في الوقت الذي ما فتئنا – ومعنا بالطبع الجهات المختصة – نؤكد ونردد بأهمية التوسع في الزراعة البديلة لشجرة القات عدونا الأول في استنزاف المياه.. نجد مثل هذا الأمل يتلاشى – إن لم ينقطع أجله – كحال هذه الأشجار اليابسة التي لم يسعفها قربها من وزارة الزراعة ببضع كيلو مترات في منطقة »الحاوري« بمديرية همدان محافظة صنعاء أو احتلالها للمركز الأول على مستوى الجمهورية بلا منافس في إنتاج فاكهة »الفرسك« الخوخ وكذلك صيحات المزارعين من إيقاف آفة المن الأسود التي فتكت بأكثر من 80٪ من إجمالي المساحات المزروعة في هذه المنطقة.. وهي في فترات عز إنتاجها.. دون أن يحرك ذلك ساكن الوزارة أو اهتمام باقي فروعها المتعددة والمتشعبة.. أو حتى البرنامج الإذاعي والتلفزيوني الزراعي للثنائي صالح العابد وعلي يوسف الأمير إن الصورة لا تعني مجرد التعليق أو توجيه اللوم والعتاب للجهات المختصة.. فما حدث هو نسف جهود عرق أصحاب هذه المزارع لسنين وضياعها كمصدر دخل لإعالة أسرهم وكارثة وطنية لا يمكن السكوت عليها بهذه الطريقة العبثية حتى في أغنى الدول ثروة مائية وانتاجاٍ غذائياٍ.. فما بالنا في بلادنا بوضعها المائي الحرج وفي منطقة يصبح أي كلام عن الحد من زراعة القات أو إقناع المزارعين بالتوجه نحو أي بديل زراعي آخر في ظل ما يحدث نوعاٍ من »الهرج« ليس إلا..
"الزراعة" وعبث "المن" الأسود
التصنيفات: الصفحة الأخيرة