بشير القاز : حين يطلب اللص مفتاح الخزنة

 

يطل علينا الكيان الصهيوني ـ بين جولة قصف وأخرى ـ ببيان سياسي جديد، مليء بالمنطق “الفريد”، يطالب فيه حركة حماس بتسليم سلاحها…

لا مساومة، لا مفاوضات، فقط استسلام مكتمل الأركان وكأن الكيان يمدّ يده للمقاومة قائلًا: “سلموا سلاحكم… كي نقتلكم بسهولة”
لكن لنتعامل مع هذا المطلب ببرودة أعصاب ومنطق…
لنسأل: لماذا تُسلّم حماس سلاحها..؟
ما الذي سيجنيه الشعب الفلسطيني من ذلك..؟ أمن..؟
سلام..؟
خبز…؟
كهرباء..؟
تاريخ التجربة مع الاحتلال يقول:
كلما ضعُف الفلسطيني، ازدادت يد الاحتلال وحشيّة…!
لو سلّمت حماس سلاحها، فمن يضمن ألا يُكرر الاحتلال سيناريو الضفة الغربية..؟
فمنطقة تلو الأخرى تُجرد من المقاومة، ثم تتحول إلى مسرح مفتوح لاقتحامات ليلية، واعتقالات جماعية، ومستوطنات تتكاثر كما يتكاثر الصمت العربي…!
ثم يقول بعض “المتصهينين”:
“لكن السلاح سبب الدمار في غزة، فلنضعه جانبًا وننقذ ما تبقى”
وجوابنا:
وهل تدمّرت غزة بالسلاح…؟
أم بالقصف…؟
وهل دمر الاحتلال المنازل لأنه رأى بندقية في السطح…؟
أم لأنه يرى في كل حجر فلسطيني تهديدًا لمشروعه…؟
لو كانت القضية قضية سلاح فقط، فلماذا يُحاصر الاحتلال حتى الأدوية والكتب والورق..؟
الطرح الصهيوني في جوهره بسيط جدًا:
“سلمونا سلاحكم… ثم نناقش حقوقكم، من خلف قضبان الأسر الجماعي.”
وكأن المفاوضات تبدأ من نقطة النهاية: استسلام بلا مقابل.. ثم نُغرقكم بوعود السلام إلى أن تصدأ ذاكرتكم…!
المشكلة ليست في وجود سلاح لدى المقاومة، بل في وجود احتلال يريد تجريد الضحية من أدوات الدفاع، ليُمارس قمعه بلا إزعاج…!
إن المطالبة بنزع سلاح حماس قبل إنهاء الاحتلال، ليست حلاً، بل وصفة جاهزة لمجزرة سياسية جديدة، مغلفة بشعار “التهدئة”…!
والمقاومة، في جوهرها، ليست خيارًا سياسيًا، بل رد فعل طبيعي على حالة غير طبيعية: الاحتلال…!
فمن أراد السلام، فليبدأ من الجذر:
نزع الاحتلال لا نزع السلاح…!

Comments are closed.

اهم الاخبار