تظاهرت في مدن عالمية تنديداً باستئناف الحرب على غزة

وكالات:

شهدت مدن عالمية مختلفة، اليوم السبت، تظاهرات حاشدة تنديداً باستئناف الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، وارتفعت الأعلام الفلسطينية في ميادين العواصم، حيث اجتمع الآلاف من الناشطين والمتضامنين ليعبّروا عن رفضهم القاطع للمجازر الإسرائيلية في القطاع المحاصر.

ومن فيينا إلى ستوكهولم، ومن أوكلاند إلى برلين، امتدت موجة الغضب الشعبي، مؤكدةً أن ما يجري في غزة مأساة إنسانية وإبادة جماعية تنُفذ وسط تواطؤٍ وصمتٍ من الحكومات الغربية. وفي شوارع مكسيكو، علت الأصوات مطالِبةً بمواقف سياسية أكثر حسماً، وبقطع العلاقات مع إسرائيل، بينما احتشد المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية في لندن، مطالبين بإغلاقها وطرد السفيرة.

ناشطون في فيينا يحتجون على موقف حكومة بلادهم

كذلك، شهدت العاصمة النمساوية فيينا، السبت، مظاهرة احتجاجية تنديداً باستئناف إسرائيل لحرب على غزة بعد خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار. وتجمع المحتجون في شارع “مارياهيلفر” الشهير، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها: “لا لقتل الأطفال”، و”الآن… أوقفوا إطلاق النار”، و”قاطعوا إسرائيل”، وفق مراسل الأناضول.

وردّد المتظاهرون الذين أعربوا عن دعمهم للقضية الفلسطينية، شعارات مناهضة للهجمات الإسرائيلية من قبيل: “لا للإبادة الجماعية”، و”نتنياهو قاتل”، و”حرروا غزة”. وقال الناشط النمساوي فيلهيلم لانغتالر، إن استئناف إسرائيل هجماتها التي تواصلت لأكثر من 15 شهراً يُعد “كارثة كبرى”، معتبراً أن ما يجري يعكس “وحشية تسعى إلى قتل الفلسطينيين وإبادتهم”.

وأضاف لمراسل الأناضول: “يمكن لجميع شعوب العالم أن ترى بوضوح ما تفعله إسرائيل، في حين أن الغرب يقدّم دعماً كاملًا لها”. وأشار إلى أن المواطنين العاديين في النمسا يعارضون الإبادة الجماعية ويطالبون بوقف إطلاق النار بغزة. ولفت لانغتالر إلى وجود فجوة كبيرة في وجهات النظر بين الحكومة النمساوية ووسائل الإعلام من جهة، وبين المواطنين من جهة أخرى فيما يخص العدوان الإسرائيلي. وتابع: “لا نتوقع شيئاً من حكومتنا ولا من وسائل الإعلام لدينا، لكننا نعمل على إيصال صوت فلسطين، وصوت الإنسانية والعدالة والديمقراطية في هذا المجتمع، ولن يتمكن أحد من منعنا عن ذلك”.

متظاهرون في ستوكهولم يطالبون بوقف الحرب

وفي السياق ذاته، شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، تظاهرة نظمها آلاف الأشخاص تنديداً بمواصلة إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة. وتجمّع المحتجون في منطقة “أودينبلان”، بدعوة من مجموعة من منظمات المجتمع المدني، مطالبين بوقف فوري لما وصفوه بـ”جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة”.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها “فلسطين حرة، غزة حرة”، و”أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”قاطعوا إسرائيل”، كما رددوا هتافات من قبيل “يقتلون الأطفال في غزة”، و”الحرية لفلسطين”، قبل أن ينطلقوا في مسيرة باتجاه البرلمان السويدي. وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة “شريكة في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل”.

وقالت الراهبة آن كريستين كريستيانسون، من اتحاد الكنيسة السويدية، لمراسل الأناضول، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعامل مع الفلسطينيين بـ”قسوة مفرطة”. وأضافت: “الفلسطينيون شعب قديم وعريق. منذ آلاف السنين كانوا أصحاب أرض، لديهم بلد اسمه فلسطين. نعلم أنهم يمرّون بأوقات صعبة جداً، وأن قوات الاحتلال تتعامل معهم بوحشية وساديّة جاعلين بذلك حياتهم أكثر صعوبة”. وشددت الراهبة كريستيانسون على أن “عدم تقديم مزيد من الدعم للفلسطينيين يُعدّ وصمة عار في جبين العالم”.

تظاهرة في أوكلاند

إلى ذلك، شهدت مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، اليوم السبت، تظاهرة حاشدة نظّمها حزبا الخضر والماوري، إلى جانب عدد من المنظمات الداعمة لفلسطين، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة. وطالب المشاركون الحكومة النيوزيلندية باتخاذ موقف حاسم لإدانة إسرائيل وفرض عقوبات عليها. من جهتها، أكدت رئيسة حزب الخضر كلوي سواربريك، خلال مشاركتها في التظاهرة، استمرار الجهود لحشد دعم ستة أصوات من أحزاب الائتلاف الحكومي، بهدف تمرير مشروع قانون يهدف إلى إدانة إسرائيل وفرض عقوبات عليها.

تظاهر حاشدة في برلين

وشهدت العاصمة الألمانية برلين، السبت، مظاهرة للتضامن مع فلسطين والتنديد بالممارسات الإسرائيلية في غزة. وشارك في المظاهرة، التي دعت إليها جمعيات فلسطينية في برلين، مئات الأشخاص، الذين تجمعوا في ميدان ليوبولد بحي فيدينغ.

وردد المتظاهرون هتافات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونددوا بسياسة الحكومة الألمانية تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل: “لا للحرب والاحتلال في فلسطين” و”لا للإبادة الجماعية في غزة” و”أطفال فلسطين يستحقون الحياة”. كما شهدت المظاهرة رفع الأعلام الفلسطينية وترديد هتافات مثل: “الحرية لفلسطين” و”نتنياهو إرهابي”، “إسرائيل تقتل الأطفال”، و”ألمانيا تزود بالسلاح، وإسرائيل تقتل”.

وفي تصريحات للصحافيين، قال المتظاهر توماس (فضل عدم ذكر لقبه)، إن الوضع في غزة ازداد سوءاً، وأنه بصفته يهودياً، كان موقفه منذ البداية التضامن مع الفلسطينيين. وانتقد توماس، الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، قائلاً: “ما نشهده حالياً هو إبادة جماعية وإبادة متصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، بتواطؤ العديد من الدول، وعلى رأسها ألمانيا والولايات المتحدة”. وأشار إلى استهداف إسرائيل للأطفال في غزة، قائلاً: “لو وقفنا دقيقة صمت على روح كل طفل فلسطيني قُتل، لكان علينا الوقوف هنا لمدة تقارب ثلاثة أسابيع”.

متظاهرون في مكسيكو يطالبون بلادهم بقطع العلاقات مع إسرائيل

إلى ذلك، شهدت العاصمة المكسيكية مكسيكو مظاهرة احتجاجية ضد استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة. وشارك العشرات في المظاهرة حاملين الأعلام الفلسطينية، الجمعة، للتنديد بانتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار واستئناف هجماتها على غزة. وطالب المحتجون حكومة بلادهم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. كما أشعل المحتجون الشموع ووضعوا الزهور للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. ومنذ استئنافها الإبادة بغزة فجر الثلاثاء وحتى مساء الخميس، قتلت إسرائيل 591 فلسطينياً وأصابت 1042 آخرين معظمهم من النساء والأطفال.

تظاهرة في لندن تطالب بإغلاق السفارة الاسرائيلية

وفي لندن، خرج آلاف المتظاهرين احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة بعد خرق الحكومة الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. وطالب المتظاهرون بالقرب من السفارة الإسرائيلية بإغلاق السفارة وطرد السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتيوبيلي من بريطانيا، بسبب انتهاك إسرائيل القانون الدولي واستهداف المدنيين والأطفال عمداً. وتظاهر المشاركون بالقرب من السفارة بعد أن منعت الشرطة التظاهر أمام السفارة.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار