ولطالما كانت عدن »الميناء« مصدر قلق لدى الكثير من الموانئ الدولية بدءاٍ من مرسيلياٍ ومروراٍ بصور وتلك الموانئ الطارئة التي لم تسعفها سوى ثقافة المال وحتى بومباي اليوم أضحى الميناء يحصد الكثير من الخيبات جراء’ الصفقات التي أقل ما يمكن وصفها بالمشبوهة التي تملكتها الكثير من الارادات والإدارات المستهترة وغير المسؤولة ليقبع »الميناء« أخيراٍ ووسط دهليز من المناقصات المظلمة التي باشرتها أيدي التضليل بتعطيل القدرات والآليات والدفع بالميناء قسراٍ نحو التدهور الانتاجي غير المسبوق ونزوح لكبرى الشركات الملاحية الدولية وليس هذا فقط بل لقد بدأ الحديث يكثر مؤخراٍ عن وجود كوكبة من خيرة الكوادر اليمنية المشغلة للميناء عن تقديم عروض مغرية لهؤلاء »الشغيلة« تمهـــيداٍ لاستقطابهم في موانئ أخرى مجاورة بعد أن تم إحكام الخناق عليهم عبر استصدار قرارات وتحرير عــــقود مجحفة بحقهم.. وليس هذا فقط بل إن الشركة المشغلة للميناء عبر تلك المناقصة التي تم سحبها من البرلمان وتحريرها عبر الأمر المباشر برفع التعرفة بنسبة ٠٨٪ بدلاٍ من تقديم التسهيلات كباقي الموانئ إلى هـــروب ونفور الخــــطوط الملاحـــية الدوليـــة من مجرد الركون والجنــــوح إلى الميناء فضـــلاٍ عن التعامل معه.
إنها لكارثة محدقة أن يتم اختصار تاريخ ميناء عدن الذي كان مرشحاٍ بثقله الجغرافي المحتضن لخطوط المحيط والبحر لأن يكون الخامس في العالم في تجارة نقل وتفريغ وتخزين الحاويات.. أقول انها لكارثة ومأســــاة أن يتم اختزال الجغــــرافيا والتاريخ في بضعة مئات من الملايين من الدولارات أو في أطنـــــان من القمح.. أبكى سحول بين ناجــــي وقاع جهران على هكذا حصاد مر افقدنا الإحساس بمعنى الهوية..
سمير الفقيه