس بما أن شريكي الوحدة هما حزبا المؤتمر والاشتراكي فقد اصبحا كيانين حزبيين منفصلين وسمح لغيرهما بالوجود بغض النظر عن اي مشكلات أو نتائج سلبية تكون قد ترتبت على هذا التعدد الحزبي أنا أقول أن ارتباط الوحدة بالديمقراطية هدف غال يجب ان لا نتخلى عنه أبداٍ ودائماٍ مانقول أن الديمقراطية تصحح نفسها بنفسها فعندما تكون هناك ممارسات خاطئة فالديمقراطية الحقة قادرة على التصحيح.
طبعاٍ مسألة أن الديمقراطية تكون مفتاحاٍ لتقويض دولة الوحدة على سبيل المثال أو مدخلا لتقويض دولة الوحدة.. هذا ما يدخلني في مجال آخر من الحديث أن كلمة التقويض تدخل في معنى التآمر وتدخل في معنى التواطؤ مع آخرين من أعداء الوحدة إن وجد ذلك فهذا مما يحاسب عليه القانون انما اختلاف الرأي بين التوجهات أو الاجتهادات هذا في حد ذاته مقبول والتجربة اليمنية تحتمله وتسمح به وكما قلت يصحح نفسه بنفسه.
مشروع إقليمي
> ظلت (إيران) موجودة بشكل أو بآخر في حرب صعدة.. ما حقيقة الاطماع الايرانية في اليمن وفي المنطقة العربية برمتها من وجهة نظرك¿!
>> أنا لست على بينه من التورط الايراني في حرب صعدة بالمعنى العسكري انما انا كمحلل سياسي تابعت تصريحات المسؤولين الايرانيين وبالذات بعد ان حدث امتداد الصراع إلى الأراضي السعودية وفي اعتقادي ان هذه التصريحات كانت كافية للدلالة على أن لإيران يداٍ في ما يجري لأن التصريحات غير منطقية وتشي بمواقف معينة.
مشكلة إيران طبعاٍ معنا نحن العرب ان إيران دولة اقليمية كبيرة لها مشروع إقليمي شامل للمنطقة وتوجد بعض مؤشرات الحقيقة أكيدة وثابتة على تدخلها في الشأن العراقي بعد الاحتلال وأنت تعلم على سبيل المثال إخواننا العراقيين كثيرون منهم لهم وقائعهم المحددة في هذا الصدد لكن يكفي ان نتابع جميعاٍ الدور الإيراني في تشكيل الحكومات الدور الايراني في الانتخابات إلى آخر هذه الأمور فإيران عندها أولاٍ مشروع اقليمي وعندها ثانياٍ حالات لتدخل أكيد في بعض البلاد العربية لذا اقول بمنتهى الصراحة أنه طالما نحن على هذه الدرجة من الضعف والتفكك فإن هذا سيستمر متى يتوقف التدخل الايراني في هذا الشأن أو ذاك¿ يتوقف عندما يكون هناك تماسك عربي وقوة عربية بحيث ان ايران تشعر أنها إن حاولت المساس بمصالحنا سوف يكون هناك مساس متبادل بمصالحها.
حالة هدوء
> مقاطعاٍ: لكنك كتبت مقالاٍ في »الاتحاد الإماراتية« ورأيت ان اتفاق الدولة مع الحوثيون لا زال يكتنفه جو من الضبابية وعدم الثقة بمعنى ان الصراع قابل للتفجير في أي لحظة¿
>> أنا أرى طبعاٍ للأسف ان الصراع لم يحل حتى الآن ربما يمر بحالة هدوء لكنه لم يحل حتى الآن لأنه طالما تحدثنا عن أجندة إقليمية فمعنى هذا ان الصراع لا ينتهي إلا عندما تسوى هذه الأجندة الاقليمية بشكل أو بآخر يعني بعبارة أخرى المسألة ليست مواجهة بين سلطة الدولة اليمنية وبين بعض المتمردين عليها ولكن الإطار أوسع بكثير من هذا لأنه إطار اقليمي فيه مشاريع وفيه أطماع وفيه مخططات الخ.. ولذلك فالقضية في هذا الصدد ليست قضية اليمن وحده.
تزامن التحديات
> برأيك.. ما الذي يمثل تحدياٍ خطراٍ لمستقبل اليمن واستقراره السياسي¿ وما هي متطلبات اليمن خلال الفترة المقبلة¿
>> المشكلة الحالية في اليمن ترتبت في تزامن التحديات أو تزامن التهديدات وفي الوقت نفسه تواجه اليمن خطر تصاعد دور القاعدة وتصاعد حركة الحراك الجنوبي وواجهت في نفس الوقت أيضاٍ حرب الحوثيين وهذه معضلة لأنه قد يستطيع النظام السوداني أن يتعامل مع قضية الجنوب لكن الجنوب ودارفور وكذا وكذا يعني الأمور تصبح أكثر صعوبة.
بعض هذه التحديات ليس يمنياٍ لان مشكلة القاعدة ليست مشكلة يمنية ولا هي مشكلة اقليمية صارت مشكلة عالمية ولذلك فاليمن لها نصيبها في المواجهات لكن لا يمكن القول بأن اليمن وحدها سوف تحل هذه المشكلة طالما استمرت المبررات التي أعطت للقاعدة أساساٍ للانطلاق والازدهار سوف يبقى هذا التهديد قائماٍ يعني تنظيم القاعدة مثلاٍ يستند إلى المظالم المترتبة على السياسة الأميركية تجاه فلسطين والعراق.. الخ وطالما بقيت هذه الملفات مفتوحة فالمناخ مهيأ لاستمرار هذا التنظيم واستمرار فعاليته.
مشكلة عالمية
> مقاطعاٍ: ألا تنظر أن هناك ضجة إعلامية حول أن دور القاعدة يتركز في الحالة اليمنية¿!
>> هي لم تتركز في الحالة اليمنية فالقاعدة مزدهرة في العراق وفي افغانستان وباكستان وفي أوروبا وأميركا اللاتينية وهكذا وفي افريقيا عمليات التفجيرات التي طالت مصالح أميركية في افريقيا فأقصد أن مشكلة القاعدة مشكلة عالمية لا يمكن أن أطالب السلطات اليمنية وحدها بأن تحلها هي تحلها في داخل حدود اليمن انما الامر سيبقى كما لو كان هناك انبوب ماء انكسر وتتدفق مياهه وتحاول أن تغرقني فأنا أنزح المياه لكن الأنبوب ما زال موجوداٍ لأن منابعه من خارج حدودي.
مشكلة الحوثيون كما قلت طبعاٍ فيها مواجهة ولكن للأسف انها مرتبطة بأجندة اقليمية ولذلك لا يمكن أن أتصور نهاية حاسمة لها إلاِ بتسوية هذه الأجندات الإقليمية ربما التهديد الوحيد الذي يمكن التعاطي معه على أساس يمني شبه محض هو قضية الحراك الجنوبي لأن الشق المطلبي في هذه القضية من الواجب ومن الممكن الاستجابة إليه أما الشق الخاص ببعض الذين يطالبون بالانفصال فهذا يجب عزله تماماٍ لأن الوحدة مسألة أساسية بالنسبة لنا نحن العرب.
حلول جذرية
> كيف تقيم الدعم الأميركي والأوروبي لليمن لمحاربة الإرهاب¿
>> النهج أصلاٍ إذا كنت ستواجه فأنت محتاج إلى مثل هذا النهج لكن هذا النهج لن يواجه من جذوره يعني مثلاٍ الولايات المتحدة الأميركية دخلت في افغانستان واحتلتها بدعوى مواجهة القاعدة ماذا كانت النتيجة امتد نشاط القاعدة إلى باكستان يعني تفاقمت الأمور.
الولايات المتحدة الاميركية غزت العراق في 2003م ولم يكن به أثر للقاعدة لكن نتيجة الخلخلة التي حدثت في العراق بعد الغزو ظهر تنظيم القاعدة وظهر بشكل فعال في كثير من الأحيان فإذن مسألة المواجهة العسكرية للقاعدة مطلوبة نعم في حدود الحفاظ على الأمن لكن إن كنا نتحدث عن حلول جذرية فالمسألة أعمق من هذا بكثير.
هزيمة 67
> ما العوامل من – وجهة نظركم – لظهور أصحاب الخطاب الديني المتزمت¿
>> أول العوامل دون شك هو الضربة التي تلقاها المشروع القومي بهزيمة 1967م لإنه بعد هزيمة 1967م راجت الأقوال بأننا انما هْزمنا لأننا بعدنا عن الله سبحانه وتعالى وما إلى ذلك ثم إن هناك دولاٍ وأن لم تقصد هذا لكن بمحاولة نشرها لبعض الأفكار المتزمتة هذه الأفكار استقبلت في بيئة معينة ومناخ معين وازدهرت وجاءت في حد ذاتها وأحدثت ما أحدثته من اتجاهات في ظني أو في ظن البعض أنه لا علاقة لها بجوهر الإسلام ولا بصحيح الاسلام لكنها موجودة وأصبحت تشكل ظاهرة.
ثمار الدبلوماسية
> كيف تنظر إلى مبادرة اليمن لتطوير العمل العربي المشترك¿
>> اليمن دائماٍ كانت سباقة في تطوير العمل العربي المشترك ولا تنسى أن دورية القمة هو ثمرة من ثمار الدبلوماسية اليمنية.. والآن تقدمت اليمن بمبادرة الاتحاد العربي وهو جهد مشكور دون شك لكن الحقيقة دعني من باب التحليل الواقعي أن أكون متشائماٍ بعض الشيء.
> مقاطعاٍ: لماذا¿!
>> لانه عندما نتحدث عن اتحاد عربي لابد أن تكون لبنات هذا الاتحاد قوية.
النظام العربي الآن يمر ليس بحالة انقسام بين دوله ولكن بحالة انقسام داخل دوله وبالتالي كيف نتصور مثلاٍ أن دولة مثل السودان أو العراق أو لبنان تتمازقها التيارات والتوجهات والخ.. سوف تتحمس لمثل هذا المشروع فالجهد مشكور والمبادرة مشكورة ولكن لابد أن نعمل جميعاٍ لتوفير البنية التحتية المطلوبة والضرورية من أجل نجاحها.
وحدة وطنية
> هناك من يقول أن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي نزاع إقليمي ويفترض أن يعالج بمقاربة إقليمية وأن غياب البعد الإقليمي كان أحد العوامل التي أدت إلى فشل مفاوضات كامب ديفيد 2000م¿
>> تقصد غياب البعد العربي أنا رأيي أن الفشل المتكرر للمفاوضات انما يعود إلى تشدد المفاوض الإسرائيلي الذي يستند إلى ميزان القوة لصالحه أنت تحتل الأرض وأنت الأقوى عسكرياٍ وخصمك هو الطرف الأضعف ثم أنك متشدد القدس الموحدة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل المستوطنات يجب أن تبقى المياه مياهنا لاعودة للاجئين فأنت تحتل الأرض ومتشدِد في أفكارك وخصمك ضعيف فكيف تنجح المفاوضات لذا لكي تنجح المفاوضات يجب أن يصحح هذا يجب أن تكون هناك وحدة وطنية فلسطينية ينبغي أن يكون هناك دعم عربي حقيقي للمفاوض الفلسطيني يجب أن يكون هناك فعل عربي يدعم فعلاٍ عربياٍ وفلسطينياٍ يحاول تصحيح ميزان القوى هذا إلى حد معقول بحيث أن تتوقع ثمرة ما من المفاوضات.
سير القوافل
> مقاطعاٍ: هل تتوقع من قمة »سير القوافل« قراراٍ عربياٍ على الأقل يحرج الإدارة الأميركية لوقف الاستيطان الإسرائيلي¿
>> أنا أتمنى أن قمة »سرت« تراجع النهج التفاوضي ولا أتوقع أن تتخذ قراراٍ يحرج الإدارة الأميركية لأن بعض من سيحضرون القمة سيكون لهم رأي مغاير وأنت تعلم أننا نسير في النظام العربي سير القوافل نسير بسرعة أضعف من فينا ولذلك لا أتوقع قرارات محرجة للإدارة الأميركية وأن كل ما أتمناه هو أن يكون هناك نظر في أنفسنا لماذا فشلت المفاوضات جولة بعد جولة ومن ثمِ ما هو الجديد الذي يجب أن نطرحه ما هو التهديد الذي يجب أن نلوح به هل يكون الإنسحاب من المفاوضات هو ورقة لاننا بهذا نرفع غطاء الشرعية عن الحكومة الإسرائيلية وعن الإدارة الأميركية ولا يستطيع أحد أن يلومنا لأن الحكومة الإسرائيلية تنكرت لما تطالب به الإدارة الأميركية وليس نحن فأنا أتمنى مواقف تعكس نوعاٍ من الحياء لا مواقف خشبية مثل اللجوء إلى مجلس الأمن أو إعطاء مهلة جديدة أو شيء من هذا القبيل.
كما لا أتوقع أي شيء من الأميركان كما سنكون عليه من القوة سيكون الموقف الأميركي بمعنى أنه طالما أننا سنبقى على ما نحن عليه ستبقى الإدارة الأميركية فريسة لضغط اللوبي الصهيوني.
أوباما بدأ بنوايا حسنة مثله مثل كلينتون وكارتر وغيرهم لكنه لن يستطيع أن يرى تصوراته موضع التنفيذ بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني ولو أن هناك ضغوطاٍ عربية معاكسة لاختلف الأمر تماماٍ لكن هذه الضغوط غير موجودة حتى الآن.
قمة ثقافية
> منذ فترة أعلن أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى عن عقد قمة ثقافية عربية.. هل سترى هذه القمة النور خصوصاٍ وأن المفكرين والمبدعين العرب يرون أن أمتهم تواجه خطراٍ محدقاٍ يهدد وجودها كما لم يهددها من قبل¿
>> بحسب معلوماتي أن الإعداد لهذه القمة يسير على قدم وساق قبل أن نضمن بالضرورة أن تعقد في العام 2011م ولكن الإعداد لها يسير بشكل منهجي ومن الأمور التي تطمئنني أن هذه القمة ستركز على القضايا التي تمثل قواسم مشتركة وليس على القضايا الخلافية بمعنى لو أننا تحدثنا عن الديمقراطية وعن الإرهاب وعن كذا وكذا وعن حرية الفكر قطعاٍ ستختلف الدول العربية في ما بينها.
القمة ستركز على أشياء مثل مثلاٍ حماية اللغة العربية ايجاد سوق مشتركة للكتاب في الوطن العربي تسهيل حصول المواطن العربي على السلع الثقافية حماية التراث العربي الحوار مع الآخر الأشياء التي تعكس قواسم مشتركة لأنه لا نريد أن نخدع انفسنا أن تحدثنا مثلا عن حرية الفكر على سبيل المثال سيختلف الحكام العرب وسيكون هناك من يقول أنه مع حرية الفكر وآخر يقول حرية الفكر هدامة وبعض الذين سيزايدون بانهم مع حرية الفكر وربما يكونوا أكثر أعداءها فإنا رأيي من المنهج رغم أنه متواضع لكن يسير بشكل سليم وهو التركيز على قضايا قد تبدو فنية لكنها قضايا يمكن أن تخلق بنية أساسية ثقافية عربية قد تساعدنا في توقع مستقبل أفضل إن شاء الله.
أخطار محدقة
> كيف ترى الموقف العربي من قضايا القرصنة والتواجد الدولي في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص¿
>> هذا عرضاٍ من أعراض ضعف النظام العربي إذا كان النظام العربي لا يستطيع أن يضمن سلامة وحداته لا يستطيع أن يضمن وحدة السودان أو العراق أو الصومال إلى آخره فهل يمكننا أن نتصور أن يتصدى لأعمال القرصنة خصوصا للأمانة أن هناك قوى دولية كبيرة إرسلت قوات ومع ذلك فأعمال القرصنة مستمرة لأنه طبعا هذه بحار ومحيطات والمجال فيها متسع إلى أخره ومع ذلك دعني أتمنى أن يكون هنالك عمل عربي منسق على الأقل بين الدول التي ستضار من القرصنة.
أنا قد لا استطيع أن آتي إلى موريتانيا مثلا للقول لها تعالي اشتركي معي في جهود عسكرية لمواجهة القرصنة ممكن تقول لي مواردي محدودة وأنا لست صاحبة مصلحة لكن دولة كاليمن ودولة كمصر ودولة كالدول المطلة على البحر الأحمر بصفة عامة من الممكن أن يكون هناك بينها تنسيق معين يأتي بثمرة طيبة.
تعاون مصري- يمني
> مقاطعا: وماذا عن الدور القومي المصري أين يقف¿
>> حتى الآن لا توجد معالم واضحة لهذا الدور في عملية القرصنة بالذات بدليل أن هناك سفناٍ مصرية اختطفت ويتم التفاوض عادي مع خاطفيها بشكل أو بآخر لكن نتمنى أن يكون هناك إدراك للخطر ولنبدأ فعلا بعمل مشترك بين مصر واليمن نتبصر فيه سويا كيف يمكن لنا أن نتقي ولو بعض أخطار هذه القرصنة.
الأمركة والرسملة
> هل آيدلوجيا العولمة الجديدة بما تحمله من رايات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والشفافية هي القوة لتزايد نمو المجتمع المدني عالمياٍ وإقليمياٍ رغم أن كل إقليم له خصوصياته وظروفه المختلفة¿
>> دعني أولاٍ اختلف معك أن رياح العولمة لا تحمل معها ديمقراطية صادقة فإنما رياح العولمة إذا فهمناها على انها الأمركة أو الرسملة وإنها ترفع رايات الديمقراطية عندما تحتاج إلى التغلغل لكنها غير صادقة في التطور الديمقراطي فالتطور الديمقراطي شيء نصنعه بأنفسنا ونصنعه داخل أوطاننا وليس بفضل الخارجي لأن الخارجي الديمقراطية بالنسبة له سلاح وسيلة والله إن كانت ستوصله إلى أعماق التغلغل في بلد معين فلنرفع شعارات الديمقراطية بدليل ان الإدارة الأميركية من أخلص خلصائها نظم غير ديمقراطية ومن أفضل اصدقائها نظم غير ديمقراطية وبدليل أنها تعادي نظماٍ ديمقراطية لانها خصمة لها يعني لماذا تفرض الولايات المتحدة الأميركية حصاراٍ حول حماس حماس فازت في انتخابات شرعية برقابة دولية فتقول لك هذا ارهاب لأن حركة حماس ليست على هواها وبالتالي أنا اختلف مع الذين يقولون أن رياح العولمة تحمل معها الديمقراطية وبالمناسبة موضوع المجتمع المدني جزء منه أقول جزءاٍ وليس كل جزء منه هو أداة بيد الخارج من أجل التلاعب بمقدرات الموقف الداخلي.
ولا تستطيع المنظمات التابعة للإدارة الأميركية أضعف بكثير من أن تحدث أكثر من فرقعات محدودة إنما عملية التغيير في أوطاننا مسألة معقدة لا تصنعها إلا قوى اجتماعية حقيقية لها أوزانها بعيدا عن هذه المنظمات التي يأخذ بعضها مساعدات مالية وفق أجندة معينة.
> ما هو السؤال الذي كنت تنتظر أو تتمنى أن أسألكم إياه ولم أفعل¿ وهل من كلام تودون قوله للقارىء الكريم¿
>> كنت ربما اتوقع سؤالاٍ عن انطباعاتي عن اليمن فأنا آتي إلى اليمن كل سنتين أحيانا كل ثلاث سنوات واسعد كثيرا بملاحظة التغير الذي حدث في الحياة اليمنية نحو مزيد من حرية الرأي مزيد من الديمقراطية لكن أكثر ما يسعدني هو التوسع في التعليم وفي النخبة المتعلمة اليمنية وإقبال اليمني على التعليم بشكل لافت ففي هذا مستقبل مضمون لدولة الوحدة اليمنية بإذن الله..