مصطفى عامر: وإنها وأيمُ اللهِ واضحةٌ لمن يرى!
ليست بالتأكيد من أساطير الأولين، وما أشبه مؤمنيها اليوم بمؤمنيها الأبرار عبر العصور، ليبقى شهداؤنا هم الشهداء عليكم، يا كلّ مُترَفيها ملعونيّ السيرة والخاتمة!
ألا فما أبعدكم عنهم، وما أقربهم إلى الله!
من أسرة سماحة القائد الضيف إلى مكتب سماحة السيد حسن، ومن مصحف القائد هنية، إلى عصا القائد السنوار.
وإنها وأيمُ اللهِ واضحةٌ لمن يرى!
وكيف لو جمعوكم بإنسكم وجنكم وقصوركم وسياراتكم ونفطكم، ويخوتكم، ومواكبكم البلهاء، ومواسم ترفيهكم، وجموع طبّاليكم، يا كلّ حلوبٍ فيها وغانية؛
ثمّ ما كنتم في الميزان بعدها إلّا غبارًا،
وبين شعرة رأس قائدٍ من قاداتنا، أو شهيد، وبينكم!
ثمّ ما رجحت لكم كفّة،
وما اهتزّ حتى لقدومكم الميزان!
فإذا رابك بين الناس ما رابك،
واحترت أيّ الفريقين أقوم قيلا؛
فقارن بين الحياة والحياة،
بين الخاتمة والخاتمة.
وإذ قال الحقّ سبحانه “وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ”، فتأمل كيف أنّ الشهيد معلومٌ عند الله منذ البدء، ومبجّلٌ بين الناس منذ البداية؛
كيف أنه الزاهد العابد المجاهد في الله،
والأوّاب.
جاء إلى الدنيا ضيفًا عزيزا،
وذهب عنها مُخفًّا كريما، يلحق به كلّ من هو للكرامة أهلٌ، ويعجز عن مجاراته كلّ ذي لُعاعةٍ فيها ورخاوةٍ وغوايةٍ وزيف.
وهل يستويان مثلا!
وإذا عَجبتم لحالهم،
وهم القادة، وعجبتم لحسن بلائهم حتّى الشّهادة!
فما عجِبتُ إلا لحالكم أنتم،
يا من رأيتم الحقّ من شهدائنا رأي العين بواحا، حياتهم الزاهدة وبلاءهم الصادق المعيار، وجهاد المؤمنين مختومًا بشهادة؛
ثم كفرتم،عن غوايةٍ يا كلّ غاوٍ أو عن هوى؛
وتسابقتم رغم واضحاتها إلى الهاوية!
“كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
Comments are closed.