قد يكون الابتعاد عن هاتفك الجوال أمرا شديد الصعوبة خاصة خلال يوم عمل طويل، ومع ذلك تُعدّ الهواتف من أكبر عوامل تشتيت الانتباه، إذ يؤدي النظر المستمر إلى شاشتها الصغيرة إلى صرف تركيزك عما تقوم به، كما يلقي عبئا إضافيا على جسمك وعقلك.
وقد تكون الأضرار الناتجة عن هذا “الإدمان” خطيرة، فهي لا تقتصر على انخفاض الإنتاجية فقط، بل تمتد إلى زيادة التوتر واضطرابات النوم، بل حتى التسبب بحوادث خطيرة، خاصة إذا كانت وظيفتك تتطلب تشغيل آلات ثقيلة.
لكن الخبر الجيد هو أن السيطرة على استخدام هاتفك أثناء العمل أمر ممكن إذا أجريت بعض التغييرات الواعية في عاداتك اليومية.
نصائح للابتعاد عن الهاتف أثناء العمل
يقدم عالم النفس ورئيس معهد العمل والصحة في ألمانيا ديك وينديموث مجموعة من النصائح العملية التي ستساعدك على تقليل اعتمادك على الهاتف واستعادة تركيزك ووقتك:
أبقِ الهاتف بعيدا عن الأنظار: عندما تجد أن هاتفك يشتتك عن أداء مهامك في العمل، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو وضعه بعيدا عن متناول يدك وبعيدا عن نظرك.
حتى إذا كان الهاتف مغلقا، فإنه يرسل إشارات إلى عقلك بأنه يجب أن يكون “في وضع الاستعداد”. لذلك، قم بوضع الهاتف داخل حقيبتك أو في خزانة العمل، فهذه الخطوة البسيطة تساعدك على التخلص من التشتيت والتركيز بشكل أفضل على مهامك.
حدد أوقاتا ثابتة لاستخدام الهاتف: بدلا من التحقق العشوائي من هاتفك طوال الوقت، قم بوضع جدول زمني واضح لاستخدامه. على سبيل المثال، يمكنك تخصيص فترات زمنية قصيرة بعد العمل أو خلال استراحة طويلة.
التنقل المستمر بين الهاتف والمهام الأخرى يجبر عقلك على “إعادة ضبط نفسه” في كل مرة، مما يجعل الانقطاعات الصغيرة أكثر استنزافا لطاقة الدماغ. لكن باستخدام أوقات محددة، ستتمكن من العمل بكفاءة أكبر دون الشعور بالقلق بشأن هاتفك.
قم بإلغاء تفعيل الإشعارات: من أكثر الأمور التي تجعلنا نتفقد هواتفنا باستمرار هي الإشعارات، قم بتعطيل الإشعارات غير الضرورية مثل التنبيهات الخاصة بالأخبار العاجلة أو رسائل الدردشة الجماعية.
عندما لا يظهر الهاتف أي تنبيهات، تقل رغبتك في الإمساك به، فيتيح لك ذلك التركيز أكثر على عملك.
خصص استراحات خالية من الهاتف: حاول أن تجعل استراحاتك اليومية خالية تماما من الهاتف. فالاستراحات ليست مجرد وقت للابتعاد عن العمل، بل هي فرصة لتخفيف العبء الحسي عن عقلك.
استخدام الهاتف خلال الاستراحة يزيد من الإرهاق بدلا من تقليله. وبدلا من ذلك، استغل هذه الفترة للاسترخاء الحقيقي، كالمشي، أو التأمل، أو مجرد الجلوس بعيدا عن أي أجهزة. هذا النهج يتيح لعقلك فرصة للتجدد واستعادة النشاط.
تعمد التأخر بالرد: لا تشعر بأنك ملزم بالرد على كل رسالة تصل إلى هاتفك فورا. تبنّي هذه العقلية يمكن أن يقلل من التوتر المرتبط باستخدام الهاتف.
بدلا من الرد الفوري، خصص أوقاتا محددة للرد على الرسائل والمكالمات. هذا الأسلوب يساعدك على إدارة وقتك بشكل أفضل ويجعلك أقل عرضة للضغوط الناتجة عن الإشعارات المتكررة.
فوائد الابتعاد عن الهاتف أثناء العمل
بتطبيق هذه النصائح البسيطة ستجد أن إنتاجيتك تتحسن بشكل ملحوظ، كما أن مستويات التوتر لديك ستنخفض. ستتمكن أيضا من التركيز بشكل أعمق على مهامك اليومية، مما يتيح لك تحقيق أداء أفضل في عملك دون الشعور بالإنهاك الناتج عن التشتت المستمر.
كل ما تحتاجه هو إجراء تغييرات صغيرة في عاداتك اليومية، وستلاحظ فرقا كبيرا في قدرتك على التحكم باستخدام هاتفك أثناء ساعات العمل.
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية