حافظ مصطفى علي
كثيرا ماتتردد عبارة ((التاريخ يعيد نفسه)) وماجعلني أتذكر هذه العبارة قراءتي لأثر التحولات التي ازدهر بسببها الخليج ومضيق هرمز وعلاقة ذلك بالسياسة الدولية في الماضي وأثر هذه التحولات ذاتها على بحر العرب ومضيق باب المندب سلبا أو إيجابا. ولأن الموضوع طويل سأكتفي بالزخات الآتية:
– إن السبب الأساسي لانهيار حضارة سبأ كان تحويل الساسانيين خط الملاحة إلى مضيق هرمز لتعبر السفن عبر الخليج إلى فارس (أسمهان الجرو موجز التاريخ السياسي)
– استمر تدهور الحضارة اليمنية مع استمرار تحويل خط الملاحة عبر الخليج إلى العراق أثناء الخلافة العباسية.
– شهدت اليمن ازدهارا نسبيا مع تحول الثقل السياسي للأمة إلى مصر (حكم المماليك ثم الفاطميين لليمن) واستخدام مضيق باب المندب.
– شهدت عدن ازدهارا منذ إعلانها منطقة حرة في عام 1850 بعد 11 عاما من احتلالها خاصة بعد فتح قناة السويس.
والتاريخ يعيد نفسه اليوم للأسباب الآتية:
– الامبراطورية البريطانية عندما تعرضت لهزات عنيفة في إيران (في الخمسينات من القرن الماضي) شيدت مصافي عدن لتغدو عدن قاعدة أساسية لها.
– إغلاق قناة السويس بعد حرب حزيران 1967م كان سببا أساسيا لازدهار التجارة عبر مضيق هرمز وفقدان مضيق باب المندب بريقه الذي كان أيام الوجود البريطاني.
– مع قرب التهديد لإيران اليوم بضربة أميركية والحصار واحتمال تعطيل الملاحة في مضيق هرمز يزداد اليوم الاهتمام العالمي بأمن اليمن خاصة مع سخونة الوضع في مثلث إيران أفغانستان العراق كأراضُ تمر عبرها خطوط أنابيب النفط الى البحر الأبيض المتوسط .
– هناك اهتمامات حقيقية بتحويل خطوط النفط عبر سواحل اليمن والبحر الأحمر (أكدت ذلك صحيفة الثورة في موضوع نشر فيها).
– ويأتي ازدياد الاهتمام بما يوصف بالقرصنة الصومالية على خليج عدن ضمن سياسة دولية لتأهيل المضيق أو لإعادة دوره الذي كان على مر التاريخ كلما عن اضطراب خطير في الخليج وبلاد الرافدين والأراضي المتاخمة للبحر المتوسط.
إن مصالح الدول الاقتصادية كانت ومازالت هي المحرك الأساسي لنشاطها السياسي والعسكري والتاريخ يعيد نفسه في المشهد اليوم من حيث تبادل الأدوار بين المضيقين والمنطقتين .ولكن بأي ثمن¿ فكل الدول التي استفادت من موقع اليمن الاقتصادي لم تتوان عن غزوه منذ فارس والمماليك والفاطميين والعثمانيين والبريطانيين وكان لتفكك اليمن بين الزياديين واليعفريين وبني صالح وبني نجاح وبني رسول وبني طاهر وغيرهم أثر بالغ في تحول اليمن إلى لقمة سائغة منذ دخول الحبشة واستقدام فارس (لتحرير البلاد) التي تواطأت على قتل القائد الرمز سيف بن ذي يزن وكانت ام تلك الكوارث فئران ـ حددها تقرير د. باصرة ـ هلال بـ200فأر بين كبير وصغيرـ قرضت بنيان السد فانهار فتفرقت أيدي سبأ..
