كان نيزان صحافيآ سياسيآ واسع النفوذ وكاتب مقالة وروائيا معروفا ولم يكن يتراجع في الاندفاع في وجه السلطة ولا في النقد اللاذع.
حياة نيزان لم يفسدها إلا تقلبه الدائم في مواقفه ومتطلباته لقد كان ذلك الشباب ثوريآ انطلاقاٍ من تمرده الذاتي – يقول عنه صديقه وزميله جان بول سارتر أو كما وصف نيزان نفسه ذات مرة »أنه مراهق عنيدعرف كيف يغرق باكراٍٍٍ في مغامرات شبابه بعد أن بارح طفولته وسط حماسة جزله«!.
نيزان الذي انغمس حتى الثمالة في تخوم مهنته كان الصحافي بالنسبة له »هو مؤرخ اللحظة أوالراهن ووفقاٍ لذالك فهو- أي الصحافي – مثقف ملتزم يحلل الأحداث ويساجل بحماسة« وكانت الصحافة هي لذة الكتابة والأسلوب والمقدرة على التمتع والاستنكار والإرادة في توفير المعلومات..
وكان مفهومه للصحافة المتزنة» بتقديم المعلومات واكتشاف الأضاليل وأنها تتدخل دفاعاٍ عن القضايا التي تعتبرها عادلة نظراٍ إلى العناصر المتوفرة لدى الصحافي ووفق رؤيته للعالم«.
كان نيزان أحد مثقفي زمانه الذين يْشار إليهم بالبنان .. وكان يقول » إن الثقافة والمعرفة تجعلان من يتمتع بهما أقل عرضة للتلاعب به بالكلمات وتصديق الأكاذيب بل إنهما تضاعفان المقدرة على فهم الواقع الذي يعيشه. إن الإدراك لهذا الواقع قيمة تفجيرية إذ لاتؤدي سوى إلى إرادة التغيير«.. وقالت عنه صحافية باريسية » تثير مقالات نيزان اهتمامنا بسبب مقاربتها للأخبار والكلمات ولانخال قارئ المستقبل سيجد في صحافتنا الراهنة مايستوقفه طويلاٍ.
وكتب عنه الصحافي المعروف إبراهيم العريسي » كان نيزان اسماٍ كبيراٍ في عالم الأدب فهو – على أي حال – لم يعش من السنوات مايكفيه لإبداع متن أدبي يؤمن له الخلود . لكنه كان اسماٍ في زمنه وكتبه قرئت على نطاق واسع«
كان نيزان أوبالأصبح بول نيزان صحافياٍ فرنسياٍ مناضلاٍ بحق وحقيقي في سبيل أداء مهنته وخدمة شعبه بدأ في صحفية » لو مانيته« وتسلم فيها مركز » المحرر الديبلوماسي« ثم في الصحيفة اليومية »لوسوار« كذلك كانت له في الصحيفتين زاوية أدبية بالإضافة إلى كتاباته في صحف أخرى ..
كان عقلاٍ متمرداٍ وجسماٍ نحيلاٍ أجوف إلاِ من القلق والاكتئاب وبرغم أنه لم يعش سوى 35 سنة »1905-1940م« إلاِ أنه سرعان ما أنجب مولوده الذي أسماه » عدن الجزيرة العربية« عام1931م أي وهو مازال في السادسة والعشرين من عمره وغير هذا المؤلف أنتج نيزان مؤلفات آخرى أبرزها : المؤمراة« و»كلاب الحراسة« و »حصان طروادة« وآخرها »حوليات أيلول « في العام 1939م أي قبل سنة على وفاته..
نيزان توفيق
nezan20@hotmail. com