لا يمكن الحديث عن أي استراتيجية قادرة وفاعلة على مكافحة الفساد ما لم تكن هناك مناخات سياسية تشريعية هادئة تمهد الطريق لأي معطيات تستهدف تجفيف منابع الفساد وتحد منه فالواضح أن التنافر والاحتقان السياسي جراء توقف الحوار السياسي بين الأحزاب سيزيد من تأزيم الأوضاع ويخلق مزيداٍ من الصراعات والاصطدامات التي لا تخدم أحداٍ في السلطة والمعارضة بل على العكس من ذلك تفتح الطريق أمام أولئك الذين تعودوا على ممارسة سياسات الابتزاز والتسلق والارتزاق على حساب مصالح الوطن السياسية والاقتصادية. ولا بد هنا من تهيئة الأجواء السياسية التي من شأنها إفساح الطريق أمام أي محاورات وخطط من شأنها الحد من مظاهر وأشكال الفساد لأنه لا يمكن الحديث عن استراتيجية مكافحة الفساد إذا كان هناك فساد سياسي طاغُ على المشهد العام في البلاد ذلك أن الفساد في السياسة هو البوابة التي من خلالها يتم دخول وتغلغل وانتـشار بقية مظاهر الفساد في مناحي الحياة الاقتصادية والتنموية إذ ثبت أن استقرار الأوضاع السياسية وإشاعة مناخات الثقة والتوافق والاتفاق على جملة القضايا الخلافية هو الحل الاسلم لخوض معاركنا مع التنمـية ومكافحة الإرهاب والفساد والقرصنة بعيداٍ عن المكايدات والمزايدات التي أهدرت الكثير من الوقت والجهد وجعلتنا حديث القاصي والداني..
سمير الفقيه