الواقع الدوائي في بلادنا لايبشر بخير وإذا ما عدنا إلى واقع الإحصائيات والدراسات الرسمية المتعلقة بعدد الأصناف المسجلة للدواء في جميع أنحاء الجمهورية سنصطدم بواقع رهيب ومؤلم لجهة عمليات التهريب والإغراق لهذه الأصناف التي أصبحت تضاهي حجم السلع الغذائية الموجودة.. وإذا ما تم عمل مقارنة بين عدد الأصناف المسجلة من الأدوية في دول مجاورة وبين بلادنا سنعرف حينها حجم التلاعب والتهريب والإغراق الذي تشهده الأسواق اليمنية وخاصة في قطاع الأدوية حيث لا يصل حجم الأصناف المسجلة من الأدوية في دولة مثل السعودية إلى خمسة آلاف صنف فقط من الأدوية في حين نجد أن عدد الأصناف المسجلة في بلادنا منها يتجاوز الـ 15000صنف .. الأمر الذي يشير إلى خلل في أداء الجهات المختصة ممثلة في الهيئة العليا للأدوية عن متابعة ما يجري في السوق .. كما يشير إلى تعاظم عمليات التهريب والإغراق اللذين وصلا حد الإسفاف واللامبالاة لجهة هذا القطاع الهام والحيوي.
كما أن هناك العديد من الأصناف والأشكال والأسماء المختلفة لصنف واحد من الدواء تملأ الصيدليات والمخازن وبشكل غير مسبوق ويكفي على سبيل المثال لا الحصر أن نشير إلى صنف واحد من الدواء هو »Zentak « الذي أغرق السوق اليمنية المصنع في أكثر من دولة وجهة.. والقادم إلينا حتى من بنجلاديش.. فإلى متى تظل عمليات التهريب والإغراق هي السائدة في العديد من القطاعات وخصوصاٍ قطاع الدواء.. وإلى متى ستصبح السوق اليمنية »مكباٍ« لكل تلك السلع التي تكررت¿!
سمير الفقيه