أربعائيات
بؤر التطرف!
نــور باعباد
> يمكن القول إن التطرف هو وضع وعمل غير طبيعي وهو استثنائي عن المعهود وليس بالضرورة أن يكون سياسياٍ دينياٍ اجتماعياٍ بل قد يكون أيضاٍ إدارياٍ وفي مفاصل العمل الحكومي المركزي والمحلي!!
إننا أمام تصرف متطرف في إدارة الدولة وفي الوقت الذي تسعى الدولة إلى توجه جديد وتسعى اليمن لتعميمة بل وتوسيعه من لا مركزية في إدارة واستخدام الصلاحيات للمجالس المحلية إلى حكم محلي واسع الصلاحيات ولكن وربما من وجهة نظري أن هذه التجربة للمجالس المحلية لم يشتد عودها بعد ولم تؤسس بعد لحكم محلي لا يضطر المواطن للجوء إلى السلطة المركزية أو الشكوى لأي جهة وتعبر وتنفذ احتياجاته ومتطلباته بل إن السلطة المحلية لم تستوعب من خلال أعضائها حاجة الفقراء وتتعسف بهم أشد تعسف تارة بالنظافة وتارة أخرى في المنظر الحضاري والتنمية السياحية وكذا وكذا وفي الأخير لا طلنا هذا ولا ذاك ليس بسبب هذا الفقر الذي يقتات من عربة يبيع عليها فاكهة أو دراجة يوصل الناس إنهم مقدمو خدمة يفترض على السلطة المحلية أن تنظم خدماتهم وأنها قبل هذا وذاك تلزم الأطراف الأخرى بعدم تشويه الوجه الحضاري للبلد فهناك آخرون يرمون بالمخلفات وهناك آخرون لا يلتزمون بالوقوف الصحيح والحركة المنظمة.. وهناك عادات تعود المواطن على أن يأخذ خدمته من أولئك يفترض على الأداة التنفيذية للسلطة المحلية أن تراقب وتحسن الأداء وتضع ضوابط لتقديم هذه الخدمات لا أن تمنع وتحارب هؤلاء العمال اليوميين ومقدمي الخدمة وتقمعهم في أن تصادر ما يبيعونه من فواكه وخضار ووسائل نقل وبيع.. هل فكرت السلطة المحلية من منتخبين ومنفذين أنهم يمارسون تطرفاٍ إدارياٍ ولا يعبرون عن انتمائهم للقاعدة الشعبية التي انتخبتهم.. ماذا سيقولون عند القيام بالتحضير للدورة الانتخابية القادمة لهؤلاء كيف سيبررون قمعهم وهل الحقوهم بمستحقات الرعاية الاجتماعية¿
في إحدى الحملات الجبارة صادرت السلطة المحلية معدات ووسائل البيع وطلبت مني زوجة أحد البائعين التوسط لأسترجاع ما صادرته البلدية من عربية وأدوات وعندما ذهبت هي لتستلمها كانت مفارقة مؤلمة أن البلدية تعيد طلاء العربيات لتطمس هويتها عن مالكيها وتوزعها على أقسامها بل إنها – هذه المرأة – رأت عربيات رفقاء زوجها وجيرانها البائعين.. ألا يدفع هذا العمل اولئك البسطاء الشرفاء للحقد والتطرف ضد النظام وهذه السلطة الشعبية المزعومة التي تدعي أنها تمثلهم إن كان الأمر كذلك..
ماهي الوسائل والطرق لتمكين أولئك من فرص العمل والتخفيف من الفقر والخروج من دائرته وبالتالي تعزيز الانتماء للوطن والديمقراطية ¿
إن الأمر مؤلم أن تتعزز الفوارق الاجتماعية والطبقية في بلد يؤمن بدين واحد يلتقي أبناؤه على الاحترام وتمجيد العمل الشريف وينبذ الفقر والتطرف ويحب السلم الاجتماعي والتكامل..
هذا هو منبع التطرف وزرع الكراهية وقد لا تدرك السلطة أبعاد ومسببات ذلك ولكن المهم أن تتدارك فاليمن لا تحتاج لتوسيع قاعدة التطرف واللجوء إلى بؤر تغذيتها واليمن تحتاج للعدل وإشاعة الحق وتحتاج أن ينعم أبناؤها باليمن السعيد وخيراته والتنمية المستدامة.
هل هم المتسببون الرئيسيون في تشويه الوجه الحضاري السياحي.. هل هم المعيقون عن تنظيف الشوارع¿.. ما حجم مخلفاتهم.. أين هم ممن يرمون من النوافذ والأبواب حتى تحسب أن الشارع هو برميل قمامة¿.. أفلا تدرك هل لم يدرك بعد قيادة السلطة المحلية أنها تقطع أرزاق عوائل خاصة أن زيادة السكان عندنا وبين الفقراء ترفد الحياة ببطالة وعمالة غير مؤهلة¿.. هل جلست مع أولئك لتعرف مسببات عملهم من خلال هذه المهن الهامشية المعرضة للمصادرة والتوقف وما هي بدائلها لحفظ كرامة المواطن من البيع المذل والكرامة المهدورة.. نحن لسنا في بلد يقدم ضماناٍ اجتماعياٍ مالياٍ لمن لا عمل له.. فهل تدرك هذه السلطة أنها تدفع أولئك إلى السرقة والمخدرات والتطرف والتسول لا تعالج الأمور بهذه الوسيلة الفجة والمتطرفة.. فهل لو صادرت ومنعت أولئك من مصدر الرزق سترسم وجهاٍ حضارياٍ للبلد.. هل ستوفر لهم مصدر رزق مثل إعطائهم مفارس في الأسواق.. وهل ستوفر لهم قروضاٍ ينشئون منها دكاكين لهم وفرص العمل التي يفترض أن تتحقق ليوفروا خدمة ويحصلوا على رزق يعيلهم وأولادهم.
هل ستدرس مستوياتهم التعليمية خاصة أن بعضاٍ منهم جامعيون¿.. هل ستقدم فرصاٍ من القرى النموذجية التي تتم في بعض البلدان لترسل وتدمج الشباب منهم في فرص عمل وفي استصلاح أراضُ كون بعضهم خريجي معاهد زراعية ومهنية وفنية..<
نــور باعباد
> يمكن القول إن التطرف هو وضع وعمل غير طبيعي وهو استثنائي عن المعهود وليس بالضرورة أن يكون سياسياٍ دينياٍ اجتماعياٍ بل قد يكون أيضاٍ إدارياٍ وفي مفاصل العمل الحكومي المركزي والمحلي!!
إننا أمام تصرف متطرف في إدارة الدولة وفي الوقت الذي تسعى الدولة إلى توجه جديد وتسعى اليمن لتعميمة بل وتوسيعه من لا مركزية في إدارة واستخدام الصلاحيات للمجالس المحلية إلى حكم محلي واسع الصلاحيات ولكن وربما من وجهة نظري أن هذه التجربة للمجالس المحلية لم يشتد عودها بعد ولم تؤسس بعد لحكم محلي لا يضطر المواطن للجوء إلى السلطة المركزية أو الشكوى لأي جهة وتعبر وتنفذ احتياجاته ومتطلباته بل إن السلطة المحلية لم تستوعب من خلال أعضائها حاجة الفقراء وتتعسف بهم أشد تعسف تارة بالنظافة وتارة أخرى في المنظر الحضاري والتنمية السياحية وكذا وكذا وفي الأخير لا طلنا هذا ولا ذاك ليس بسبب هذا الفقر الذي يقتات من عربة يبيع عليها فاكهة أو دراجة يوصل الناس إنهم مقدمو خدمة يفترض على السلطة المحلية أن تنظم خدماتهم وأنها قبل هذا وذاك تلزم الأطراف الأخرى بعدم تشويه الوجه الحضاري للبلد فهناك آخرون يرمون بالمخلفات وهناك آخرون لا يلتزمون بالوقوف الصحيح والحركة المنظمة.. وهناك عادات تعود المواطن على أن يأخذ خدمته من أولئك يفترض على الأداة التنفيذية للسلطة المحلية أن تراقب وتحسن الأداء وتضع ضوابط لتقديم هذه الخدمات لا أن تمنع وتحارب هؤلاء العمال اليوميين ومقدمي الخدمة وتقمعهم في أن تصادر ما يبيعونه من فواكه وخضار ووسائل نقل وبيع.. هل فكرت السلطة المحلية من منتخبين ومنفذين أنهم يمارسون تطرفاٍ إدارياٍ ولا يعبرون عن انتمائهم للقاعدة الشعبية التي انتخبتهم.. ماذا سيقولون عند القيام بالتحضير للدورة الانتخابية القادمة لهؤلاء كيف سيبررون قمعهم وهل الحقوهم بمستحقات الرعاية الاجتماعية¿
في إحدى الحملات الجبارة صادرت السلطة المحلية معدات ووسائل البيع وطلبت مني زوجة أحد البائعين التوسط لأسترجاع ما صادرته البلدية من عربية وأدوات وعندما ذهبت هي لتستلمها كانت مفارقة مؤلمة أن البلدية تعيد طلاء العربيات لتطمس هويتها عن مالكيها وتوزعها على أقسامها بل إنها – هذه المرأة – رأت عربيات رفقاء زوجها وجيرانها البائعين.. ألا يدفع هذا العمل اولئك البسطاء الشرفاء للحقد والتطرف ضد النظام وهذه السلطة الشعبية المزعومة التي تدعي أنها تمثلهم إن كان الأمر كذلك..
ماهي الوسائل والطرق لتمكين أولئك من فرص العمل والتخفيف من الفقر والخروج من دائرته وبالتالي تعزيز الانتماء للوطن والديمقراطية ¿
إن الأمر مؤلم أن تتعزز الفوارق الاجتماعية والطبقية في بلد يؤمن بدين واحد يلتقي أبناؤه على الاحترام وتمجيد العمل الشريف وينبذ الفقر والتطرف ويحب السلم الاجتماعي والتكامل..
هذا هو منبع التطرف وزرع الكراهية وقد لا تدرك السلطة أبعاد ومسببات ذلك ولكن المهم أن تتدارك فاليمن لا تحتاج لتوسيع قاعدة التطرف واللجوء إلى بؤر تغذيتها واليمن تحتاج للعدل وإشاعة الحق وتحتاج أن ينعم أبناؤها باليمن السعيد وخيراته والتنمية المستدامة.
هل هم المتسببون الرئيسيون في تشويه الوجه الحضاري السياحي.. هل هم المعيقون عن تنظيف الشوارع¿.. ما حجم مخلفاتهم.. أين هم ممن يرمون من النوافذ والأبواب حتى تحسب أن الشارع هو برميل قمامة¿.. أفلا تدرك هل لم يدرك بعد قيادة السلطة المحلية أنها تقطع أرزاق عوائل خاصة أن زيادة السكان عندنا وبين الفقراء ترفد الحياة ببطالة وعمالة غير مؤهلة¿.. هل جلست مع أولئك لتعرف مسببات عملهم من خلال هذه المهن الهامشية المعرضة للمصادرة والتوقف وما هي بدائلها لحفظ كرامة المواطن من البيع المذل والكرامة المهدورة.. نحن لسنا في بلد يقدم ضماناٍ اجتماعياٍ مالياٍ لمن لا عمل له.. فهل تدرك هذه السلطة أنها تدفع أولئك إلى السرقة والمخدرات والتطرف والتسول لا تعالج الأمور بهذه الوسيلة الفجة والمتطرفة.. فهل لو صادرت ومنعت أولئك من مصدر الرزق سترسم وجهاٍ حضارياٍ للبلد.. هل ستوفر لهم مصدر رزق مثل إعطائهم مفارس في الأسواق.. وهل ستوفر لهم قروضاٍ ينشئون منها دكاكين لهم وفرص العمل التي يفترض أن تتحقق ليوفروا خدمة ويحصلوا على رزق يعيلهم وأولادهم.
هل ستدرس مستوياتهم التعليمية خاصة أن بعضاٍ منهم جامعيون¿.. هل ستقدم فرصاٍ من القرى النموذجية التي تتم في بعض البلدان لترسل وتدمج الشباب منهم في فرص عمل وفي استصلاح أراضُ كون بعضهم خريجي معاهد زراعية ومهنية وفنية..<