اختيار وترجمة: د. شهاب غانم
(1)
الإنسانية تعاني الآلام على يد أوروبا
وقد فقدت الحياة بهجتها
ماذا يمكن فعله إذن ياشعوب الشرق¿
لقد بدأت تتشكل ثورة في الأعماق
لقد ولى الليل وبزغت الشمسº
لقد ضربت أوروبا نفسها بسيفها
وقد أعطت اللادينية للعالمº
ذئبا في إهاب حمل
لقد جلبت الشر للإنسانية
وحزنا متناميا.
الإنسان في نظرها ليس سوى طين وماء
والحياة ليست سوى قافلة عشوائية بدون وجهة تقصدها.
(2)
إن سر قوة الغرب ليست في المزهر والقيثار
وليست في الرقص المختلط لفتياتها
وليست في سحر وجوه حسناواتها البهية
وليست في سيقانهن العارية وشعورهن المكورة.
وقوته ليست في اللادينية
ولا في حروفه اللاتينية.
قوة الغرب في العلوم والمعرفة
وصباحه مضاء بتلك النار فقط.
المعرفة لا تعتمد على موضة ملابسك
والعمامة لا تشكل حائلا دون اكتساب العلم.
(3)
العلوم لم يوجدها الغرب
وهي ليست سوى السعادة الكامنة في الوجودº
وإذا تأملت بصدق ستجد أن المسلمين هم من نفخوا فيها الروحº
كانت لؤلؤة وقعت من أيدينا.
عندما انتشر العرب في أوروبا
وضعوا الأسس الحديثة للمعرفة والعلوم
لقد وضع البذور سكان الصحراء !
ولكن الغرب هو من جنى الحصاد.
هذا الرحيق هو من دنان أسلافنا
أعيدوا هذه الجنية فقد صدرت من جبال قوقازنا.
(4)
العقل التائه في هذا العالم المحدود
وجد طريقه لأول مرة نحو هدفه البعيد
عندما آمن بالتوحيد
وهل هناك سكن آخر يمكن ان يهب الراحة
للمسافر الذي بلا حول ولا قوة¿
على أي شاطئ آخر يمكن لسفينة الفكر أن ترسو¿
كل العارفين بالحقيقة
يعلمون في قلوبهم سر التوحيد
الكامن في العوالم المقدسة:
فيأتي العارف للرحمن عبدا.
عمليا دع قوة الإيمان تجرب
لترشدك إلى قواك السرية
ومنها استخلص حكمة الدين
والقانون
والحماسة التي لا تتضعضع
والقوة والسلطة.
روعتها تذهل العقول العليمة
ولكنها تذعن لقوة الحب لتفعل فعلها
فيرتفع الضعيف في ظلها عاليا
وتستحيل فيها الحثالة الخسيسة
بفعل كفعل الخيمياء إلى معادن نفيسة..