رأيته متميزاٍ على ما حوله من محلات أدوات التجميل فقلت لنفسي هنا أجد حاجتي دخلت المحل وجدت أمامي رجلاٍ ذرف على الستين من سنين عمره على رأسه (دسمال) متنافر الألوان كتنافر بقية ملابسه ولحيته الحمراء المتنافرة هي الأخرى مع بشرة وجهه…
سلمت عليه.. وجلست على الكرسي المقابل له وقلت له أريد منك صبغة شعر تتناسب ولون شعري وعيني وبسرعة البرق اختفت الابتسامة التي تصنع رسمها على وجهه وقال: وما حاجتك لهذه الصبغة قلت له لقد غزا الشيب رأسي قبل أن أصل إلى مبتغاي وأخشى أن يحول هذا الشيب بيني وبين ما أريد.. نظر إلي بكثير من عدم الرضا.. وقال: نصيحتي لك لا حاجة لك بهذه الصبغة فأحسست أنه ليس صاحب المحل.. وبالفعل كان الأمر كذلك فهو زائر من (البلاد) لقريب له أو لصاحب المحل الذي خرج لشراء بطاقة اتصال بالدفع المسبق.. فأخذت في الحديث معه حتى عودة المعني بالأمر. هو: ما هذه الغاية التي قد يحول الشعر الأبيض الذي بدأ في الزحف على رأسك وبينها¿
أنا: لا شأن لك بها.. فيها خصوصية.
هو: إن كان ولابد فالدين النصيحة وسأدلك على ما ليس فيه إثم.
أنا: وما هذا الشيء الذي فيه إثم¿
هو: الحنا.. اصبغ شعرك بالحنا حسب السنة النبوية.
أنا: وما الذي جعل صبغ شعر اللحية والرأس بالحنا من السنة النبوية.
هو: لأن الرسول صبغ شعره بالحنا.. وأمر بصبغة شعر أبو قحافة به.
أنا: الأصح أبي قحافة وليس أبو قحافة.. ثم هل تعرف من هو أبو قحافة¿
هو: واحد من الصحابة.
أنا: إنه والد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق.
هو: باين عليك فضولي.. اصبغ رأسك بحنا وخلاص..
أنا: عندما دخل أبو قحافة على الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى رأسه شديد بياض الشعر.. قال ما معناه أما تكسروا حدة بياض شعر الرجل.. وبما أنه كان لا يوجد مثل هذه الأصباغ المتنوعة التي في محل قريبك.. ولا يوجد ما يكسرون به حدة بياض شعر أبي قحافة سوى الحنا فقد صبغوا شعره به.. هو: صورتك فضولي من صدق.. اخرج من الموضوع..
أنا: نخرج من الموضوع لماذا أتيت من البلاد¿!
هو: نويت الحج إلى بيت الله أكمل نصف ديني.. وحبيت أرتب الموضوع من ذلحين..
أنا: ربنا يسهل ويتقبل وهل حددت مركوبك إلى الحج.. أقصد إلى بيت الله.
هو: إن شاء الله أسافر طائرة أو سيارة..
أنا: ولكن الرسول وصحابته لم يحجوا على طائرة أو سيارة..
هو: لو كان به سيارات وطيارات انهم حجوا بسيارات وطيارات.. الله يريد بنا اليسر.
أنا: ولو كان به صبغة ألمانية لكان أبو قحافة صبغ بها..
هو: وذلحين ما تشتي¿
أنا: اشتري حصان نحيف أو ضامر وسافر عليه حتى تكون ممن يذهبون إلى بيت الله
على كل ضامر ومن كل فجُ عميق..
هو: ذلحين جيت تجادلني..
أنا: جيت اشتري صبغة وما جادلتك إلا من أجل تدي لي صبغة مناسبة.
هو: باين إنك تفهم قليل.. تعتقد أن الصبغة ما هيش حرام..
أنا: أنا أعتقد هكذا.. وانظر إلى شعر خْدام الحرمين
هو: قلت لي به صبغة على لون البشرة والعيون ومناسبة للوجه.