في انطباعاتهم عن اليمن
أعضاء الوفد الإعلامي لجزر القْمْر:
الإعلام اليمني متطور ويتمتع بالجودة والمهنية
> في إطار البرنامج التدريبي الذي نفذه معهد التدريب والتأهيل الإعلامي الأسبوع الفائت كان من ضمن المشاركين وفد إعلامي من جزر القْمْر وقد أكدوا خلال وجودهم في اليمن وزيارتهم للمؤسسات الإعلامية والصحافية عن كثب أن الصحافة اليمنية تشهد تطورا واضحا في الشكل والمضمون وخلال لقاء »الوحدة« بهم عبروا عن انطباعاتهم الممزوجة بالسرور والارتياح.. وإليكم التفاصيل .
التقتهم/ نجلاء الشعوبي
أحمد محمد عبده صحافي ومخرج في صحيفة الوطن القْمْرية قال: أن هناك تطوراٍ كبيراٍ في الصحافة اليمنية سواءٍ من ناحية المضمون أو الشكل وذلك مقارنة بالصحافة الأفريقية عامة وصحافة القْمْر خاصة وأكد أن زيارته لليمن أعطته الفرصة للاستفادة من العمل الصحافي لا سيما الإخراج الصحافي وفنون الصورة والأفضلية في نشر الأخبار وغيرها من الأساليب الفنية التي تتعلق بالإخراج الصحافي والحصول على الخبرات.
وصف انطباعه لزيارته لليمن بالإيجابي وتمنى أن تسنح له الفرصة لزيارة اليمن مرة آخرى وقد شد انتباهه أخلاق الشعب اليمني من حيث الإجراءات والاستقبال والحفاوة من كافة النواحي وأضاف بأن الصحافيين في جزر القْمْر بحاجة إلى الخبرات اليمنية فجزر القْمْر تفتقر للإمكانيات التي تمتلكها الصحف اليمنية راجياٍ أن تكون هذه الزيارة هي البداية وأن تعمل المؤسسات الإعلامية اليمنية على منح الصحافيين فرصة لزيارة جزر القْمر لأجل تبادل الخبرات.
أما محمد مزى وبون محرر صحافي بجريدة الوطن الحكومية فإنه وجه رسالة إلى اليمنيين ودول الجوار بأن إخوانهم في جزر القْمر بحكم أنها كانت معزولة عن الإعلام العربي فلم يكن هناك خلال العشرين عاماٍ الماضية ما يسمى بالإذاعة التي تبث باللغة العربية وصحيفة تصدر باللغة العربية »كالوطن« ولكن الآن وجد قسم عربي بالإذاعة تصدر عنه ثلاث نشرات بالعربية كذلك قسم خاص باللغة العربية تابع لصحيفة الوطن ووجه في سياق حديثه رسالة إلى إخوانه اليمنيين بأن يدعموهم ويساندوهم لأنهم يعيشون حالة من الصراع الثقافي بين الذين يتخذون الفرنسية لغة وثقافة وآخرين يتخذون العربية لغتهم وثقافتهم ولهذا فهم يشعرون بأن اليمن تقف معهم وتساندهم مما يجعل الجانب الآخر أصحاب الثقافة الفرنسية يعلمون بأنهم يعيشون في محيط إعلامي يساعد إخوانهم العرب في جزر القْمْر.
يضيف: نحن نريد أن تهتموا بنا لأننا في معركة حقيقية فإذا شعرنا أن هناك أناساٍ يقفون إلى جانبنا لاستطعنا أن نمشي خطوات أكثر في جميع المجالات.
رئيس تحرير جريدة »الوطن« بجزر القْمْر شيخ علي حماد اعتبر الإعلام القْمري حديث العهد وإن كان موجوداٍ منذ زمن فقط على مستوى الإذاعات الوطنية وقد عرفت جزر القْمْر الصحافة في عام 1985م وهو العام الذي صدرت فيه أول صحيفة في جزر القْمْر وكانت باللغة الفرنسية وفي عام 2001م تم إلحاق صفحة عربية بالصحيفة الفرنسية وتم تسميتها »الوطن« وكانت حينها ملصقة مع الصحيفة الفرنسية وفي عام 2006م تم فصل الصحيفة العربية عن الصحيفة الفرنسية وأصبحت مستقلة في المضمون والتحرير ما عدا الإدارة وقد أشار إلى أن هدف الإعلام القْْمْْري من هذه الزيارة هو العمل على تطوير أداء مهنة الإعلام في جزر القْمْر التي تفتقر إلى المعاهد والمراكز التدريبية والتأهيلية إلى جانب ذلك تهدف إلى توطيد العلاقات التعاونية بين المؤسسات الإعلامية والصحافية اليمنية والْقمْرية وكذلك لتوطيد العلاقات والتعاون في ما بينهم.
عبر في حديثه لـ»الوحدة« عن أهم القضايا التي تقف أمام الإعلام القْمْري ومنها الإمكانيات المادية والكوادر البشرية لأن أغلب القائمين على العمل الإعلامي غير مؤهلين علمياٍ ومهنياٍ والبعض مؤهلون ولكن ينقصهم التدريب العملي.
بالإضافة إلى افتقار الإعلام القْمْري إلى التجهيزات والأدوات المناسبة للعمل وخاصة في جريدة »الوطن« فرغم أنها تْعتبر صحيفة رسمية إلا أنها لا تمتلك مطبعة خاصة بها فنضطر إلى طباعتها في مطابع الصحف الأهلية مما يسبب عجزاٍ في العائدات وتباع بالخسارة وتكون عدد صفحاتها أربع وهذا بعكس ما إذا كانت الصحيفة تمتلك مطبعة خاصة بها سيكون بوسعنا طباعة صفحات أكثر وستحتوي على أقسام وأبواب أكثر مثل الثقافة والمرأة والطفل والرياضة والأخبار الدولية وغيرها..
مؤكداٍ على احتياجهم للدعم وخاصة من قبل الإعلاميين لتبادل الخبرات وكذلك دور المؤسسات الإعلامية الكبرى في مجال التدريب والتأهيل الإعلامي.
وفي إجابته حول تناول الإعلام القْمْري حادثة سقوط الطائرة اليمنية أجاب: قد يكون الإعلام القْمْري تناول القضية أو الحدث بشكل مؤسف في البداية ولكنه في نفس الوقت كان واقفاٍ إلى جانب أشقاءه اليمنيين وكانت الحكومة مساندة للمسؤولين اليمنيين للخروج من تلك الأزمة وتقديم الدعم الممكن من أجل الوصول إلى المعلومات والحقائق التي سببت سقوط الطائرة والحقيقة أن الإعلام القْمْري لم يْجر إلى الإعلام الغربي في تناوله الحادثة ولكن كان واقفاٍ بجانب التصريحات الرسمية من قبل المسؤولين القْمريين واليمنيين.
وعن سبب الزيارة أوضح شيخ: أنها تأتي في سياق اتفاقية تعاونية بين وزارة الإعلام اليمنية بقيادة الوزير حسن أحمد اللوزي ووزير الإعلام القْمْري السابق محمد علي وهذه هي الدفعة الثانية التي اشتملت على أربعة صحافيين من جريدة »الوطن« وستة صحافيين من إذاعة وتلفزيون جزر القْمر..
العلاقات اليمنية القْْمْرية
هاشم محمد عبداللِه عميد الصحافيين العرب في جزر القْمْر اعتبر أن هذه المشاركة تْعبر عن العلاقات الأصيلة بين الشعبين القْمْري واليمني وكذلك عن مدى استفادة الوفد القْمْري في كافة المهارات التي تدربوا عليها وما وجده من تعاون وتفاعل من كافة الإعلاميين في المؤسسات الصحافية وأكد على وجود أكثر من 70 محطة إذاعية في جزر القْمْر وليس للحكومة إلا أربع وكلها للقطاع الخاص وباللغة الفرنسية وتوجد جرائد للمعارضة ومنظمات المجتمع المدني وباللغة الفرنسية لكن الصحيفة القْمرية الوحيدة الناطقة بالعربية هي صحيفة »الوطن« وهي تعاني مشاكل أكثر مما تعانيه الجرائد الآخرى في ظل صراع قائم بين المثقفين بالفرنسية والمثقفين بالعربية في جزر القْمْر وهما اللغتان الرسميتان في البلاد ولأن هناك تهميشاٍ للغة العربية ظهر الصراع واضحاٍ لأجل إبراز الهوية العربية.
واعتبر عميد الصحافة القْمْرية الإعلام اليمني متقدماٍ بشكل كبير بالنسبة للإعلام القْمْري ولمسوا الحرفنة والحيوية فيه وهو ما أضاف لهم الكثير في الشأن الإعلامي..<