نــور باعباد
مازالت أمنية كلما ارى بصمات باهثة تبحث عن ملامح أكثر بروزا في خضم الحراك التنموي كونها تتعلق بالشأن الوطني و تثمثل باضطلاع قيادات السلطة المحلية المنتخبة والتنفيذية بمهامها وإكسابها مهارات إلا ان ذلك لم يصل إلى مستوى من التدريب والتأهيل بأساسيات العمل الاداري والتنظيمي والفني من خبرات ومفاهيم التنمية والإدارة والتخطيط واتخاد القرار وكذا استخدام مهارات الكمبيوتر والإنترنت وخلق الشخصية المنشودة وتعزيز انتمائها لثقافة السلطة المحلية كمشروع وطني كونه ليس بكاف ان تتوعى هذه القيادات بقانون السلطة المحلية وهي لاتستوعب ابجديات عملها ولعل إغفال توعيتها جعل هذه القيادات غائبة عن الاحتياجات التنموية وحاضرة في الاجتماعات لجماعات الضغط في ترشيح معين او مناقصة محددة أو تحزيب للسلطة!!! وهو مالا أتمناه
إن مربط الفرس في أن هناك توجهات في تحقيق نقلة أعلى -حكم واسع الصلاحيات – ليس من السهل الوصول إليه ومن وجهة نظري فإن افتقاد التجربة الحالية لكثير من العون وتسخيرها لمكاسب نفعية,جعل مخرجاتها متواضعة وحرجة. كنت أتمنى أن تنهض هذه القيادات بذاتها وتعزز دورتها الانتخابية بأداء متمكن يلبي مصالح المواطنين وفي نشاط آخر يتسم بالمراجعة والتقييم والرقي يغلب المصلحة العامة.
إن التجربة بقدر ما تحتاج فلا ينبغي أن تتسم بالانغلاق والتعصب ورفض الآخر بل انعاش وتنفيذ برامج تستوعب احتياجات المجتمع ووضع المقارنات لنوع ومستوى الخدمة المقدمة. كما أن تجربة المحليات وبالذات الجهد الشعبي واستشعار دوره السابق وتغطيته لكثير من الاحتياجات واشكالية عدم الاستفادة منه وتهميش هذا الدور هو احتياج ضروري في تسخير طاقات المجتمع .
هذه خلاصة لنقاش حيوي شهده مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل حضره لفيف من الشخصيات الأكاديمية والإدارية تمهيدا لإجراء دراسة حول التجربة بعيدا عن الحماس مع او ضد فأن الحضور العملي يتحتم أن تقرب الصورة أكثر لمعرفة الواقع. لذا أضع بعض الأسئلة .
* ماذا لو تم النزول متعدد الجهات الى الشارع المدرسة والمستشفى للاطلاع على الخدمة المقدمة من قلتها وانعدامها.
* لماذا تحولت معظم الأرصفة المسفلتة وغير المسفلتة الى مكبات قمامة ومخلفات بناء وغاب المظهر الحضاري
* لماذا لا يستقطب الشباب لخدمة الحي الذي يسكنه وحتى لايكون سلبيا بحيث تتم حملات للنظافة يتقدمها الشباب والشخصيات المجتمعية وأن توضع ضوابط بتجنب الاساءة للشارع مرة آخرى.
* كيف نوقف الأطفال عن ظاهرة ممارسة السواقة ونحقن دماءهم ونحمي أرواحهم والأخرين من ذلك الاستهتار المتعمد.
* كيف نمنع التلوث بدءا من السيارات المخالفة وهي تنفث دخانها ومرورا بروائح كريهة يحرج المرء منها في بلد مسلم
* لماذا يمارس المواطن تصرفا غير حضاري فيقف حيث يشاء بسيارته ويرمي القمامة حيث يشاء في بلده ولا يقوم بذلك في الخارج هل رخصت المواطنة عنده وغلت الاقامة في بلد الغير أم هي العقوبات الرادعة.
* لماذا لاتمارس الشفافية وتعرض المجالس المحلية تقارير إنجاز وتعود المواطن على الصراحة والمكاشفة.
* أين هو مبدأ الثواب والعقاب
أن حال أماكننا العامة يندى لها الجبين وصار هناك تطبيع وتطبع في سلوكيات السكان-تعايش- فيمارسون كما وكيف ومتى يشاؤون دون اعتبار واحترام للوازع الديني والخلاقي أن الأمر يحتاج أن تحاسب السلطة المحلية نفسها وتعالج القصور وإن تضع الجهات المعنية ذلك القصور محط علاج وتدريب لكيفية الاداء الفاعل الذي يلبي الاحتياج ويحول المواطن من حالة التلقي والانتظار الى حالة المشاركة والالتزام.
إن نظرة لتطور المجتمعات المجاورة والبلدان المتقدمة يدرك أن التنشئة والمحاسبة وغرس قيم حب النظام والرقي بالوطن هو الأساس وهو التطبيق الفاعل للأهداف السياسية والتنموية..