استراحة

 

أعدها:أحمد السعيدي

 

 

الصبر:

 

 

> والمسلم بين نعمتين إن أصابه خير فشكر كان له أجر وإن مسه ضر فصبر كان له أجر فلا يعدل أجر الغني الشاكر أو يزيد عليه إلا أجر الفقير الصابر.

 

 

يقول تعالى « ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» وهذه الحياه الدنيا ليست دار نعيم وليست تخلو من المكدرات من انحراف الصحة أو ضياع المال أو فقد الحبيب أو غدر الصديق أو ذهاب الأمن.

 

 

جْلبت على كدر وأنت تريدها

 

 

صفوا من الأقذار والأكدار

 

 

ومكلف الأيام ضد طباعها

 

 

متطلب في الماء وجذوره نار

 

 

تسامح الرسول:

 

 

تصور لو أن رجلاٍ قتل أحب الناس إليأك وأعزهم عليك ثم جاءك مستسلماٍ لدعوتك (وأنت الداعية) هل تنسى ما ذرفت من ماء العين على قريبك وما أرقت عليه من دمع القلب وتعفو¿!

 

 

لقد عفا الرسول عن (وحشي) قاتل (حمزة) لما أسلم لكن غلبته طبيعته البشرية في ما لا يخالف الإسلام ولا يضر الرجل فقال له «لا تجعلني أراك» فكان يتوارى عن عينيه.

 

 

وهند امرأة أبي سفيان التي بلغ من حقدها على محمد ودعوته أن فعلت ما لا تفعله امرأة ولا يفعله إنسان ولا يفعله الذئب ولا النمر شقت صدر حمزة وأخرجت كبده وأكلتها لكن الرسول عفا عنها وبايعها قبل إسلامها.

 

 

الموت

 

 

نحن والموت على أصناف أربعة: صنف يهتف مع الشاعر الاحمق:

 

 

ما مضى فات والمؤمل غيب

 

 

ولك الساعة التي أنت فيها

 

 

لا يفكر في ماض ولا يعد لمستقبل يظن الأمس قد فني والغد لا يأتي يقول «ما مضى فات» لا والله إن فات سجل علينا حسنه وسيئه في كتاب لا يترك صغيرة ولا كبيرة.

 

 

وصنف يذكر الموت ولكن كذكر الشاعر الفارسي عمر الخيام الذي يقول: إذا كان الموت حقاٍ لا شك فيه والحياة قصيرة لا بقاء لها فلنملأها عشقاٍ وهياماٍ فلنهرب منها إلى كأس المدام ونمضي العمر في شعر وسكر.. وعهر.

 

 

وصنف يذكر الموت لكنه كذكر أبي العتاهية ملأ بذكر الموت بيانه وشغل به لسانه ولكنه لا يذكر إلا قليلاٍ عما بعد الموت.

 

 

والصنف الرابع هم أهل الحق الذين عرفوا أنه ليس الغاية وإنما البداية وما هو بنوم ولكنه يقظة من النوم وعرفوا أن بعد الموت حياة أطول وأبقى لا تنتهي..