حضور يمني فاعل لنصرة غزة وسط تحذيرات من عدم استقرار البحر الأحمر

 

الوحدة:

تواصل القيادة اليمنية تسجيل الحضور الفاعل والمشرف لدعم القضية الفلسطينية، ومناصرة غزة، رداً على الاعتداءات والممارسات الصهيونية الوحشية، وسط تحذيرات دولية من تأثير ذلك الموقف على استقرار البحر الأحمر.

في السياق؛ جدد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، تأكيده على استعداد القوات المسلحة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، فور انتهاء المهلة المحددة مساء الثلاثاء.

والجمعة، أمهل السيد الحوثي إسرائيل 4 أيام للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متوعدا باستئناف الهجمات البحرية ضدها في حال عدم الاستجابة لهذا المطلب.

وقال السيد الحوثي في كلمة متلفزة “نحن على موقفنا فيما يتعلق بالمهلة المحددة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والقوات المسلحة على أهبة الاستعداد لتنفيذ العمليات”.

وأضاف: “قواتنا المسلحة جاهزة لتنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني، فور انتهاء المهلة المحددة بأربعة أيام.. الإجراءات العسكرية ستبدأ لتكون حيز التنفيذ منذ لحظة انتهاء المهلة المحددة إن لم تدخل المساعدات إلى قطاع غزة”.

وأشار إلى أنه” من مسؤولية الأنظمة العربية والإسلامية أن تسعى لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وأن تضغط لفعل ذلك”.

جهوزية عسكرية

من جهته قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدته “الوحدة”، إن “‌‌‌‏كلفة إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة صفرية”.

وأضاف: السيد القائد أكد الجهوزية العسكرية لمواجهة تجويع وحصار غزة، وأي تصعيد يتحمل العدو الإسرائيلي والأمريكي مسؤوليته.

استعداد تام

يأتي ذلك فيما وجه وزير الداخلية اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي، برفع الجاهزيّة والاستعداد التام في جميع الوحدات الأمنية، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنفيذ أي توجيهات أو خيارات يتخذها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله بشأن انتهاء المهلة المحددة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكد أن الموقف الذي اتخذه قائد الثورة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، يعبّر عن النهج القرآني ويعكس حكمة القيادة وثبات الموقف الديني والإنساني والمبدئي.

موقف مصر

ووسط الموقف اليمني المناصر لغزة، جددت مصر تأكيدها على ارتباط أمن البحر الأحمر باستقرار المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة، وسط توقعات بعودة الهجمات البحرية اليمنية على الملاحة الإسرائيلية رداً على منع إسرائيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وقال نائب وزير الخارجية المصري، أبو بكر حفني، في تصريحات رصدتها “الوحدة”، إن “تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة أثرت على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق”.

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

وأضاف: “أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة، والحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً”.

ولفت إلى “أهمية التوصل لحل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية”.

وتابع: “مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أية مبادرات تُعنى بالمنطقة”.

وشدد على “أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة”.

وتؤكد هذه التصريحات على تمسك مصر بموقفها بشأن أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية وارتباطها بوقف إطلاق النار في غزة، باعتباره الضمان الرئيس لإنهاء التوترات في الممر المائي، في موقف خيب آمال ومساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإشراك القاهرة فيما يسمى تحالف (حارس الإزدهار) لمواجهة القوات المسلحة اليمنية بزعم حماية الملاحة الدولية في الممرات المائية، تزامنا مع تصاعد احتمالات عودة الهجمات اليمنية على الملاحة الإسرائيلية، عقب انتهاء المهلة التي أعلن عنها قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية التي تمنع إسرائيل تسليمها إلى قطاع غزة منذ مطلع الشهر الجاري.

حضور يمني قوي

من جهته أكد الخبير والمحلل السياسي اللبناني الدكتور وسيم بزي، أن اليمن حاضر بقوة في مفاوضات غزة.

وقال بزي في لقاء تلفزيوني إن “عودة عبد الملك الحوثي للتأكيد على المهلة على رأس الـ 24 ساعة الأخيرة يجعل اليمن عنصراً ضاغطاً على مختلف الأطراف”.

وأوضح أن “هذه الساعات الفاصلة في ظل وجود المبعوث الأمريكي في الدوحة يأتي الحضور اليمني بهذه القوة من التأثير”.

وأشار بزي إلى أن “التذكير من شخصية تحتل موقع متقدم في العالم العربي والإسلامي يأتي في سياق إقامة الحجة على زعماء العرب والمسلمين وتذكير الشعوب العربية.

ولفت إلى أن ” الأدبيات اليمنية المعروفة من قيادة حكيمة ورشيدة حينما تطلق مواقف محدودة ومربوطة بزمن يعني بدء الإيقاع العسكري “.

وتساءل “هل تريد الإدارة الامريكية أن تعود المنطقة البحرية للاشتعال مجدداً بعد شهرين من الهدوء؟”.

تحذير يمني

ووسط تأكيد اليمن على عودة العمليات البحرية لاستهداف الملاحة الإسرائيلية، في حال استمرار الحصار الصهيوني على غزة، قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، نصر الدين عامر، إن” السيد القائد حصر التهديد بالعدو الإسرائيلي في عمليات البحر”.

وأضاف: “إذا قرر الأمريكي الدخول في مساندة العدو الإسرائيلي فهو يعرف ما الذي يمكن أن يحدث”.

وتابع: “من الواضح أن الأمريكي يناور ويراوغ ليقول فيما بعد بأنهم كانوا في مفاوضات لكن لن نجعل البطون الجائعة تنتظر، والسيد قدم التحذير الأخير كفرصة كافية لحسم الموقف من إدخال المساعدات الإنسانية وعلى الوسطاء والعدو أن يدركوا ذلك”.

وفي ذات السياق، أفادت وسائل اعلام أمريكية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالسفر إلى قطر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية هناك بشأن غزة.

ووصل ويتكوف الدوحة مساء الثلاثاء وهو الموعد الذي حددته اليمن لاستئناف عملياتها البحرية.

كما المحت إلى سعي ويتكوف الضغط على الوفد الصهيوني خلال لقاء مرتقب للدفع نحو السير بمفاوضات المرحلة الثانية.

وتأتي زيارة ويتكوف عقب إعلان الاحتلال ارسال وفده إلى الدوحة الاثنين الماضي.

وحاول الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية التصعيد في غزة بدء بإعادة حصار القطاع عبر منع دخول المساعدات الإنسانية في وقت هددت قياداته باستئناف الحرب، في خطوة دفعت محور المقاومة في المنطقة للتلويح مجددا باستئناف عمليات الاسناد العسكري للمجاهدين الفلسطينيين؛ وهو ما أعلنته القوات المسلحة اليمنية وقياداتها.

حالة تأهب

بدورها وجهت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، نصيحة للسفن التجارية بالتحقق من انتمائها وارتباطها بملف الأهداف اليمنية، وإعادة تقييم المخاطر التي تتعرض لها الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

فيما توقعت صحيفة “معاريف” العبرية، انطلاق صفارات الإنذار في كافة أنحاء “تل أبيب” ووسط “البلاد” بسبب التهديدات القادمة من اليمن.

وقالت الصحيفة إن “الجيش الإسرائيلي” يستعد لاحتمال استئناف الهجمات من اليمن، وقد وضع عدة أنظمة في حالة تأهب، بما في ذلك منظومة اعتراض الصواريخ “حيتس”.

إشادة سياسية بقرار الحوثي

ولاقى إعلان قائد الثورة بشأن غزة، إشادة أحزاب سياسية يمنية؛ فقد أعلن الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، طارق الشامي، أن المؤتمر الشعبي وكل أبناء الشعب اليمني يؤيدون إعطاء قائد الثورة عبد الملك الحوثي، مهلة لإدخال المساعدات لقطاع غزة.

من جهته، أشاد الدكتور محمد طاهر أنعم، عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد، “بقرار القيادة اليمنية في اسناد غزة امام الحصار الإسرائيلي، واعتبره موقفا عظيما ومشرفا يقفون خلفه”.

بدوره، أكد اللواء مجاهد القهالي رئيس حزب التصحيح، أن العربدة والهمجية الإسرائيلية بفرض الحصار على شعب بأكمله لابد أن تتوقف وأن يوضع لها حد.

وأعتبر أن قرار الحوثي تاريخي يعبر عن الشعب اليمني بأكمله، ومن كان يمنيا أصيلا فهو مع هذا القرار.

وكان المجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب وحكومة التغيير والبناء بصنعاء أشادوا بقرار قائد الثورة بشأن المهلة المعلنة لرفع الحصار عن غزة، أو استئناف العمليات العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية.

 

 

Comments are closed.

اهم الاخبار