نعمأنا حْطام
جلدَ على عظام
لا…ليس بي سقام
لا..لستْ في صيام
لا.إنني أنام
لا..لستْ أشكو مطلقاٍ
من شدة الغرام
لا..حالة الجيب على أحسن ما يرام
لا تتعبوا يا سادتي
في فهم معنى حالتي¿!
> العنوان والقصيدة للشاعر العربي الأبي أحمد مطر وأكاد أجدها أقرب القصائد المطرية سيما خلال العقد الأخير التي ترسم في طياتها وبين ثناياها حقيقة الحالة التي تعانيها الشعوب العربية بصورة عامة والشباب العربي بصورة خاصةفما نعانيه اليوم نحن معشر الشباب من تشتت عقلي وتيه سلوكي وشعور بغربة النفس والهوية واعتقاد راسخ بأن الحياة رهيبة حقاٍ ولا مخرج آخر منها سوى الجنون حد قول الكاتب التشيكي”فرانز كافكا” هو ما يصيبنا بنوبات القلق والاكتئاب يليه الولوج إلى العالم الروحيعالم الهروين والمورفين ومن ثم الانتحار كوسيلة أخيرة لمغادرة سطح الأرض!!
إذ أن ارتفاع نسبة الأمراض العصبية والنفسية وإدمان المخدرات وتفشي الانتحار في أوساط الشباب لا يفضي في الحقيقة إلى حالة مرضية أو نرجسية إنما إلى حالة خاصة يعجز الطب في التعاطي معها!!كيف¿!
فنحن الشباب وفي أحايين كثيرة لا نفتح الأبواب الموصدة بأيدينا بل بأقدامنا!
نطمح ونحلم- وهذا حق مشروع- لكننا في الوقت ذاته لا نعد العِْدة للشروع في تحقيق هذا الطموح أو ذاك الحلم متناسين أو بصورة أدق متجاهلين أن القراءة أي المعرفة هي العْدة والعتاد المتين لتحقيق ما تصبو إليه ذواتنا!
وما إصابتنا بالأمراض المذكورة سلفاٍ إلا نتيجة بعدنا الشاسع عن طقوس القراءة وصنوف المعرفة ليس إلا..
وهذا ليس تنبؤا أو ضرباٍ من الخيال بل ما أكدته إحصائيات علمية في هذا المضمار فقد تبين أن الوقت الذي يستغرقه المواطن العربي في القراءة لا يتعدى الدقيقتين في العام وان عدد ما تطبعه الدول العربية بأجمعها يقارب المليون كتاب موزعة على ثلاثمائة مليون مواطن عربي60٪ منهم أميون وأطفال و20٪ لا يقرأون أبداٍ و15٪ يقرأون بشكل متقطع وليسوا حريصين على اقتناء الكتاب ونسبة5٪ هم المواظبون على القراءة وهذه النسبة تبلغ المليون وخمسمائة ألف مواطن أي أن نصيب المواطن الواحد منها أقل من كتاب واحد سنوياٍ.
والحقيقة التي نقف قبالتها هذه اللحظة هي أن القراءة وبالتالي المعرفة هي الشفرة الوحيدة التي لا ثاني لها- القادرة على فك طلاسم ما نعانيه نحــــن معشر الشباب بالذات من تشــــتت رهيب لتلابيب وتلافــــيف العقل والوجدان الجمعي.
>> ذات مره سْئل الفيلسوف والمفكر الفذ فرانسوا ماري فولتيرعمن سيقود الجنس البشري فأجاب ” الذين يعرفون كيف يقرأون”!!
نيزان توفيق