في الحياة الدنيا مصائب ورزايا.. ومحن وبلايا .. متاعب جمة .. وشدائد ملحة .. آلام تضيق بها النفوس .. ومزعجات تورث الجزع .. وخواطر وأفكار تجلب الهم والغم .. تضحك وتبكي .. تجمع وتشتت .. شدة ورخاء .. سراء وضراء .. قال تعالى »ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم« وقال تعالى »الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاٍ«.. ولأجل التذكير بفرج الله ومشاركة لإخواننا المهمومين وبقصد التخفيف من آلام المنكوبين وبث روح التفاؤل والأمل في النفوس تأتي هذه الهمسات : ما حدث مؤلم لا يحل إلاِ بحكمة الله لتتعزى النفوس وتظهر الحقائق ويميز الله الخبيث من الطيب يبتلي عباده المؤمنين ليستخرج عبوديتهم وذلهم وافتقارهم إليه إنه حكيم عليم .. شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كانت حياته كفافاٍ لم يعرف الدور ولا القصور لم يعرف لذة المناكح ولامتعة الأبناء ومع ذلك يقول »إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة «.. الدنيا بكل همومها وغمومها فيها جنة .. إنها الجنة حينما يعيش الإنسان في كنف الإيمان بالله .. تأمل يا من أحسست بالضيق والهم .. تأمل كلمات المحبين لله .. تأمل أخبارهم .
فيا كل مبتلُ .. وطِن نفسك على المكروه تهن عليك الشدائد فالدنيا سجن المؤمن والجنة حفت بالمكاره يقول ابن القيم رحمه الله »من خلقه الله للجنة لم تزل هدايا الجنة تأتيه وهي المكاره« .. فإذا ألمت بك الخطوب وتكالبت عليك الأيام وأحاطت بك دوائر الابتلاء فاقطع العلائق بأسباب الأرض وفر إلى الله وارفع أكف الضراعة إليه والق كنفك بين يديه فلعله يصادف أوقات النفحات وساعات الإجابة فالله قريب مجيب فلا يأس ولا استسلام مع ثقتنا بوعد الله بقرب الفرج.
إبراهيم محمد الضامري