يكثر التهويل مؤخراٍ عن ازدياد نشاط القاعدة في اليمن في الوقت الذي أثبتت فيه الحكومة مقدرتها الكبيرة على السيطرة وملاحقة وضرب عناصر القاعدة حيثما تواجدوا وهو أمر ربما لم تستطع دول كبيرة فعله في مناطق كثيرة من العالم تجاه كسر شوكة القاعدة وبرغم المشاكل والصعوبات التي يمر بها اليمن في هذا الوقت إلا أن اليمنيين أثبتوا مقدرة فائقة على تجاوزها في كل الظروف ومن المؤكد أن ظن المتربصين والمراهنين على إيجاد بيئة خصبة وآمنة للإرهاب والإرهابيين سيبوء بالفشل في بلد الحكمة والإيمان والسلام.
استطلاع/ أحمد المالكي
في البداية تحدث الدكتور حكيم عبدالوهاب السماوي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة صنعاء الذي بدأ حديثه حول الإرهاب بالقول: الإرهاب دون شك عمل إجرامي ولا يمت للدين بصلة وأنا أتذكر في ما يتعلق بمسألة الإرهاب مقولة عن رئىس الوزراء البريطاني ونيستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية عندما كان يزور أحد الجاليات اليهودية في سنوات الحرب فأمسك بالمصحف ورد على أسئلة أحد اليهود حول اضطهاد الأنظمة السياسية الإسلامية للأقليات غير المسلمة في بلدانها فأجاب »لا تقلقوا فبعد انتهاء الحرب وفي المستقبل سنحارب المسلمين بكتابهم هذا ورفع المصحف« وهذه الحادثة مؤشر ودلالة على أن التطرف في العالم العربي والإسلامي هو من صنع الاستعمار الغربي والبريطاني على وجه التحديد منذ العقود الماضية في أواسط القرن العشرين والدلالة الأخرى هي أن هذه الحركات أو بمعنى أصح معظم قادتها أو المفكرين لهذه الحركات أو التنظيمات التي تدعي أو تتبنى العنف باسم الإسلام وباسم القضايا الإسلامية هي من صنع وتمويل الدول الغربية والاستعمارية وهي تقريباٍ تطبيق لما تنبأ أو أخبر به تشرشل قبل حوالي أكثر من ستين عاماٍ من اليوم وكثير من هؤلاء ذهبوا ليقرأوا في دول أوروبية ويمارسون أعمالاٍ تجارية في دول غربية ويعودون إلى بلدانهم ليؤسسوا منظمات أو حركات سياسية باسم الإسلام أحياناٍ لمناهضة الوجود أو النفوذ الغربي في الدول العربية والإسلامية ولكن هذه الجماعات هي من صنع الاستعمار الغربي.
ويقول: فعلى العموم لو كانت هذه الحركات تستهدف بالفعل النفوذ العسكري الغربي والقواعد الغربية التي تنطلق لشن الغارات على أبناء الأمم الإسلامية في العراق وأفغانستان لكان الأمر مختلفاٍ لكن عندما تطال هذه التفجيرات والأعمال الإجرامية الأبرياء والآمنين في الأسواق والطرقات فتلك دون شك أعمال إرهابية وينطبق عليهم قول المولى عز وجل »إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويعيثون في الأرض فساداٍ أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض« صدق الله العظيم..
ومشروع في الإسلام محاربة هؤلاء وأمثالهم وفكرهم وأيضاٍ في ما يتعلق بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي ما من شك أن اليمن استفادت من الأخطاء التي وقعت فيها بعض الأنظمة السياسية العربية فبعد زوال الاتحاد السوفيتي أصبحت الساحة مفتوحة للولايات المتحدة الأميركية وأصبح من لا يجاري سياستها وأهدافها يصنف كعدو لها وأميركا ابتكرت الأصولية الإسلامية والإرهابية كبديل للخطر الشيوعي في زمن الحرب الباردة في سبيل استمرار الإنتاج الحربي والآلية العسكرية الأميركية حيث يصور الأمر للمواطن الأميركي بأن العالم ما يزال في خطر وأن أراضي ومجتمع أميركا ماتزال مهددة من خطر أحمر شيوعي إلى خطر آخر أسموه هذه المرة خطر »الأصوليين والإرهاب« وبرز نشاط الحرب الأميركية على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر الأمر الذي أدى إلى شن حروب كبيرة والقضاء على أنظمة وشعوب في سبيل القضاء على الإرهاب كما في العراق وأفغانستان وما قامت به الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في فلسطين ضد حركة حماس برغم أنها كانت منتخبة شرعياٍ وديمقراطياٍ ولكن لتوجهها الإسلامي صنفت بأنها في مصاف الجماعات والحركات الإرهابية وفي الحقيقة فإن الإرهاب الحقيقي هو ما يمارسه الصهاينة من إرهاب دولي على أبناء غزة بقتل الفلسطينيين وتجويع الأطفال والإبادة الجماعية وكذلك في لبنان والصومال ونسأل الله أن لا يسعى الأميركان في مخططهم لجعل اليمن من ضمن هذه الدول ويجنب اليمن من مغبة توريطها في مصير مماثل لما حصل في أفغانستان والعراق إن شاء الله.
عمليات إجرامية
ويضيف الدكتور السماوي بالقول: وبصراحة فإن النظام السياسي في اليمن والقيادة العسكرية في بلدنا تتمتع بنوع من الحكمة والرئىس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أبدى مقدرة فائقة في التعامل مع ملفات العلاقات الدولية وكان ذلك حتى منذ زمن ما قبل الوحدة عندما كان يتبع سياسة توازن في علاقاته مع الشرق والغرب ومع الكتلتين الغربية والشرقية وحاول فخامته بعد الوحدة على أن يتبع سياسة مرنة خصوصاٍ في مسائل تعتبر محل اهتمام المجتمع الدولي بأسره كالإرهاب ضد المدنيين والأبرياء والآمنين والآن اليمن يعمل بالتعاون مع الأشقاء في الخليج والمجتمع الدولي على الانضمام إلى التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب الذي أضر بمصالح اليمن وأمنه واستقراره وكذلك أمن واستقرار المنطقة والعالم.
واليمن تعمل في محاربة الإرهابيين من منظور أخلاقي على الأقل لأن قتل المدنيين والأبرياء واستهداف المصالح العامة والوطنية شيء يحرمه الشرع والدين الإسلامي الحنيف وتحرمه كل القيم والمبادئ الإنسانية ومن هنا تم ملاحقة هذه التنظيمات في داخل اليمن وضرب عناصرها سواء من اليمنيين أو الذي يفدون إلى اليمن لتأسيس مثل هذه التنظيمات وتقويض أنشطتها داخل البلاد ولهذا فسياسة اليمن مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وملاحقة عناصرها سياسة موفقة لأن عمل هؤلاء ليس من الشرع وبعيد عن الإسلام برغم ادعاء هؤلاء العناصر أو التنظيمات أنها تنفذ باسم الإسلام.
ويضيف الدكتور السماوي: هذا الأسبوع شاهدت أحد التجمعات للصحفيين أمام المحكمة التي تحاكم النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية وكان هناك لافتات لأبناء الجالية الإسلامية في منطقة »ديترويت« وتقول (Not on the name: of Eslame ) يعني »ليس باسم الإسلام«.
وعن العمليات الاستباقية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية في بعض محافظات الجمهورية لتقويض نشاط هذه الجماعات الإرهابية أوضح الدكتور السماوي بالقول: أنا أعتقد أن هناك حذراٍ ويقظة أمنية في بلادنا ضد عناصر القاعدة وذلك من خلال القبض على الأشخاص الذين يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية وإجرامية وضربهم في معاقلهم.
وهذه العمليات التي نفذتها قوات الأمن اليمنية ضد الارهابيين كانت ناجحة ولها سند شرعي في عقيدتنا ومبادئنا ودستورنا وفي اخلاقنا لأن كون الاعمال الارهابية وقتل المدنيين والابرياء واستهداف المصالح الوطنية عمل اجرامي وخارج عن تعاليم الدين الاسلامي والدستور والقانون وهذه العمليات أيضاٍ ستجنب اليمن مغبة تحامل الادارة الاميركية على اليمن فهناك استهداف لليمن في اقحامها مع الدول وقعت ضحية التدخل الخارجي بسبب القضاء على الارهاب وربما ان المؤتمر الذي دعا إليه براون رئيس الوزراء البريطاني هو نوع من الدعوة إلى التدخل في شؤون اليمن الداخلية واليمن ليست مقصرة في الواقع والأجهزة الأمنية يقظة رغم مشاكل اليمن الداخلية في بعض المحافظات الشمالية والجنوبية إلا أن الامتنان موفور لأجهزتنا الأمنية ولقواتنا المسلحة على الجهود التي تبذلها في الحفاظ على دماء الأبرياء.
ويضيف بالقول: أنا أعتقد أن الثورة اليمنية والقوات المسلحة اليمنية التي فجرت ثورة ٦٢ سبتمبر و٤١ اكتوبر ودافعت عن الثورة والوحدة في عام ٤٩٩١م قادرة بالفعل على الدفاع عن الوطن وأبناء الوطن وكل أقاليم واجزاء الوطن اليمني الواحد وبالنسبة للتورط الايراني في دعم عناصر القاعدة في اليمن أوضح الدكتور السماوي بالقول: هذه مسألة شائكة أخرى ففي ظل العلاقات الاقليمية في المنطقة للأسف فإن الكبار يلعبون والشعوب والمجتمعات الاخرى هي التي تدفع الثمن انا اعتقد أن هناك لعبة دولية فالولايات المتحدة ما تزال تريد تصفية حساباتها مع ايران وهناك تنافس إقليمي قديم في المنطقة بين ايران والسعودية فكل له طموحه في السيطرة والزعامة في المنطقة وأنا لا أعتقد أن هناك علاقة حب بين ايران والقاعدة لاختلاف توجههما الديني والآيديولوجي وربما يشتركون في العداء تجاه الولايات المتحدة وايران قد تدعم الحوثيين من ناحية آيديولوجية كون المذهب الزيدي هو أحد المذاهب الشيعية ولكن ايران ما دام هؤلاء سيكونون بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية الخصم اللدود لإيران في المنطقة فبالتالي المؤشرات تدل على أن هناك بالفعل دعماٍ ايرانياٍ للتمرد الحوثي في مواجهة السعودية من جهة ومن ناحية أخرى ضد سلطة الحكومة والنظام السياسي في صنعاء.
أفكار هدامة
واختتم الدكتور حكيم السماوي محذراٍ شباب اليمن والأمة الاسلامية بعدم الانجرار وراء هذه الافكار الارهابية الهدامة وقال: الحذر الحذر فنحن والحمد لله شعب عربي ومسلم وأنا قدمت من مكة بعد أداء فريضة الحج ورأيت اقبال الحجاج على الحج هذه السنة برغم التخويفات من الانفلونزا وغيرها ولكن قوه الايمان والعقيدة في نفوس ابناء الامة الاسلامية دفعت بالمزيد من الناس ليؤدوا فريضة الحج.
هذا المنطق لدى الشعوب والامة الاسلامية ينبغي أن يستمر في نفوس ابناء شبابنا من الاشياء الأخرى التي لاحظتها أثناء تجربة حجي هو أن كثيراٍ من الحجاج من البلدان العربية الذين يقطنون ويقرأون العربية لغة القرآن يتمتعون بنعمة يجهلونها بعد أن احتكيت بكثير من الحجاج من دول أخرى مثلاٍ عندما يؤدي الصلاة ويسجد ويقول سبحان ربي الأعلى وبحمده وانما يدعو بدعاء آخر سواء من أفريقيا أو من الصين ونحن ابناء العربية والاسلامية محظوظون بأننا ابناء الهوية القومية والعربية بدرجة رئيسية وتربينا على القرآن الكريم منذ نعومة أظفارنا من فترة الكتاب والابتدائية وتعلمنا كل تعاليم واركان وفرائض الاسلام الخمسة منذ وقت مبكر وعلى الطريقة الصحيحة وبالعربية..
ونأمل من الشباب أن يستمر على هذا المنوال في فترة الشباب والمراهقة وأن لا ينجرفوا إلى ما يسمعونه في وسائل الاعلام من أفكار هذه الحركات سواء كانت القاعدة أو غير القاعدة ممن ينادون بنهج ارهابي وتخريبي وسفك دماء الابرياء وهذا ليس من الاسلام وهذا ليس ما تعلمه الطالب العربي والمسلم في الابتدائية والاعدادية والثانوية.
فعندما يأتي إلى سن المراهقة والشباب وهي فترة حرجة عليه أن يلتزم بأداء الفروض الخمسة واتباع تعاليم الاسلام الحنيف واتباع الوسطية فالاسلام هو دين الوسطية وفي حال تعرض أي شاب لأفكار مثل هذه المنظمات والتنظيمات أو الحركات الارهابية عليهم أن يميزوا لأننا أبناء الأمة العربية والاسلامية لدينا نعمة اللغة العربية ونهلنا من فقه العقيدة الاسلامية منذ نعومة أظفارنا فكيف يأتي الشباب إلى مرحلة الشباب وهي فترة يجب أن تترسخ فيها القيم والمثل العليا للتشريع الاسلامي الحنيف والعقيدة الاسلامية السمحاء وينجرفون أو ينجرفو وراء هذه الافكار التي تنادي بسفك الدماء وقتل الابرياء وهتك الحرمات والعياذ بالله فآمل من الشباب اليقظة وان يتذكروا أنهم ابناء لغة القرآن الكريم وابناء الوسطية وان يتحروا الوسطية وأن يبتعدوا عن الأفكار والمؤسسات المتطرفة والهدامة.
عمليات استباقية
الدكتور عارف الشيباني استاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء بدوره تحدث عن أثر العمليات الاستباقية التي نفذتها اليمن مؤخراٍ ضد عناصر القاعدة فقال:
الدوافع الرئيسية من وجهة نظري لهذه العمليات تتمثل في:
أولاٍ: تحجيم عناصر القاعدة في اليمن لا سيما بعد الظهور العلني لهم عبر وسائل الإعلام المختلفة وثانياٍ توجيه رسالة واضحة لأطراف مختلفة بأن النظام في اليمن رغم الانشغال في صعدة بمواجهة المتمردين هناك وكذلك الحراك في الجنوب وما يعانيه من مشاكل اقتصادية يمتلك من القوة لوقف أي تهديد على أمن اليمن واستقراره من أي جهة كانت وهذا أعطى صورة واضحة عن اليمن وعن مقدرتها في التعامل مع مثل هؤلاء العناصر وغيرهم برغم مشاكل الراهن في الوقت الذي عجزت فيه بعض الدول عن تحقيق نفس النجاح في مواجهة تنظيم القاعدة..
وعن علاقة التنظيم بإيران وتورط إيران في تقديم الدعم لعناصر القاعدة في اليمن أوضح الدكتور الشيباني بالقول: ربما هناك تنسيق تكتيكي بين الطرفين وليس استراتيجيا لأن التوافق الاستراتيجي لا يتم إلا بين طرفين متوافقين في الرؤية وقد يكون هذا التنسيق في إطار ضيق لما يحقق مصالح آنية وليست بعيدة المدى لاختلاف الآيدلوجيات..
أخطر التحديات
وبدوره تحدث الدكتور عدنان ياسين المقطري أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء: تمثل القاعدة وعملياتها الإرهابية أخطر التحديات التي تواجهها اليمن لما ينتج عنها من تهديد للأمن والاستقرار وما تلحقه من خسائر مادية وبشرية وهو ما ينعكس على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولذلك تأتي جهود اليمن المكثفة في الأشهر الأخيرة من العام المنصرم وبداية العام الحالي في مكافحة الإرهاب من الرغبة في التخلص من هذا الخطر وهي فرصة مناسبة في أن لا تتهاون الحكومة اليمنية ولا تبطئ في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي يعاني منها اليمن منذ أكثر من عقد من الزمن وتأتي هذه الفرصة في ظل دعم عربي ودولي باعتبار أن هذا الخطر يتجاوز الحدود في تواجده وتأثيراته السلبية.
وعلى الرغم من تأخر الخطوات الاستباقية فإنها قد مثلت ضربة قوية للإرهاب ورسالة واضحة بجدية الحكومة في محاربته في إطار الدعم العربي والدولي وتضعف قدرة الإرهاب على تنفيذ مخططات أخرى أو التفكير في الإقدام عليها وهنا يجب على الحكومة تنيسق خططها مع دول العالم المعنية والموجودة في المنطقة في إطار المحافظة على سيادة اليمن مع تجنب كل المؤامرات المحتملة من أي تواجد دولي يتجاوز خطط التنسيق والمصلحة الوطنية.
وكلما تأخرت الحكومة في حسم معركتها مع الإرهاب كلما ساعد ذلك في زيادة التدخل الإقليمي والدولي خاصة ما تواجهه اليمن من تمرد في صعدة وما يحصل في المحافظات الجنوبية الأمر الذي يصب في مصلحة القوى المستفيدة من التواترات والأزمات الداخلية التي يعاني منها اليمن ويصبح بذلك ساحة للصراعات الإقليمية والدولية وتصفية الحسابات في ما بينها ويتجاوز ذلك التدخل دخول دول اقليمية ودولية ليشمل تدخل متمردين وميليشيات من دول أخرى كما حصل في ما أعلنته الجماعات الصومالية المتمردة عن عزمها واستعدادها لإرسال عناصر لدعم القاعدة في اليمن.
وإجمالاٍ فإن قدرة الحكومة اليمنية وجديتها في مواجهة الجماعات الإرهابية ومكافحة الإرهاب والقضاء عليه يحفظ سيادة اليمن واستقراره ويحول دون تحقق المؤامرات المحتملة من أن تصبح اليمن عرضة للتدخلات الدولية والإقليمية.
وفي ما يتعلق بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب يؤكد المسؤولون الأمنيون في الحكومة أن جهود الدولة في مكافحة الإرهاب وتعقب وضبط العناصر الإرهابية أثمرت عن ضبط وتقديم المئات منهم أمام المحاكم وصدرت ضدهم أحكام قضائية وهناك العشرات من هذه العناصر يخضعون للتحقيق أمام النيابة وسيحالون للمحاكمة فور استكمال التحقيق معهم بحسب النظام والقانون اليمني.
آفة الإرهاب
وكشف الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في المؤتمر الصحفي الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي أن إجمالي عدد المغرر بهم من عناصر القاعدة والذين حاورتهم الدولة بلغ 600 شخص مؤكداٍِ أن الدولة اتبعت نهج الحوار مع هذه العناصر وخاصة من ثبت تأثره بتلك الأفكار وغرر به ولم يقم بأية عمليات إجرامية أو إرهابية تستدعي القبض عليه وتقديمه للعدالة وأن الدولة نجحت في تحقيق أهداف التحاور مع هذه الجماعات عبر لجنة تضم في عضويتها نخبة من كبار العلماء واساتذة علم النفس والاجتماع من خلال تصويب وتصحيح الأفكار المغلوطة التي غرست في أذهانهم وتم إعادتهم إلى جادة الصواب وأصبحوا مواطنين صالحين يمارسون حياتهم الطبيعية في إطار المجتمع..
وعن التخريب الذي يمثله تنظيم القاعدة مقارنة بخطر العناصر الخارجة على القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية قال الدكتور العليمي أن أي دولة تسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار وأي خروج على الدستور والقانون بلا شك ستواجهه الدولة بنفس القدرة من المسؤولية الوطنية وأن تنظيم القاعدة باعتباره تنظيماٍ دولياٍ يشكل خطراٍ ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب وإنما على المستوى العالمي ولذلك فإن التعاون بين مختلف دول العالم لمواجهة آفة الإرهاب وبما أن الولايات المتحدة الأميركية على رأس التحالف الدولي للحرب على الإرهاب فبالتالي لا بد أن يكون هناك تعاون بينها وبين اليمن في هذا المجال بجانب التعاون في المجالات الأخرى.
وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن على رفض اليمن المطلق لوجود أي قوى أميركية أو أجنبية على الأراضي اليمنية تحت أية ذريعة وقال: وجود قوات أجنبية في اليمن هذه مسألة مفروغ منها وهذا قرار سيادي نحن لا نقبل وجود أية قوات على الأراضي اليمنية مطلقاٍ والقوات اليمنية قادرة على أن تقوم بواجباتها لمكافحة الإرهاب ومواجهة كافة التحديات ولا يمكن أن نسمح بوجود أجنبي في بلادنا على الإطلاق.
وشدد قائلاٍ: أنبه إلى أن أي تدخل مباشر من قبل القوات الأميركية أو غيرها في اليمن تحت ذريعة مواجهة الإرهاب أو غيرها سيزيد من قوة تنظيم القاعدة الإرهابي ولن يضعفه مجدداٍ التأكيد على موقف اليمن الواضح والرافض لتواجد أية قوة أجنبية على أراضيه وحرص اليمن على مواصلة جهوده في مكافحة ومطاردة الخلايا الإرهابية بالاعتماد على القوات والإمكانيات اليمنية والاستفادة من الدعم الدولي في إطار الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب..