بعد أن كانت القمم العربية في السابق وإلى وقت قريب تْعقد من أجل التشاور والنقاش حول ما يْهم الأمة العربية وما يمكن اتخاذه لمعالجة قضاياها أصبحت القمم العربية الآن وللأسف الشديد تعقد هنا وهناك بعد مخاضُ عسير وبدون أن تكتمل من أجل المصالحة العربية – العربية – ومحاولة تجاوز الخلافات بين العديد من الأقطار العربية – هذه الخلافات التي أصبحت الآن القضية الرئيسية للجامعة العربية بل وأصبحت كذلك القضية الرئيسية التي تحول دون التئام قمة عربية قوية كاملة النصاب يستطيع الشارع العربي أن يتفاءل إلى حد ما حول ما يمكن أن يصدر عنها من قرارات يمكن تنفيذها على أرض الواقع لا أن تظل كما هي حبراٍ على ورق – ومع أنني كغيري مواطن عربي أنتمي إلى هذه الأمة تشغلني قضاياها ويحزنني ما آلت إليه هذه الأيام إلا أني لست من المتشائمين دوماٍ الذين يرون أن الأمة العربية قد دخلت نفقاٍ مظلماٍ لا تستطيع الخروج منه فذلك ليس صحيحاٍ ولكن بالاتحاد والتشاور وتجاوز الخلافات تستطيع أمتنا مجتمعة أن تعمل الكثير والمفيد في ما يخدم شعوبها ومواطنيها سياسياٍ واقتصادياٍ واجتماعياٍ وفي مختلف المجالات – وفي نفس الوقت فانني كذلك وفي ظل هذا الوضع القائم واستمرار الخلافات بين بعضنا البعض لا أجد بادرة أمل واحدة أستطيع من خلالها التفاؤل بأن الأمة العربية على وشك الخروج من النفق المظلم الذي تعيش بداخله في الوقت الراهن – سواءٍ في الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي والثقافي ناهيك عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها بعض الأقطار العربية كالعراق والصومال والسودان إضافة إلى القضية الأساسية للعرب والمتمثلة في الصراع مع العدو الرئيسي لهذه الأمة الكيان الصهيوني وممارساته الهوجاء واللاخلاقية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل – وبالعودة إلى موضوع الخلافات العربية التي تناولتها سابقاٍ فقد يقول أحدنا إن عقد قمم عربية مخصصة لمحاولة حل الخلافات العربية الداخلية أمر إيجابي فهذا صحيح وأنا أتفق معه حول ذلك ولكن السؤال هو: لماذا فشلت وتفشل تلك القمم فتحل هذه الخلافات¿ وهذا أمر يجعلنا نشعر بالحسرة وما يزيد من مآسي هذه الأمة المغلوبة على أمرها والتي ستظل تتعشم من زعمائها أن يتركوا خلافاتهم البسيطة التي لا تستحق كل هذا الانقسام والعداء للآخر.. عليهم أن يدركوا بأن هذه الخلافات الضيقة في ما بينهم والتي لم تعرف أسبابها ليس لها أي مبرر.. الأخطار والأزمات تْهدد الأمة ولن تستثني أحداٍ – فإلى متى سيستمر هذا الانقسام داخل البيت العربي¿ وعدم الأخذ بكل ما ينفع الأمة كلها ويْصلح أحوالها والاتفاق عليه والعمل به وتغليب المصلحة القومية على المصلحة القطرية ويكفينا مواقف قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – ومحاولاته الحثيثة من أجل لم شمل العرب وتطوير العمل العربي المشترك وتجاوز الخلافات فالأمة لم تعد تحتمل هذا التبعثر والأخطار المحدقة بها لا ترحم.. والله من وراء القصد..
أمين أحمد الكوكباني