لم يحدث أن استمتع الناس بشهواتهم الزائدة إلى غير حد ثم استمروا إلى الأبد أقوياء متماسكين قادرين على الحياة ومن يراجع علاقته بالآخرين يدرك أننا نعيش في زمن
يأخذ من أخلاق الناس أكثر مما يعطي ويسلب من وفائهم فوق ما يجزى زمن يجعل الواحد منا يبكي صديقه في الحياة أكثر منه في الممات يبكيه لا لمصيبة في حاله أو ماله بل لمصيبة في دينه وخلقه.
سمعت أحد الناس يقول بأنه توسل لصديقه الأفعى كما يطلق عليه والذي أغناه الله بالمال وأفقره بالقيم في أن يتوسط لأحد أولاده الذي يدرس في مجال الصيدلة واحدى بناته التي تدرس مجال المختبرات لدى أحد أصحابه الذي يمتلك احدى المستشفيات الخاصة بأمانة العاصمة على أن يوجه بقبولهم في المستشفى مطبقين في مجال دراستهم مجاناٍ.. أي دون أن يدفع لهم المستشفى أي مرتب مقابل عملهم وذلك بغية أن يدفع بهم التطبيق العملي في المستشفى إلى تحقيق نتائج عليا في دراستهم النظرية في كلياتهم الجامعية لم يكن صاحب المستشفى أقل من الصديق الأفعى في لؤم نفسه وخبث فطرته فالأول فتح عينيه في سن المراهقة ليجد نفسه أمام ثروة طائلة كوِنها له والده من سنين الاغتراب في إحدى دول الخليج والثاني تسلق على سلالم الشهرة والمجد لا بالورع والتقوى بل بما اعتاد عليه من مزاح منحرف وكيان مقلوب إذ أن من الثابت أن الكيان الناقص حين لا يكتمل بالطريق الصالح ولا يوجه التوجيه السليم يجنح إلى التكمله من طريق هابط.
فاروق الظرافي