علي الريمي
قبيل عامين من حلول موعد الاستفتاء الخاص بسكان جنوب السودان حول بقاء الجنوب ضمن البيت السوداني الواحد الموحد فقد استبق رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول للرئيس السوداني الفريق سيلفا كير الأمور وفاجأ السودانيين والعالم حين تحدث – الأحد الماضي – في مؤتمر صحافي داعياٍ الجنوبيين إلى التصويت بالاستقلال عن الانضمام »البقاء« ضمن السودان وهو موقف غريب وعجيب في آن!¿
ذلك أن هذا التوجه »المفاجئ« الذي فجره رئيس حكومة الجنوب في هذا التوقيت – جاء أولاٍ عقب إعلان البيت الأبيض تجديد العقوبات المفروضة على السودان على خلفية النزاع الداخلي في دار فور على الرغم من أن المبعوث الأميركي مايكل غرافيشن كان معارضاٍ بشدة لتوجهات حكومته بتجديد العقوبات الأميركية على السودان.
وثانياٍ لأن الموقف »التوجه« الجنوبي المعلق عبر نائب رئيس الجمهورية سيلفا كير جاء متزامناٍ مع بدء استعداد السوادنيين لخوض غمار الانتخابات النيابية كأول عملية انتخابية تجرى منذ اتفاق »نيفاشا« الذي تم قبل أربع سنوات وانضم بموجبه الجنوب إلى الشمال وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت طرفي الاتفاق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان فتولى الرئيس عمر البشير الرئاسة وعْين الراحل جون قرنق نائباٍ أول للرئيس وبعد أن قضى قرنق نحبه إثر حادث الطائرة الشهير حل مكانه نائبه سيلفا كير ميارديت ليكون نائباٍ أول للبشير إلى جانب احتفاضه برئاسة حكومة الجنوب التي لها برلمان ومؤسسات أخرى بحسب ما تضمنه الاتفاق الذي أنهى حالة الحرب بين الشمال والجنوب التي امتدت إلى أكثر من عشرين عاماٍ!¿
آخر السطور:
لكن سؤال الدهشة: لماذا خرج نائب الرئيس السوداني ليطلق تصريحه »الناري« في مثل هذا التوقيت – بالذات – ¿¿
وهل للمسألة أي أجندة »غير سودانية«¿
ويتضخم بالون السؤال.. لماذا سارعت أحزاب المعارضة السودانية »الشمالية« إلى الإعلان عن تأييدها سريعاٍ مساندتها لإعلان الحركة الشعبية »حكومة الجنوب« عدم المشاركة في الانتخابات المزمع أجراؤها في جمهورية السودان في وقت لاحق من العام الجاري¿!
وإزاء التطور اللافت في الشارع السوداني عموماٍ فقد عبر حزب المؤتمر الوطني عن أسفه لما نْسب عن سيلفا كير من كلام حول دعوته أو تحريضه المبكر لصالح الانفصال عن الوطن الأم ليستقل الجنوب عن الشمال¿ وما قد يترتب عليه من حدوث انقسامات لاتْحمد عقباها!!..
سيلفا "نافخ" الـ"كير"
التصنيفات: خارج الحدود