يوم تاريخي.. حزب الله يشيّع الشهيدين السيدين نصر الله وصفي الدين بحضور الآلاف
الوحدة|وكالات:
بحشود غير مسبوقة ودموع صادقة وهتافات “إنا على العهد” و”لبيك يا نصر الله”، ودّع الآلاف اليوم الأمينين العامين السابقين لحزب الله السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وسط استفزازات العدو الذي انتهك طيرانه المعادي الأجواء اللبنانية وحلق على علوّ منخفض جداً فوق مراسم التشييع في المدينة الرياضية ببيروت.
وشارك في التشييع اليوم الأحد في مدينة كميل شمعون الرياضية، للأمينين العامين لـ”حزب الله” الشهيدين السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية جوزاف عون، وزير العمل محمد حيدر ممثلاً رئيس الحكومة نواف سلام، حشود سياسية ونيابية ودينية لبنانية وعربية وعالمية.
وعن الجانب اليمني، حضر التشييع وفد رسمي رفيع المستوى على رأسه مفتي الديار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، كما حضر التشييع وزير خارجية إيران عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.
وقائع التشييع
وبدأت مراسم التشييع عند الساعة الـ 1 ظهراً بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وبعد ذلك عزفت فرقة موسيقية تابعة لـ”حزب الله” النشيد الوطني اللبناني ونشيد “حزب الله”.
وإثر ذلك، ألقى السيد مجتبى الحسيني كلمة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، فقال إنَّ نصر الله كان مجاهداً كبيراً في المنطقة ونهجه سيبقى شامخاً أكثر فأكثر وفليعلم العدو أن المقاومة باقية ولن تتوقف”.
وأضاف الحسيني: “أما صفي الدين فكان نجماً لامعاً في هذه المنطقة وفي قيادة المقاومة”.
وختم الحسيني ناقلاً رسالة خامنئي: “أخص بالسلام أبنائي الأعزاء شباب لبنان البواسل”.
وبعد انتهاء كلمة الحسيني، دخل النعشان على عربة خاصة وُضع عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، ووُضعت عليهما عمامتا السيدين. واستقبلتهما الحشود بهتافات “لبيك يا نصر الله” وبالدموع. وبينما كان النعشان يجولان بين الحضور مع بثٍ لكلمات للشهيد السيد حسن نصر الله، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت، ما دفع بالمشاركين إلى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة: “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، لبيك يا نصر الله”.
وأمّ عضو مجلس الشورى في حزب الله الشيخ محمد يزبك الصلاة على جثماني الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
جرى إدخال نعشي نصر الله وصفي الدين على متن شاحنة جابت أرجاء المدينة الرياضية، ثم ألقى أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم كلمة عبر الشاشة أكد فيها أن “المقاومة باقية”، مشيراً إلى أن “حزب الله سيشارك في بناء الدولة”، وقال: “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”.
قاسم: سنحفظ الأمانة ونكمل الطريق
وبعد ذلك، ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة أكد فيها أن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في احتلالها وعدوانها»، وقال: «اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدة وشعبا ونؤمن بأن النصر النهائي حتمي»، وقال: «موتوا بغيظكم المقاومة باقية وقوية ومستمرة».
وشدّد على أنه «لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج»، مضيفاً: «فشّر، لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه في الحرب ولن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم».
واعتبر نعيم قاسم أن «اليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق لم نعد أمام خروقات إسرائيلية بل أصبحنا أمام احتلال وعدوان»، مشيراً إلى أن «الآن أصبحنا في مرحلة جديدة وهذه المرحلة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها».
وأضاف أن «المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجودا وسنتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً».
وتوجّه بالتحية للأسرى لدى العدو بالقول: «لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم».
وعن السيد نصر الله، قال: السيد حبيب المقاومين وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم في إحياء هذه القضية واستشهد في الموقع المتقدم»، وأكد أنه «سنحفظ الأمانة ونسير على هذا الخط وسنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس وأنت القائل».
وأعلن قاسم أن هذا الطريق سنكمله لو قتلنا جميعا ولو دمرت بيوتنا على رؤوسنا لن نتخلى عن خيار المقاومة، معتبراً أن الحشد اليوم هو تعبير عن الوفاء الذي قلّ نظيره في تاريخ لبنان
وأضاف: “اطمئن يا سيّدنا القيادات موجودة والمقاومون موجودون والشعب موجود”، مؤكداً أنه لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج.
غارات إسرائيلية في الجنوب والبقاع
ولم يكتف العدو الإسرائيلي بانتهاك الأجواء اللبنانية، بل حاول ترهيب المشاركين في التشييع عبر شنّه سلسلة غارات استهدفت عددا من المناطق في البقاع والجنوب.
Comments are closed.