التفاوض تحت تهديد »الزناد«!!¿
علي الريمي
> خيراٍ فعل الفلسطينيون بالتوجه نحو القيام باجراءات – عملية – على أرض الواقع في طريق المصالحة الداخلية بين جناحي الوطن السليب في الضفة الغربية وقطاع غزة ومثل هذا السلوك – الفلسطيني – الفلسطيني هو أفضل الطْرق والوسيلة المثلى التي لجأ إليها الفسلطينيون في الوقت الراهن في مواجهة الضغوط الشديدة وبمختلف الأساليب التي تْمارس عليهم هذه الأيام من قبل الأميركين وبعض العرب وغيرهم وتصب كلها في سبيل إرغام السلطة الفلسطينية لتعود إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل على الرغم من رفض حكومة الإحتلال لكل ممارستها – على الأرض – من استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس والشرقية وفرضها للحصار الخانق على الضفة !! حتى أصبح أشد وأشرس من ذلك الحصار المفروض على غزة من جميع الجهات¿
وخلال الأيام القليلة الماضية كان لافتاٍ تلك الخطوات المبشرة في طريق إنهاء الانقسام السياسي(ولا أقول الجغرافي) بين أكبر فصيلين وتنظيمين سياسين هما حركة فتح المسيطرة على الضفة الغربية وحركة حماس المنفردة بالسيطرة على قطاع غزة من »14« يونيو 2007م وكان من أهم تلك الخطوات الهادفة إلى التقريب بين الحركتين التهدئة على صعيد الحملات الإعلامية بين الطرفين ثم التصريحات اللينة »غير المعهودة« الصادرة عن عديد قياديين من كلتا الحركتين في الضفة وغزة وكلها تصب في اتجاه عودة التوافق بين الطرفين وصولاٍ إلى التوقيع على ورقة المصالحة بينهما برعاية مصر التى عملت على مدار العام 2009م على بلورة تلك الورقة بعد المفاوضات المكثفة التى جرت بين مختلف الفرقاء بجانب ممثلي الطرفين البارزين »حماس وفتح« انتهت بالوصول إلى تلك الوثيقة التى لم يعد ينقصها سوى التوقيع النهائي للبدء في تطبيق بنودها – فور توقيع كل الأطراف عليها !!
وقد تكللت مؤشرات التقارب المذكورة – مؤخراٍ – بالزيارة التي قام بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث إلى قطاع غزة وسط ترحيب حركة حماس بقدومه ثم اللقاءات التي عقدها شعث مع قيادة حماس وباقي ممثلي الفصائل الآخرى ثم إعلانه – يوم إمس الأول الاثنين عن مبادرة حماس لإطلاق عدد من أنصار حركة فتح المعتقلين »سياسياٍ« في خطوة هامة من حماس لإثبات جديتها في المصالحة وإنهاء الانقسام ويْنتظر أن تقوم فتح بخطوة مماثلة خلال الأيام المقبلة كما أن إعلان شعث عن إعادة افتتاح مقر حركة فتح في غزة يؤكد جدية الجميع في إتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وهي الخطوة التي ينتظرها كل الفلسطينيين في الداخل والخارج يؤيدهم فيها العرب والمسلمون وكل من له علاقة بالقضية الفلسطينية عموماٍ..
آخر السطور:
لا شك أن وحدة الفلسطنيين هي الكفيلة بمواجهة التصعيد الإسرائيلي – الأميركي لإجبار الطرف الفلسطيني على العودة – إلى طاولة المفاوضات حتى دون الالتزام بالمرجعيات التفاوضية المتفق عليها من قبل خصوصاٍ وقد اشتد التصعيد الإسرائيلي على الضفة الغربية ثم التهديد بإعادة الهجوم على غزة بالقوة ثم التراجع عن إنجاز صفقة الأسرى ثم مطاردة المناضلين ضد الجدار العنصري في الضفة وهي كلها تهديدات تأتي مع التهديدات الأميركية التي تقول للفلسطنيين إنكم سوف تضيعون فرصة ثانية لتحقيق تقدم في عملية السلام. وإتاحة الفرصة لإسرائيل لممارسة ضغوطها وممارستها على الأرض دون تدخل أميركي الذي يهدد – هو الآخر – باستخدام الفيتو إذا ذهب الفلسطينيون إلى مجلس الأمن الدولي !¿
وعلى ذلك فإن أي حديث عن العودة للمفاوضات المجمدة منذ أكثر من عام حتى وإن كانت غير مباشرة – بحسب المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل لا جدوى منها (المباشر منها أو غير المباشر) إذ كيف يمكن أن تسفر عن أي تقدم أو انفراج وهي تجرى تحت تهديد »الزناد« المصوب على الطرف الأضعف..<
التفاوض تحت تهديد »الزناد«!!¿
التصنيفات: خارج الحدود