عند التحدث عن المجتمعات الاستاتيكية يتبادر إلى الذهن المجتمعات العربية التي تعاني من التخلف والجمود وعدم القدرة على مواكبة المجتمعات الديناميكية إلا في السلع التي أغرقت الأسواق العربية وإثبات معظم المستهلكين لهذه السلع ما نعانيه من السطحية وضحالة التفكير وكأننا أتينا بالكتاب الذي أنهك الشعوب الأوربية في دراسته وبحوثه وتجاربه لنفتحه نحن من آخره من دون أن تكون لنا نظرة فاحصة لكل ما يحويه هذا الكتاب.
فلا نحن الذين أخذنا عن هذا الكتاب بعد دراسة فاحصة ولا نحن الذين تركناه فكان ذلك من أهم الأسباب في حالة الاستاتيكية التي تعيشها المجتمعات العربية ويرجع البعض هذا الجمود إلى تمسكنا بذيل الماضي وعدم الالتفات إلى الأمام وقد سبق التحدث في هذا الموضوع د ـ محمد خاتمي في كتابه »الإسلام والعالم« ولفت الانتباه إلى حالة الشوزفرينيا ” الانفصام ” التي نعيشها كعرب ومسلمينحيث تحيا أمتنا بثقافة عربية إسلامية وحضارة غربية ولكن هل الحل هو التخلص من الموروث الثقافي وقيود الماضي كما يقول البعض !! وبعد التخلص من الموروث الثقافي بعد ذلك كيف يتسنى لنا حماية أنفسنا من أن نكون إمعة لمن نأخذ عنهم¿!
وكيف نستطيع أن نحافظ على هويتنا العربية الإسلامية في عصر العولمة هذا العصر الذي يكتسح بأفكاره وثقافته ومنتجاته العالم وأسواقه بما فيه عالمنا أو أرضنا العربية وأسواقها¿ وحديثي هذا لا يعني على الإطلاق أنني ضد الاستفادة من الحضارات الغربية بل العكس ولكن كيف نأخذ عنهم وعن سواهم فنجعلها ضمن إطار عربي إسلامي فإذا عرفنا إجابة السؤال نكون قد اهتدينا لبداية الطريق.
ولا نستطيع أن نقول إن الغربيين قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بسبب تخلصهم من موروثهم الثقافي وأذكر أني قرأت مرة أن الكاتب الايرلندي جورج برناردشو يعتبر من أنصاف المتعلمين نظراٍ لعدم إلمامه باللغة اللاتينية رغم أنها لم تعد لغة حية أو متداولة.
إيمان عبد الوهاب حْميد