• بات المرء يخشى أن يقرأ كتاباٍ في التاريخ.. والتاريخ اليمني بالذات.. أكان تاريخاٍ سياسياٍ أو اجتماعياٍ أو ثقافياٍ.. تاريخ الصناعة
أو الصحافة.. كرة القدم أو القات!
فكل كتاب فيها يدِعي وصلاٍ بالحقيقة وهو بريء منها – أو بالأصح هي بريئة منه – براءة الذئب من دم يوسف والحوت من دم يونس وكاتب هذه السطور من دم أبي مصعب الزرقاوي!
ولعلِ التاريخ هو القضية الأكثر إقلاقاٍ وإرهاقاٍ للمثقف في أي زمان ومكان.. وفي اليمن تغدو الصورة أكثر جسامة والرؤية أحلك قتامة.. فما أكثر الكتب التي زعمت أنها حملت تاريخاٍ أو دوِنت حقيقة فإذا بنا نصحو على فاجعة الزيف تفوح بين دفتيها..
وأخشى كثيراٍ أن يأتي أبناؤنا وأحفادنا فيأخذون بالكتب التي تزعم توثيقاٍ أو تأريخاٍ لبعض أهم قضايانا أو أسخن أحداثنا المعاصرة ويتخذونها مراجع لهم في فهم هذه القضايا والتعاطي مع تلك الأحداث.. ويزيد الطين بلة أن بعض تلك الكتب أصدرها إعلاميون وساسة – من خارج اليمن – لم يعيشوا في قلب هذه الأحداث أو يعايشوا تلك القضايا عن كثب!
إن كتابة التاريخ – التاريخ الحقيقي لا المزيف – ستـظل القضية الشائكة الأكثر إلحاحاٍ في وعي ووجدان المثقف اليمني إلى زمن ويمن لا يعلم أمدهما غير الله!!