محمد عبدالرحمن المجاهد
من المؤسف جدا أن أحزاب اللقاء المشترك مصرة على ممارسة العملية السياسية بطريقة الشريك المخالف أو بمعنى أوضح بطريقة ( الطبن ) أو الضرائر فهم دائما لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب فمهما صنع الحزب الحاكم ومهما قدم من تنازلات لصالح العملية السياسية الديمقراطية لا نجد من أحزاب المشترك إلا الرفض والممانعة فآخر شيء طرحه الرئيس الصالح كان دعوته للحوار في كل القضايا التي ربما تقرب الجميع إلى طاولة الحوار وتكون ذات أهمية وطنية للخروج من نفق الأزمة السياسية التي يصر المشترك على أن نظل نراوح فيها دون أن نتقدم خطوة نحو المصالحة الوطنية ونحو الوصول إلى حلول ناجعة للمسار السياسي الوطني ..
وإبداء لحسن النية وحتى لا يترك ذريعة للمشترك وجه الرئيس الصالح بالإفراج عن كافة المعتقلين والمساجين على ذمة فتنة الحوثيين في صعدة وفتنة الحراك في بعض المحافظات الجنوبية وهو بذلك أراد إبطال كثير من حجج ومبررات المشترك التي يجعلها ذريعة للهروب من الحوار الوطني البناء ولكن كما هي العادة فوجئ الجميع بأن المشترك قد ظهر بمطالب تعجيزية أخرى منها المطالبة بإطلاق سراح كافة السجناء حتى أولئك الذين عليهم أحكام شرعية وقضائية لجرائم جنائية بحتة ليس لها ارتباط بالعمل السياسي بل ليس لها علاقة بفتنة الحوثيين وأصحاب الحراك ..
وكأن المشترك بكل أحزابه يريد أن يثبت ويؤكد تواطؤه ودعمه لكل مجرمي البلاد وذلك تعطيلا للدستور والقوانين وكأنه أيضا يشجع على ارتكاب جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وقطع الطرق ونهب الممتلكات الخاصة والعامة فهم بداية كانوا يصرخون ويولولون ويضجون مطالبين بالإفراج عن عناصر الحوثيين وأصحاب الحراك رغم معرفتهم أن مطالباتهم تلك كانت ضد مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وما كاد الرئيس الصالح يستجيب لمطالبتهم تلك حتى فوجئ القاصي والداني بمطالب تعجيزية جديدة ألا وهي الإفراج عن جميع نزلاء السجون دون تحديد أي القتلة وقطاع الطرق وغيرهم الذين هم مسجونون بأحكام قضائية لما ارتكبت أيديهم في حق الناس والمجتمع ..
وبهذا الوضع نجد أن اللقاء المشترك لا يريد حوارا ولا يريد استقرارا وأمنا للبلاد فهو يتهرب ويراوغ كما يراوغ الثعلب ويناكف حتى لا يكون حوار ومصالحة وطنية تقرب ساعة ويوم الاستحقاق الديمقراطي للبلاد لمعرفتهم أنهم خاسرون لا محالة ليس لعدم شفافية ونزاهة الانتخابات وسلامتها وإنما لأنهم يدركون أن لا تأثير لهم في القاعدة الشعبية ولا وجود مؤثراٍ لهم بين جماهير الشعب وهم إنما يماحكون ويراوغون ويماطلون ويتهربون من الحوار الوطني لأنهم ليس لديهم ما يقنعون به الآخرين ولأنهم إنما يريدون كسب الوقت ويمارسون الضغوط لعلهم يحصلون على تنازلات كبيرة من الحزب الحاكم ليترك السلطة أو يتقاسمها معهم ..
بعيدا عن أية انتخابات وحبذا لو يتم ذلك عبر المحاصصة وتقاسم السلطة معهم بحيث يكون لهم جزء منها بعيدا عن الإحراجات بنتائج الانتخابات فهم لو كانوا واثقين جدا من قدرتهم على الفوز وكسب الانتخابات لما احتاجوا لكل ذلك الهروب والمخادعات وطرح شروط ومطالب تعجيزية يستحيل على أي حزب حاكم القبول بها حتى ولو كان ذلك الحزب الحاكم أحد أحزاب اللقاء المشترك ولن يخوضوا أية انتخابات مهما بلغت نزاهتها أو أشرف عليها كل منظمات المجتمع المدني وكل المنظمات الدولية والإقليمية وشهدوا جميعا بشفافيتها ونزاهتها فلن يقبل بها المشترك ويعترف إلا إذا حاز على أغلبية مطلقة يسيطر فيها على مقاليد السلطة ومفاصلها ماعدا ذلك فهي انتخابات مزورة استغل الحزب الحاكم كل إمكانات الدولة لصالح فوزه فيها مع أنهم لو كانوا صادقين وحريصين على نزاهة الانتخابات لأقدموا على الحوار بصدق ووضوح ومن خلاله يمكن لهم أن يطرحوا رؤاهم ويطالبوا بما يريدون من ضمانات أكيدة تتيح إجراء انتخابات نزيهة وسليمة.. لكنهم أي المشترك يعملون بالحكمة التي تقول (رحم الله امرأٍ عرف قدر نفسه) فهم يعرفون قدر أنفسهم ويعرفون أنهم لن ينجحوا في أية انتخابات تحصل في البلاد ليس لعدم شفافية ونزاهة الانتخابات لكن لأنهم لا قدرة لهم على كسبها خصوصا بعد أن خسروا كل أوراقهم وتعروا من كل أوراق التوت وعرفوا أنهم طلاب سلطة ليس إلا وأنهم في سبيلها سيتعاونون ليس مع الخارجين على الدستور والقانون وليس مع المجرمين والسفاحين فحسب وإنما أيضا مع الشيطان ذاته ..
المهم أن يصلوا إلى السلطة ولا تهمهم كيف تكون الوسيلة سواء كانت نظيفة أو وسخة فما يهمهم هو السلطة أولا وأخيرا ليمارسوا كل ساديتهم وأحقادهم التي عهدناها فيهم ومنهم سواء من يتدثر منهم بالإسلام أو اليساريين فتأريخهم وما يعملونه الآن من أقوال وأفعال تجعل الجميع يتخوف منهم وأعطوا للحزب الحاكم أفضلية عليهم رغم ما فيه من عيوب ومثالب وما يرتكب من أخطاء ولكن هناك عقلا وبعض الحكمة وكما يقول الثل ( العقل زينة ) وهذه الميزة لا تتوفر ولا مكانة لها في كل ما تفعله أحزاب المشترك وإلا لما مدوا أيديهم للخارجين على الدستور وتمردوا على الشرعية الدستورية والقانونية أولئك عصابات الحوثيين وأصحاب الحراك ..
لذا لا أمل يرجى من اللقاء المشترك أن ينقادوا للعقل ويتجهوا للحوار الوطني إلا إذا سيطر في مسمياتهم الحزبية الحكماء والعقلاء منهم وعادوا إلى جادة الصواب وحكموا نزعة الحب للوطن في مسارهم السياسي وقدموا المصلحة العليا للبلاد على مصالحهم الذاتية عند ذلك سيكون للمشترك دور ووجود في كل العملية السياسية والديمقراطية وربما عندئذ يحصل على السلطة عبر صناديق الانتخابات وعبر العملية الديمقراطية الصحيحة بعيداٍ عن المماحكات وشغل (الضرائر ) ..
ما سيجمع سيذهب إلى إسرائيل !!!
تجرى الآن حملة تبرعات كبيرة لتجهيز قافلة لكسر الحصار عن غزة وإيصال المعونات والمساعدات الغذائية والضرورية إليها ومن المؤكد أن هذا عمل يستحق التسابق إليه وبذل كل غال ونفيس لصالحه ولكن وأعوذ بالله من لكن أتساءل كيف سيتم خرق الحصار وإيصال المساعدات إلى غزة وإسرائيل واقفة بالمرصاد لكل محاولة من ذلك غير عابئة بأحد وتقول وتؤكد أنها لن تسمح بمرور أية مساعدات وأنها ستهاجم كل قافلة إغاثة تتجه إلى غزة ¿¿
وهذا يعني مصادرة كل ما ستحمله أية قافلة مهما غلا ثمنها وكبر حجمها وبذلك فإن القوافل والتبرعات تذهب لإسرائيل ولنا عبرة في ما حدث لقافلة الحرية وغيرها من القوافل.. وعليه فلا أمل بكسر الحصار إلا بإجماع دولي يلزم الكيان الصهيوني برفع الحصار عن غزة وعن الشعب الفلسطيني كليا أو أن تتجه القوافل والمساعدات إلى الموانئ العربية وثم يتم كسر الحصار برا عبر المعابر والمنافذ المتاخمة من جهة الأرض العربية وما عدا ذلك نكون كمن يقدم الدعم والمساندة لإسرائيل ليس إلا وتذهب كل الجهود هباء منثورا ..