ضاق صدري بما يحويه قلبي ويدوي به عقلي ويعذب ضميري محاولاٍ بكل جهد الوصول إليكم لكن للأسف لم أستطع مما جعلني ألجأ إلى هذه الطريقة وقد تكون غير لائقة ولكنها وسيلتي الوحيدة.
فخامة الرئيس: لقد صنعت تاريخاٍ مشرقاٍ وحفرته بصفحات التاريخ بحروف من ذهب ولن ينسى الوطن وكل أبنائه الشرفاء ما قدمته وصنعته من أجلهم رغم كل ما يحيط بنا من مؤامرات دنيئة فأنت جعلت من قلبك وطناٍ كبيراٍ يتسع للجميع وأنت من علمنا حب الوطن وحقيقة ولائنا له والحفاظ عليه.
يا فخامة الرئيس: نحن ندرك ونستشعر حجم ما تقدمه أنت لهذا الوطن ونعرف مقدار ما يأخذه من حيز اهتماماتك ونحس بالألم والعذاب الذي أنت فيه بسبب ما يجري من تآمر حاقد دنيء على وطننا من الداخل والخارج بل إننا -وهذا شأن كل مواطنُ شريف- نعيش ونقاسي الألم والعذاب ذاتهما لعلِ هذا ما أؤمن به وأنا أفكر في حاضر اليمن ومستقبلها وما مر ويمر به مما جعلني أخيراٍ ألجأ إلى صياغة حقائق الواقع في أجزاء تعكس رؤيتي التي أتشربها من أرض الواقع بل وأعيش مرارتها وأكتفي هنا بطرفُ منها يتمثل في النقاط التالية:
بعد صيف 1994م وبعد تثبيت دعائم الوحدة بالدم بقى المواطن يتطلع بأمل شديد لمستقبل زاهر وحياة رغيدة وهنيئة وآمنة وللأسف الشديد من حينها إلى اليوم ونحن في (تقهدات)….فالذي بات مكشوفاٍ بل ملموساٍ هو أن المستقبل الذي كان ينتظره الجميع قد مرِ…ولكن على أشخاص وفئات محدودةُ لهم ولأولادهم لا ندري تحت أي مسمى ولا ما هي الآلية التي على ذلك وفقاٍ لها: هل المناطقية¿ الشللية والوساطة¿ أم المذهبية أم ماذا¿ وكأنهم ينظرون للآخرين بأنهم خلقوا في محبتهم يضحون ويعملون لراحتهم.
سطو على الأراضي هنا وهناك!! من قبل من¿ وعلى من¿!
قضايا الشباب وظاهرة انخراطهم بتنظيم القاعدة هل سألتم ماهي الأسباب والدوافع¿ أليست هي ظروف المعيشة التي يمرون بها¿ أليس هذا بسبب التهميش للعامة وعدم الاهتمام بحياتهم من كل الجوانب.
اشتعلت الحرب في بعــــض مناطق صعدة لأسباب الجميع يعرفها وانتهت الحرب وقْبـــض على المتمردين وصدر قراركم الكريم بالعفو.
اشتعال حـــــــرب ثانية بصعدة ولكنها أوسع والتمرد أكبر…وقدمت فيـــــها ضحايا بشــــــرية ومادية كبيرة وانتهت وصدر قراركم الكريم بالعفو.
حرب ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وكل حرب تصبح أوسع من ذي قبلº ضحاياها أكثر من سابقاتها وفي كل مرة تعويضات لأنصار التمرد ودخول وساطات دولية جعلت من المتمردين طرفاٍ ونداٍ معترفاٍ به وهذه لن ينساها التاريخ.
ضحايا التمرد يعوضون وأفرادهم يدعمون وجنود الوطن كأن دماءهم ليس لها أي معنى¿ ألا يعدْ هذا ظلماٍ وإجحافاٍ في حق كل مواطن¿ أليس لهم مشاعر وقلوب يتأثرون ويتألمون¿.
20٪ من إجمالي ما أنفق في حرب صـــــعدة من أموال كان بالإمكان أن يتم به بناء سور بارتفاع 20مترا على كل محافظة صعدة وهذا مجرد إشارة إلى حجم الخسائر والنفقات ترى كم ألف أسرة يمــــنية فقـــــيرة كانت ســتعيش من خلال هكذا نفقات.
من المؤسف أن من يؤجج هذه الحرب هم قيادات يجنون من ورائها مبالغ طائلة والمواطن يلمس هذا ويسكت.
تشعب المشاكل في بعض مناطق الجنوب تمرد وقطع للطريق و……إلخ لماذا¿
السبب قد يعرفه الجميع وهو استخدام مبدأ الثواب والعقاب بالمقلوب إثابة المسيء المخرب ومعاقبة الشريف الوطني فلم نسمع يوماٍ بأنه تم ترقــــية وتكريم أي وطني شريف فما يحدث هو العكس إرضاءٍ لحججهم الواهيـــة وهذا جعل كل وطني شريف يسعى لأن يكون مخرباٍ وعميلاٍ من أجل أن يكافأ بالمال والسيارة والمنصب.
فخامة الرئيــــس: مفاجأتكم الأخيرة للشـــعب بمناسبة الذكرى العشرين للوحــــدة المباركة بعفوكم الشامل كانت صدمة وكارثة في أوســــاط العامة أفقدتهم حلاوة الاحتفال بالوحدة المباركة.
يافخامة الرئيس: إن حرصكم على ما أنجزتموه وصنعتموه للوطن والحفاظ عليه لشيء عظيم ولكن نتمنى ألا يكون على حساب الوطن والمواطن فعفوكم الذي صدر كان في صالح أناس لا يستحقون أن يدفنوا بتراب وطننا المقدس بل يجب أن يحرقوا ويذر رمادهم بالبحار كي لا يدنسوا تراب يمننا الغالي…لا أن يعفى عنهم.
فخامة الرئيس: عهدناكم حكيماٍ شجاعاٍ(فالنور الرباني لا أحد يستطيع أن يحجبه ولما قدمتموه صار بأمر رباني وصار مثل شمس السماء لا يستطيع شراذم من الحاقدين أن يحجبوا هذا النور).
سامحني يافخامة الرئيس فحبي للوطن ولكم أكثر من نفسي وأهلي وهو ما دفعني لهذا الواجب.
و رســالتي ما زالت طــــويلة ولم تكتمل فإن اتيحـــــت لي فرصـــة لأكتب بقية أجزائها فما زال للحديث بقية..هذا ودمتم…
سعد أحمد دحقه
جامعة ذمار