تقاسيم
من قطع الأغصان إلى قطع الرقاب!!
أنور نعمان راجح
> البداية كانت بفضيلة التعاون كقيمة دينية وأخلاقية لها نتائجها الإيجابية على الأفراد والمجتمعات وقد أسهب خطيب الجمعة في سرد فوائد التعاون ولا خلاف على ما ذكر منها وما لم يذكر كإيجابيات وفوائد نأمل أن تجد طريقها إلى وعي الناس وسلوكياتهم..
المشكلة هي أن ينسى الخطيب أو يتناسى أن الكثير ممن يستمعون إليه هم من بسطاء الناس وعياٍ وإدراكاٍ وعلماٍ ومعرفة.. فيذهب بعيداٍ في سياق كلامه لتأخذ الخطبة دوراٍ تحريضياٍ على المجتمع قد يؤدي إلى مصائب وعواقب وخيمة إذا أخذ حديث المتحدث (الخطيب) على أنه فتوى وهكذا كان أسلوب الخطيب وهو يعتلي منبر الجمعة بادئاٍ بأهمية التعاون كمقدمة لما كان ينوي تمريره في سياق الحديث سواء كان يقصد ذلك أم لا يقصد فمن أين للجاهل أن يفهم مقاصد الكلام طالما رأى في المتحدث قدوة حسنة وظن أنه لا يخطئ وسلم بما يقوله المتحدث دون تفكير أو تأمل..
الخطيب اتجه في حديثه عن التعاون إلى غصن شجرة كان يؤذي المارة من المسلمين في طريقهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقطعه أحد المسلمين حتى لا يؤذي الناس فدخل بذلك الفعل الجنة إلى هنا لا غبار على ما قال وقد استشهد بما صح من الأحاديث حسب قوله.. لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد الجميل بل ذهب الخطيب بعيداٍ عن المعنى والدلالة في الموضوع وعمل على توظيف الحدث لصالح فكرة أخرى أراد إيصالها إلى الناس دون حساب منه لاختلاف الفهم عند الحاضرين حيث قال: إن قطع غصن شجرة من الطريق العام للمسلمين كان جزاؤه الجنة فكيف بمن يقطع من يؤذي الناس من الناس في هذا البلد وذكر أمثلة على ما يقول وإذا بكلامه يصب في الدعوة لأن يقتل الناس بعضهم بعضا ليدخلوا الجنة اقتداءٍ بقاطع غصن الشجرة.. وأكد المتحدث على أن أذى الغصن لا يساوي شيئاٍ من أذى وشر الذين ذكرهم في حديثه ولم يذكر متمرداٍ على المجتمع والدولة وربما أنه أظهر اعتراضاٍ غير مباشر على قتال المتمردين ولم يذكر الخطيب قاطع طريق ليجري قطعه تقرباٍ إلى الله ولم يذكر قاتلاٍ ولا مجرماٍ ولكنه ذكر فئات من المجتمع مسقطاٍ كلامه عليها وهناك كانت المشكلة وكانت المصيبة فالذين ذكرهم لا يجب أن تْعالج سلبياتهم إن صحت بأسلوب القطع (القتل) كما يفهم المستمع كما أن خطيب الجمعة لم يستدرك كلامه لحظتها أو في الخطبة التالية ليقول للناس أنه لا يدعو للفوضى والقتل ولم يذكر دلالة كلامه حتى يفهم من لم يفهم وحتى لا يستغل المرضى والمعتوهون والمجرمون كلامه على أنه فتوى فيمارسون إجرامهم من باب التقرب إلى الله ورغبة في الجنة التي فتحها الخطيب لكل من يمارس أسلوب قطع النفوس والأنفاس طالما كان الطرف الآخر واقعاٍ تحت تصنيف خطيب الجمعة وفي نطاق فهم المستمع..
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يلقى بالكلام على عواهنه دون حساب ودون اعتبار لما قد يحدث بناءٍ عليه حين يساء الفهم¿
أم أن سوء القصد يقتضي ذلك في الزمن والمقام¿¿.<
أنور نعمان راجح
> البداية كانت بفضيلة التعاون كقيمة دينية وأخلاقية لها نتائجها الإيجابية على الأفراد والمجتمعات وقد أسهب خطيب الجمعة في سرد فوائد التعاون ولا خلاف على ما ذكر منها وما لم يذكر كإيجابيات وفوائد نأمل أن تجد طريقها إلى وعي الناس وسلوكياتهم..
المشكلة هي أن ينسى الخطيب أو يتناسى أن الكثير ممن يستمعون إليه هم من بسطاء الناس وعياٍ وإدراكاٍ وعلماٍ ومعرفة.. فيذهب بعيداٍ في سياق كلامه لتأخذ الخطبة دوراٍ تحريضياٍ على المجتمع قد يؤدي إلى مصائب وعواقب وخيمة إذا أخذ حديث المتحدث (الخطيب) على أنه فتوى وهكذا كان أسلوب الخطيب وهو يعتلي منبر الجمعة بادئاٍ بأهمية التعاون كمقدمة لما كان ينوي تمريره في سياق الحديث سواء كان يقصد ذلك أم لا يقصد فمن أين للجاهل أن يفهم مقاصد الكلام طالما رأى في المتحدث قدوة حسنة وظن أنه لا يخطئ وسلم بما يقوله المتحدث دون تفكير أو تأمل..
الخطيب اتجه في حديثه عن التعاون إلى غصن شجرة كان يؤذي المارة من المسلمين في طريقهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقطعه أحد المسلمين حتى لا يؤذي الناس فدخل بذلك الفعل الجنة إلى هنا لا غبار على ما قال وقد استشهد بما صح من الأحاديث حسب قوله.. لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد الجميل بل ذهب الخطيب بعيداٍ عن المعنى والدلالة في الموضوع وعمل على توظيف الحدث لصالح فكرة أخرى أراد إيصالها إلى الناس دون حساب منه لاختلاف الفهم عند الحاضرين حيث قال: إن قطع غصن شجرة من الطريق العام للمسلمين كان جزاؤه الجنة فكيف بمن يقطع من يؤذي الناس من الناس في هذا البلد وذكر أمثلة على ما يقول وإذا بكلامه يصب في الدعوة لأن يقتل الناس بعضهم بعضا ليدخلوا الجنة اقتداءٍ بقاطع غصن الشجرة.. وأكد المتحدث على أن أذى الغصن لا يساوي شيئاٍ من أذى وشر الذين ذكرهم في حديثه ولم يذكر متمرداٍ على المجتمع والدولة وربما أنه أظهر اعتراضاٍ غير مباشر على قتال المتمردين ولم يذكر الخطيب قاطع طريق ليجري قطعه تقرباٍ إلى الله ولم يذكر قاتلاٍ ولا مجرماٍ ولكنه ذكر فئات من المجتمع مسقطاٍ كلامه عليها وهناك كانت المشكلة وكانت المصيبة فالذين ذكرهم لا يجب أن تْعالج سلبياتهم إن صحت بأسلوب القطع (القتل) كما يفهم المستمع كما أن خطيب الجمعة لم يستدرك كلامه لحظتها أو في الخطبة التالية ليقول للناس أنه لا يدعو للفوضى والقتل ولم يذكر دلالة كلامه حتى يفهم من لم يفهم وحتى لا يستغل المرضى والمعتوهون والمجرمون كلامه على أنه فتوى فيمارسون إجرامهم من باب التقرب إلى الله ورغبة في الجنة التي فتحها الخطيب لكل من يمارس أسلوب قطع النفوس والأنفاس طالما كان الطرف الآخر واقعاٍ تحت تصنيف خطيب الجمعة وفي نطاق فهم المستمع..
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يلقى بالكلام على عواهنه دون حساب ودون اعتبار لما قد يحدث بناءٍ عليه حين يساء الفهم¿
أم أن سوء القصد يقتضي ذلك في الزمن والمقام¿¿.<