حين يصبح الخوض في المحظور ..شراٍ لابد منه!!
طه العامري
طه العامري
ameritaha@gmail.com
> غالبا ما ينتابني شعور بأن بعض (زملاء المهنة) يتعاطون مع رسالتهم بمزاجية تفوق درجة العبثية إذú يتعامل بعض المنتسبين للمهنة مع تداعيات الأحداث وظواهرها بطريقة (ذاتية) يجسدون من خلالها قناعتهم الخاصة بمعزل عن (الحقيقة ) وعن (المهنة ) وقيمها وأخلاقياتها وربما يذهب بعضنا في تعاطيهم مع بعض أو كل القضايا الوطنية ورموزها وأبطالها انطلاقا من دوافع وحسابات شخصية دون اكتراث بالحقيقة أو حتى التفكير بها أو بمن قد يكونون ضحايا لتصرفات ومواقف نزقة خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن مواقفهم وقناعاتهم بصورة مظالم مركبة لحقتهم ولا تزال تلحقهم فقط كونهم لا يملكون (السقف الاجتماعي ) القادر على حمايتهم من سهام الاجتهادات الخاصة لبعض من يفترض بهم أن يكونوا فرسان (الحقيقة) المهنية وحسب.
بدون مقدمات سأتناول الموضوع وبكل شفافية ووضوح وتجرد وحيادية أملا من كل صاحب رأي أو موقف أن يقف وقفة جادة مع الموضوع وبتجرد من كل الحسابات والدوافع مع حق كل شخص في الاحتفاظ برؤيته وقناعته ولكن ليس بالضرورة أن يلزمنا بها بذات القدر الذي لا ألزم فيها أحدا بما سأعبر عنه هنا وهو نتاج قناعتي (الذاتية) المجبولة بقدر من المقارنات التي يمكن الاستدلال بها من باب التساؤل وحسب .
الحكاية باختصار هي أن دعوة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ لحوار وطني شامل وصادق وجاد يشمل كل الرموز والشخصيات الوطنية في الداخل والخارج وهي الدعوة التي جاءت غير مشروطة وليس لها غاية أكثر من الحاجة والمصلحة الوطنية والشرط الواجب توافره في هذا الحوار أن يكون تحت سقف الثوابت الوطنية والنظم والتشريعات القانونية والدستورية وكنتاج لهذه الدعوة الكريمة من فخامته وصل إلى عاصمة الوحدة إحدى الشخصيات الوطنية الذي اضطر للغياب عن وطنه عقودا من الزمن وهو الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي الذي غادر البلاد أواخر العام 1977م وبداية العام 1978م تقريبا على خلفيات تداعيات وطنية وصراعات دامية شهدها حينها شطرا الوطن ظل هذا المناضل ومعه رفيقه في النضال الرائد عبد الله عبد العالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات _حينها_ ومنذ العام 1978م وحتى اليوم شهد الوطن الكثير من الصراعات الدامية والمثيرة ولكن يمكن القول إن أبشع تلك الصراعات تمثلت في حرب صيف 1994م وهي برغم بشاعتها يمكن القول _مجازا_ أنها لم تكن ببشاعة أحداث 13 يناير التي شهدها ما كان يسمى بالشطر الجنوبي من الوطن ..
بعيدا عن الخوض في تفاصيل وأسباب ودوافع تلك المحطات الصراعية فإن الوحدة اليمنية جبت ما قبلها وأيا كان أطراف الصراع وأيا كانت مواقفهم وكان الغالب والمغلوب فيهم أو _ مجازا_ كان القاتل والمقتول فإن ما يجب أن نستوعبه أن كل تلك المحطات كانت حصيلة مواقف ودوافع سياسية وهو ما يصعب تحميل طرف أو شخص بذاته مسئولية أيُ من تلك المحطات إلا في السياق الاعتبارياٍ وحسب وبعيدا عن أي سياق لا يحمل مضموناٍ اعتبارياٍ وحسب .. لكن أن يذهب بعضنا _ اليوم_ في محاولة تكريس فكرة وقناعة بذاتها وتوظيفها ضد ( أفراد ) بذاتهم وفق منطق استلابي يصعب تقبله فهذا ما لا يمكن القبول به من أي عاقل يحترم نفسه وعقله ويحترم عقل المتلقي ويحترم تضحيات ودماء من جعلنا منهم بمثابة ( قميص عثمان) مع أن أولئك الشهداء الذين دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية بغض النظر عن التفاصيل والمتسبب بها باعتبار العمل الوطني الذي يترتب عليه تضحيات يصعب إن لم يستحل تحمل أوزاره أيا كان كونه كان وجاء نتاج قناعات ومواقف وظروف لحظية وزمنية جسدت قيم المرحلة التي شهدت وعاشت غبار تلك المراحل وهي مراحل يجب أن نتعظ بها ونتجنب أسبابها لا أن نظل ولدوافعنا وقناعاتنا الذاتية نجترها ومن ثم نعمل جاهدين ولحسابات خاصة على تكريس فكرة ( أسطورية ) ومن ثم نجعلها تتماهى مع ( أسطورة الهيلوكست) ..¿
إن العمل الوطني الجاد يتطلب رموزا قادرة على صناعة الأحداث وتطويع حركة الزمن والتاريخ وبما يخلق مناخات وطنية وحضارية تقودنا والوطن إلى آفاق التقدم والرقي والتحولات التنموية التي نتطلع إليها بكثير من الثقة والإرادة وتلك قيم رسخها في ذاكرتنا فخامة الأخ الرئيس من خلال رؤيته ومواقفه وعلاقته مع كل الشرائح المجتمعية التي تلتف حول قيادته إدراكا منها لعظمة الحكمة التي يتحلى بها وهي الحكمة التي جعلته يعمل وبكثير من الشجاعة على رد الاعتبار لمسار نضالنا الوطني ولرموزه السيادية ممن عاشوا قسرا ردحا من الزمن منفيين خارج الوطن وكان الرئيس علي عبد الله صالح وحده من امتلك القرار الشجاع وأعاد الاعتبار لهؤلاء وأعادهم للوطن ليعيشوا مكرمين مرفوعي الهامات وتلك محطة في مسارنا الوطني كان من الصعوبة الإقدام عليها من قائد غير الرئيس الصالح..
لكن ما يؤلمني كمواطن أن أجد البعض يستل (سيفه) لمجرد أن علم بعودة ( إحدى الشخصيات الوطنية أو يمكن أن يعود رفيقه الآخر ) إذ لم يكد الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي تطأ قدماه مطار صنعاء حتى بدأنا نتابع ونقرأ في بعض المطبوعات سيناريوهات مثيرة وحكايات مفبركة عن دوافع وخلفيات الهجرة القسرية لهؤلاء المناضلين ومن ثم ذهب البعض من هؤلاء ينسجون روايات خيالية لا أساس لها من الصحة ومع ذلك أقول ومن باب التنويه لهؤلاء وحسب ماذا لو جاء هؤلاء المناضلون من تطالهم سهام البعض إلى القضاء طالبين براءتهم أو إدانتهم ..أي أن يذهب هؤلاء المناضلون لمقاضاة بعض الكتاب الذين ألصقوا بحقهم من التهم ما لا حصر له دون مسوغات قانونية أو أدلة مادية بل إن بعض الكتاب اعتمدوا على روايات (المقايل) لتقييم قضايا خطيرة وإلصاقها برموز وطنية مهما اختلفنا معها فإن من حقها علينا الاحترام والتبجيل .. إن كنا نؤمن فعلا بفكرة المواطنة والشراكة. لكن أن يطالب بعضنا بحوار وطني شامل نشرك بموجبه كل الفعاليات في الداخل والخارج دون استثناء ثم إن ذكرنا الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشي سرعان ما تنقلب الأمور رأسا على عقب والمؤسف هنا أنه وقبل قرابة شهر من اليوم خضنا أنا وأحد الزملاء نقاشا حادا حول ( الحوار الوطني وشراكة من تسببوا بحرب صيف العام 1994م وحرب صعدة وهذه البؤر الإجرامية التي تقطع الطريق وتنتهك القوانين والأعراض وتعرض المصالح الوطنية للخطر ) وقد أصر ( زميلي ) على حق كل هؤلاء في المشاركة ليفاجئني قبل أيام بحملة قاسية شنها عبر بعض الصحف بحق الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشيوقد نسب ( زميلنا) للرائد عبدالله عبد العالم من الجرائم والتهم ما يفوق تلك التي صدرت بموجبها أحكام ضده في قائمة قوامها ( 33 متهما بالخيانة العظمى ) حينها واتساقا مع مناخ وثقافة تلك المرحلة الخطيرة من مسارنا الوطني الذي لو لم ينتشلنا منه فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله- حينها لما كانت ربما اليمن اليوم بهذا المناخ الحضاري والإنساني ..
أعود وأقول فقط من باب التذكير أن قائمة التهم شملت _حينها _ الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي وبجانبهما ( 31 شخصية ) وطنية آخرى والمؤسف أن في تلك القائمة من توفاهم الله وآخرين سقطت الأحكام بحقهم تلقائيا بقيام الوحدة وقد شارك بعض منهم في الحكم في دولة الوحدة وفيهم وها هم بيننا يعيشون بكامل حريتهم ليقتصر الأمر على الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي وفيما عاد الأخير من أيام لزيارة وطنه وذويه فإن الصحف ما انفكت تبشر بشر مستطير للرجل وليس لكل هذا دواع أخلاقية أو وطنية أو حتى سياسية فيما عودة الأخ عبد الرقيب القرشي فتحت شهية البعض لتسويق المزيد من الأساطير حول واقعة أقول عنها جازما وصادقا وحياديا أن الخوض فيها وفي الضحايا الشهداء الذين نعزهم ونجلهم ونقدر مواقفهم الوطنية العظيمة وهي مواقف تفوق مليون مرة مواقف من يتمسحون بهم اليوم مع الأسف فإن أولئك الشهداء الأبطال يتلقون الكثير من الإساءة والانتقاص حين نربط قضيتهم بفرد أو بضعة أفراد ونتناولهم وكأنهم لم يكونوا رموزا وطنية ووجاهية افتدوا الوطن بدمائهم طواعية بل إن طريقة (تناول سيرتهم) تبدو وكأنهم لم يكونوا أكثر من مجرد ( وكلاء شريعة) ذهبوا ضحية لمنازعات ذاتية مع آخرين نعم هكذا يختزل بعضنا تضحيات أولئك الأبطال وربطها ببضعة افراد وحسب ..!!
بيد أن الذين يقفون في وجه قرار عودة الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي لا ينطلقون في مواقفهم هذه للأسف من حسابات وطنية صادقة بقدر ما يتعمدون ترحيل الاحتقانات للأجيال القادمة في تصميم على جعل نوافذ الأزمات مفتوحة لوقت الحاجة لا أقول هذا انطلاقا من حسابات سياسية أو قبلية لأن الرائد عبد الله عبد العالم لا يستند لحزب ولا لقبيلة ومثله الأستاذ عبدالرقيب القرشي ولكن أقول إن من يعارض فكرة الانسجام الوطني الكلي ويتعامل مع القضايا والرموز الوطنية بقدر من انتقائية إنما من يفكر بهذه الطريقة ويعمل بهذا الاسلوب بوعي أو بدونه هو يعمل لتأسيس مقومات لأسس شرعية قد يستند إليها ذات يوم من يقومون وقاموا بأعمال إجرامية مشهودة بحق الوطن والشعب والتحولات وهذا لمن يجهل يمكن أن نطلق عليه التأسيس الاستباقي للأزمات القادمة طالما يتعاطى هؤلاء فقط مع الرموز النضالية وبهذه الطريقة والأساليب التي لا تعكس فهماٍ ولا رؤى وطنية ولا رمزية في مداولات التعامل الانتقائي المثير التي تسيء لأصحابها أكثر بكثير مما يتوهم البعض أنها تسيء لمن تستهدف في الأصل هذه السلوكيات وهنا فقط أحب أن أشير (للزميل ) الذي قال إن الرائد عبد الله عبد العالم ارتكب مجزرة بيده داخل القيادة العامة للقوات المسلحة في صنعاء بحق مجموعة من الضباط عام 1975م .. فقط أقول للزميل وهو يعرف نفسه جيداٍ (أتحداك) أن تأتينا باسم واحد فقط من أسماء هؤلاء الضباط .. وللموضوع صلة.<
> غالبا ما ينتابني شعور بأن بعض (زملاء المهنة) يتعاطون مع رسالتهم بمزاجية تفوق درجة العبثية إذú يتعامل بعض المنتسبين للمهنة مع تداعيات الأحداث وظواهرها بطريقة (ذاتية) يجسدون من خلالها قناعتهم الخاصة بمعزل عن (الحقيقة ) وعن (المهنة ) وقيمها وأخلاقياتها وربما يذهب بعضنا في تعاطيهم مع بعض أو كل القضايا الوطنية ورموزها وأبطالها انطلاقا من دوافع وحسابات شخصية دون اكتراث بالحقيقة أو حتى التفكير بها أو بمن قد يكونون ضحايا لتصرفات ومواقف نزقة خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن مواقفهم وقناعاتهم بصورة مظالم مركبة لحقتهم ولا تزال تلحقهم فقط كونهم لا يملكون (السقف الاجتماعي ) القادر على حمايتهم من سهام الاجتهادات الخاصة لبعض من يفترض بهم أن يكونوا فرسان (الحقيقة) المهنية وحسب.
بدون مقدمات سأتناول الموضوع وبكل شفافية ووضوح وتجرد وحيادية أملا من كل صاحب رأي أو موقف أن يقف وقفة جادة مع الموضوع وبتجرد من كل الحسابات والدوافع مع حق كل شخص في الاحتفاظ برؤيته وقناعته ولكن ليس بالضرورة أن يلزمنا بها بذات القدر الذي لا ألزم فيها أحدا بما سأعبر عنه هنا وهو نتاج قناعتي (الذاتية) المجبولة بقدر من المقارنات التي يمكن الاستدلال بها من باب التساؤل وحسب .
الحكاية باختصار هي أن دعوة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ لحوار وطني شامل وصادق وجاد يشمل كل الرموز والشخصيات الوطنية في الداخل والخارج وهي الدعوة التي جاءت غير مشروطة وليس لها غاية أكثر من الحاجة والمصلحة الوطنية والشرط الواجب توافره في هذا الحوار أن يكون تحت سقف الثوابت الوطنية والنظم والتشريعات القانونية والدستورية وكنتاج لهذه الدعوة الكريمة من فخامته وصل إلى عاصمة الوحدة إحدى الشخصيات الوطنية الذي اضطر للغياب عن وطنه عقودا من الزمن وهو الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي الذي غادر البلاد أواخر العام 1977م وبداية العام 1978م تقريبا على خلفيات تداعيات وطنية وصراعات دامية شهدها حينها شطرا الوطن ظل هذا المناضل ومعه رفيقه في النضال الرائد عبد الله عبد العالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات _حينها_ ومنذ العام 1978م وحتى اليوم شهد الوطن الكثير من الصراعات الدامية والمثيرة ولكن يمكن القول إن أبشع تلك الصراعات تمثلت في حرب صيف 1994م وهي برغم بشاعتها يمكن القول _مجازا_ أنها لم تكن ببشاعة أحداث 13 يناير التي شهدها ما كان يسمى بالشطر الجنوبي من الوطن ..
بعيدا عن الخوض في تفاصيل وأسباب ودوافع تلك المحطات الصراعية فإن الوحدة اليمنية جبت ما قبلها وأيا كان أطراف الصراع وأيا كانت مواقفهم وكان الغالب والمغلوب فيهم أو _ مجازا_ كان القاتل والمقتول فإن ما يجب أن نستوعبه أن كل تلك المحطات كانت حصيلة مواقف ودوافع سياسية وهو ما يصعب تحميل طرف أو شخص بذاته مسئولية أيُ من تلك المحطات إلا في السياق الاعتبارياٍ وحسب وبعيدا عن أي سياق لا يحمل مضموناٍ اعتبارياٍ وحسب .. لكن أن يذهب بعضنا _ اليوم_ في محاولة تكريس فكرة وقناعة بذاتها وتوظيفها ضد ( أفراد ) بذاتهم وفق منطق استلابي يصعب تقبله فهذا ما لا يمكن القبول به من أي عاقل يحترم نفسه وعقله ويحترم عقل المتلقي ويحترم تضحيات ودماء من جعلنا منهم بمثابة ( قميص عثمان) مع أن أولئك الشهداء الذين دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية بغض النظر عن التفاصيل والمتسبب بها باعتبار العمل الوطني الذي يترتب عليه تضحيات يصعب إن لم يستحل تحمل أوزاره أيا كان كونه كان وجاء نتاج قناعات ومواقف وظروف لحظية وزمنية جسدت قيم المرحلة التي شهدت وعاشت غبار تلك المراحل وهي مراحل يجب أن نتعظ بها ونتجنب أسبابها لا أن نظل ولدوافعنا وقناعاتنا الذاتية نجترها ومن ثم نعمل جاهدين ولحسابات خاصة على تكريس فكرة ( أسطورية ) ومن ثم نجعلها تتماهى مع ( أسطورة الهيلوكست) ..¿
إن العمل الوطني الجاد يتطلب رموزا قادرة على صناعة الأحداث وتطويع حركة الزمن والتاريخ وبما يخلق مناخات وطنية وحضارية تقودنا والوطن إلى آفاق التقدم والرقي والتحولات التنموية التي نتطلع إليها بكثير من الثقة والإرادة وتلك قيم رسخها في ذاكرتنا فخامة الأخ الرئيس من خلال رؤيته ومواقفه وعلاقته مع كل الشرائح المجتمعية التي تلتف حول قيادته إدراكا منها لعظمة الحكمة التي يتحلى بها وهي الحكمة التي جعلته يعمل وبكثير من الشجاعة على رد الاعتبار لمسار نضالنا الوطني ولرموزه السيادية ممن عاشوا قسرا ردحا من الزمن منفيين خارج الوطن وكان الرئيس علي عبد الله صالح وحده من امتلك القرار الشجاع وأعاد الاعتبار لهؤلاء وأعادهم للوطن ليعيشوا مكرمين مرفوعي الهامات وتلك محطة في مسارنا الوطني كان من الصعوبة الإقدام عليها من قائد غير الرئيس الصالح..
لكن ما يؤلمني كمواطن أن أجد البعض يستل (سيفه) لمجرد أن علم بعودة ( إحدى الشخصيات الوطنية أو يمكن أن يعود رفيقه الآخر ) إذ لم يكد الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي تطأ قدماه مطار صنعاء حتى بدأنا نتابع ونقرأ في بعض المطبوعات سيناريوهات مثيرة وحكايات مفبركة عن دوافع وخلفيات الهجرة القسرية لهؤلاء المناضلين ومن ثم ذهب البعض من هؤلاء ينسجون روايات خيالية لا أساس لها من الصحة ومع ذلك أقول ومن باب التنويه لهؤلاء وحسب ماذا لو جاء هؤلاء المناضلون من تطالهم سهام البعض إلى القضاء طالبين براءتهم أو إدانتهم ..أي أن يذهب هؤلاء المناضلون لمقاضاة بعض الكتاب الذين ألصقوا بحقهم من التهم ما لا حصر له دون مسوغات قانونية أو أدلة مادية بل إن بعض الكتاب اعتمدوا على روايات (المقايل) لتقييم قضايا خطيرة وإلصاقها برموز وطنية مهما اختلفنا معها فإن من حقها علينا الاحترام والتبجيل .. إن كنا نؤمن فعلا بفكرة المواطنة والشراكة. لكن أن يطالب بعضنا بحوار وطني شامل نشرك بموجبه كل الفعاليات في الداخل والخارج دون استثناء ثم إن ذكرنا الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشي سرعان ما تنقلب الأمور رأسا على عقب والمؤسف هنا أنه وقبل قرابة شهر من اليوم خضنا أنا وأحد الزملاء نقاشا حادا حول ( الحوار الوطني وشراكة من تسببوا بحرب صيف العام 1994م وحرب صعدة وهذه البؤر الإجرامية التي تقطع الطريق وتنتهك القوانين والأعراض وتعرض المصالح الوطنية للخطر ) وقد أصر ( زميلي ) على حق كل هؤلاء في المشاركة ليفاجئني قبل أيام بحملة قاسية شنها عبر بعض الصحف بحق الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشيوقد نسب ( زميلنا) للرائد عبدالله عبد العالم من الجرائم والتهم ما يفوق تلك التي صدرت بموجبها أحكام ضده في قائمة قوامها ( 33 متهما بالخيانة العظمى ) حينها واتساقا مع مناخ وثقافة تلك المرحلة الخطيرة من مسارنا الوطني الذي لو لم ينتشلنا منه فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله- حينها لما كانت ربما اليمن اليوم بهذا المناخ الحضاري والإنساني ..
أعود وأقول فقط من باب التذكير أن قائمة التهم شملت _حينها _ الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي وبجانبهما ( 31 شخصية ) وطنية آخرى والمؤسف أن في تلك القائمة من توفاهم الله وآخرين سقطت الأحكام بحقهم تلقائيا بقيام الوحدة وقد شارك بعض منهم في الحكم في دولة الوحدة وفيهم وها هم بيننا يعيشون بكامل حريتهم ليقتصر الأمر على الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي وفيما عاد الأخير من أيام لزيارة وطنه وذويه فإن الصحف ما انفكت تبشر بشر مستطير للرجل وليس لكل هذا دواع أخلاقية أو وطنية أو حتى سياسية فيما عودة الأخ عبد الرقيب القرشي فتحت شهية البعض لتسويق المزيد من الأساطير حول واقعة أقول عنها جازما وصادقا وحياديا أن الخوض فيها وفي الضحايا الشهداء الذين نعزهم ونجلهم ونقدر مواقفهم الوطنية العظيمة وهي مواقف تفوق مليون مرة مواقف من يتمسحون بهم اليوم مع الأسف فإن أولئك الشهداء الأبطال يتلقون الكثير من الإساءة والانتقاص حين نربط قضيتهم بفرد أو بضعة أفراد ونتناولهم وكأنهم لم يكونوا رموزا وطنية ووجاهية افتدوا الوطن بدمائهم طواعية بل إن طريقة (تناول سيرتهم) تبدو وكأنهم لم يكونوا أكثر من مجرد ( وكلاء شريعة) ذهبوا ضحية لمنازعات ذاتية مع آخرين نعم هكذا يختزل بعضنا تضحيات أولئك الأبطال وربطها ببضعة افراد وحسب ..!!
بيد أن الذين يقفون في وجه قرار عودة الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي لا ينطلقون في مواقفهم هذه للأسف من حسابات وطنية صادقة بقدر ما يتعمدون ترحيل الاحتقانات للأجيال القادمة في تصميم على جعل نوافذ الأزمات مفتوحة لوقت الحاجة لا أقول هذا انطلاقا من حسابات سياسية أو قبلية لأن الرائد عبد الله عبد العالم لا يستند لحزب ولا لقبيلة ومثله الأستاذ عبدالرقيب القرشي ولكن أقول إن من يعارض فكرة الانسجام الوطني الكلي ويتعامل مع القضايا والرموز الوطنية بقدر من انتقائية إنما من يفكر بهذه الطريقة ويعمل بهذا الاسلوب بوعي أو بدونه هو يعمل لتأسيس مقومات لأسس شرعية قد يستند إليها ذات يوم من يقومون وقاموا بأعمال إجرامية مشهودة بحق الوطن والشعب والتحولات وهذا لمن يجهل يمكن أن نطلق عليه التأسيس الاستباقي للأزمات القادمة طالما يتعاطى هؤلاء فقط مع الرموز النضالية وبهذه الطريقة والأساليب التي لا تعكس فهماٍ ولا رؤى وطنية ولا رمزية في مداولات التعامل الانتقائي المثير التي تسيء لأصحابها أكثر بكثير مما يتوهم البعض أنها تسيء لمن تستهدف في الأصل هذه السلوكيات وهنا فقط أحب أن أشير (للزميل ) الذي قال إن الرائد عبد الله عبد العالم ارتكب مجزرة بيده داخل القيادة العامة للقوات المسلحة في صنعاء بحق مجموعة من الضباط عام 1975م .. فقط أقول للزميل وهو يعرف نفسه جيداٍ (أتحداك) أن تأتينا باسم واحد فقط من أسماء هؤلاء الضباط .. وللموضوع صلة.<