صنعاء – سبأ:
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الأمة بين خيارين، إما أن تكون مستسلمة خانعة وتدفع الثمن الهائل لذلك، أو أن تتحرك وفق الموقف الصحيح فتحظى بتأييد الله وتحافظ على حريتها وكرامتها.
وأوضح قائد الثورة في كلمة له مساء اليوم حول آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والتطورات الإقليمية والدولية أن اتجاه الأمة الصحيح يكون عاملا في بنائها، لأن جزءا من الكلفة التي تدفعها الأمة هو نتيجة لتقصيرها وتفريطها وإهمالها لما كانت قد وصلت إليه.
وقال “نرصد باستمرار النشاط الأمريكي ضد بلدنا وأمتنا، ونحن نستعد باستمرار لأي مستوى من التصعيد، وشعبنا وصل تاريخه المشرّف وجهاده في الماضي بجهاده المشرِّف وموقفه العظيم ضد العدو الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا”.
ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة بساحات وميادين العاصمة صنعاء وبقية المحافظات جهاداً في سبيل الله ونصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأضاف “شعبنا في هذه المرحلة أكثر حضورا ووعيا وأكثر استعدادا وثباتا في حمل راية الجهاد في سبيل الله حتى من تلك المرحلة التي واجه فيها بريطانيا، ويتحرك اليوم في سبيل الله تعالى بشرف وعزّ إيماني بكل ما تعنيه الكلمة”.
وتابع “معاناتنا مع تحركنا كأحرار سيبنينا ويقوينا في إطار رعاية الله ومعونته وتأييده وفي إطار بنّاء نبني فيه قدراتنا وكل عناصر القوة التي نسعى لامتلاكها” .. مؤكدا السعي لأن نكون بمستوى التحديات، فيتحول التحدي إلى فرصة، وتتحول المخاطر نفسها إلى حوافز ودوافع للبناء والنهضة.
وأشار قائد الثورة إلى أن الأمة على مدى عقود من الزمن تستغيث بالأمم المتحدة، وقراراتها الصادرة لا تُنَفّذ، ولا يكون لها حتى قيمة الحبر الذي كتبت به، كما أن مجلس الأمن، هو مجلس أمن المستكبرين، وليس مجلس أمن المستضعفين والمظلومين، ومحاكم العدل والجنايات وغيرها كمؤسسات معنية بإقامة حق أو عدل لم تفعل أي شيء للأمة الإسلامية.
وأفاد بأن المؤسسات والمنظمات المحسوبة على الأمة مؤسسات شكلية، وما فعلته ضد شعوب المنطقة وقواها أكثر مما قد فعلته ضد العدو، مضيفا “أمتنا الإسلامية وحدها – إذا انتمت لإيمانها انتماء صادقا – هي المؤهلة لإقامة القسط في الحياة”.
وشدد على أن الأمة الإسلامية معنية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي هو خطرٌ على البشرية بكلها، مؤكدا “أن من وقاحة العدو الإسرائيلي أنه يريد أن يجعل من بلدنا وأرضنا العربية مرتكزا لشره الذي يمتد إلى بقية أنحاء العالم”.
وأكد أن تخاذل الأمة الإسلامية وتفريطها في أداء مسؤوليتها جعلها الأمة الضحية التي تتعرض للظلم والإجرام أكثر من غيرها من الأمم، داعيا أبناء الأمة الإسلامية إلى التحرك لإيقاف الصهاينة عند حدهم، خاصة بعد أن عملوا على استباحتها.
وجدّد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على استمرار عمليات جبهة اليمن في البحار لاصطياد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، مع ندرة حركتها في البحر الأحمر، مؤكدا أن هناك عمل وبحث مستمر لملاحقة السفن المرتبطة بكيان العدو إلى البحار الأخرى.
وبين أن من العمليات البحرية النوعية هذا الأسبوع استهداف أربع سفن شرق سقطرى أقصى البحر العربي من جهة الشرق، وقال “نعمل على تقوية مسار الاستهداف للسفن المرتبطة بالعدو وملاحقة المسارات الجديدة التي تهرب إليها سفنه في المحيط الهندي وشرق البحر العربي، خاصة في ظل محاولة العدو الإسرائيلي وشركاؤه إلى أن يتهرَّبوا من جهة المحيط الهندي لاتساعه الكبير”.
ووصف عمليات استهداف السفن الأربع هذا الأسبوع بالمهمة، مؤكدا أن العمل مستمر على توفير الزخم اللازم لملاحقتها إلى أقصى الشرق في البحر العربي وإلى المحيط الهندي.
وذكر قائد الثورة أن إجمالي السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وبالأمريكي والبريطاني بلغ 202 سفن.
وكشف عن انزعاج الأمريكي من العمليات اليمنية البحرية لفشله في تأمين الملاحة البحرية للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، مضيفًا “لأول مرة تصبح مصالح العدو الإسرائيلي مستهدفة بهذا الشكل في البحر الأحمر وباب المندب وعلى مدى مدة طويلة تجاوزت العام”.
وأرجع انزعاج الأمريكي إلى فشله في البحر لأنه يؤثر على سمعته ونفوذه وغطرسته وسيطرته، ويسعى إلى إيقاف العمليات البحرية من خلال عدوانه المستمر على الشعب اليمني وتنفيذه كل أسبوع لعدد من الغارات، ومواصلة ضغوطه السياسية والاقتصادية على بلدنا.
وأكد أن الأمريكي يحاول باستمرار في أن يورِّط الآخرين، لا سيما التحالف السعودي الإماراتي في التصعيد من جديد في خدمة واضحة للعدو الإسرائيلي، وتابع “السعودي وغيره يعرفون بأن تورطهم في اليمن واشتراكهم مع الأمريكي في معركة مباشرة لإسناد العدو الإسرائيلي سيكون مخزيا لهم وعارا عليهم، وسيكلفهم خسائر رهيبة دون تحقيق الأهداف”.
وتساءل السيد القائد “إذا كان الأمريكي بإمكاناته وعدوانه لم يتمكن من منع عملياتنا المساندة لفلسطين، لن تتمكن البلدان والقوى الأخرى تحقيق ذلك؟”، مجددّا التأكيد على ألا أحد يتمكن من إيقاف العمليات اليمنية حتى وقف العدوان على لبنان وغزة ورفع الحصار عن القطاع.
وقال “جبهة غزة ولبنان واحدة لكنها في جهتين ولقضية واحدة، وعلى العدو الإسرائيلي أن يوقف عدوانه، وعملياتنا العسكرية مستمرة بالقصف الصاروخي وبالطائرات المسيَّرة ضد أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي في عمق فلسطين المحتلة”.
وأضاف “نفذنا هذا الأسبوع عمليات بـ 13 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيَّرة، وأنشطتنا الشعبية مستمرة وبلغ إجمالي المسيرات والفعاليات المتنوعة إلى 783 ألفا و489 نشاطًا وهو رقم غير مسبوق ولا مثيل له في أي بلد تجاه أي قضية”.
وبين قائد الثورة أن التفاعل الحقيقي والصادق يظهر بشكل جلّي في وجوه وكلمات ومواقف أبناء اليمن في مسيراتهم المؤيدة للشعب الفلسطيني، وكذا الحضور المليوني المستمر دون كلل ولا ملل والذي يدل على الإيمان والوفاء والقيم الأصيلة والانتماء الإسلامي لليمنيين.
وأشار إلى أن عدد المتخرجين من دورات التأهيل والتدريب العسكري بلغ 519 ألفا و29 متدربا، معبرا عن الأمل في أن يصل العدد إلى المليون وأكثر، مبينًا أنه إلى جانب أنشطة التدريب هناك قوة عسكرية مُدرَّبة والكثير من أبناء اليمن بحكم المتدربين مقاتلون بالفطرة.
واستعرض أنشطة التعبئة من مناورات وعروض عسكرية ومسير عسكري وأنشطة أخرى والتي بلغت ألفين و913 نشاطًا، لافتًا إلى أن التظاهرات الأسبوعية تستمر بالرغم من القمع والاضطهاد والمضايقة في بعض من البلدان الغربية مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا.
وقال “العالم العربي وللأسف ففيما عدا اليمن خرجت مظاهرات في المغرب والبحرين والأردن وتونس، ومن التوفيق الإلهي أن يكون لشعبنا العزيز موقفه المتميز والمتكامل رسميا وشعبيا وأن يتحرك تحركا كاملا”.
وأضاف “في مقابل الإجرام والمشروع الصهيوني المستهدف لأمتنا، من المعيب والتقصير الكبير ألا يكون هناك موقف لأي بلد عربي أو إسلامي، باعتبار أن علينا مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية تجاه الشعبين الفلسطيني واللبناني وتجاه أنفسنا كأمةٍ مسلمةٍ مستهدفة”.
وتابع السيد القائد “من يرضى بالعبودية للعدو الإسرائيلي فَقَد إنسانيته، والمشروع العدائي المشترك بين “إسرائيل” وأمريكا والمتصهينين في الغرب يستهدف كل أمتنا، ومن يلتحق بالصهاينة من العرب لا يحسبونه في مستواهم، إنما هو مُستغَل ومستعبد وأداة من أدواتهم”.
وعدّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الإخلال بالمسؤولية ضد الصهيونية والتنصل عن الموقف اللازم، إخلالا بالأخلاق والدين والقيم وهذا يتنافى مع مبادئ الإسلام، مبينا أن التنصل عن الموقف ضد الصهاينة ليس وجهة نظر سياسية مجرَّدة بدون جذور أخلاقية أو ارتباط إسلامي.
وأكد أن الموقف الصحيح الذي يجدي ويفيد في الدنيا والآخرة وله أُفقه الواضح لزوال الكيان الصهيوني هو المواجهة للعدو ومحاربة مشروعه، معتبرا المواجهة مع العدو، هو المسار الناجح الذي يحظى بالتأييد الإلهي والأقل كلفة مهما كانت التضحيات والمعاناة.
وقلل من التضحيات والمعاناة في مقابل الكرامة والحرية .. مضيفًا “مهما كانت التضحيات والمعاناة فهي لا شيء بجانب ما لو خسرت الأمة حريتها ودينها وكرامتها ومستقبلها في الآخرة”.
واستهل السيد القائد، كلمته بالحديث عمّا ارتكبه العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع من 25 مجزرة، استشهد وجرح فيها أكثر من 1400 فلسطيني، وهو مستمر في جرائمه الجماعية التي يستهدف بها الشعب الفلسطيني في أنحاء قطاع غزة وبشكلٍ أكثر شمال القطاع.
وأوضح أنه على مدى أربعة أسابيع هناك أكثر من 1200 شهيد من غير الجرحى شمال قطاع غزة، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تنفيذ مخطط جنرالاته المجرمين وضباطه الدمويين بهدف إخلاء شمال قطاع غزة من السكان بشكلٍ كامل.
وأكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي يسعى لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة بدءاً بشمال القطاع عبر ممارسة أبشع الجرائم في الاستهداف بالإبادة الجماعية، مبيناً أن العدو يرتكب جرائم رهيبة شمال قطاع غزة باستهداف الأهالي بالقتل وبسلاح التجويع ومحاصرتهم.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يعمل على إنهاء كل الخدمات الطبية شمال غزة من خلال استهدافه للمستشفيات وللكوادر فيها، معتبراً جرائم العدو الإسرائيلي ضد الأسرى والمخطوفين، من أبشع الجرائم ولربما لا مثيل لها أبدًا في كل السجون والمعتقلات في أنحاء العالم.
ولفت إلى أن الاعتداء على أسرى فلسطينيين ومن بينهم القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي ورفاقه، يؤكد أن العدو الإسرائيلي يستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن القوانين في تسمية العدو عادة ما تكون صيغة عدوانية ظالمة، يسميها قانونًا وهي تصادر حقوقًا أو تقرر اعتداء أو جريمة معينة.
وبين السيد القائد أن العدو أصدر قانون الحظر لوكالة الأونروا مع أنها تابعة للأمم المتحدة وأنشطتها إنسانية بشكل واضح ومعروفة للعالم أجمع، ووصل العدو إلى توصيف تقديم الغذاء والخدمات الطبية والتعليمية للأطفال والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني بالأنشطة الإرهابية.
وقال “ما يقوم به العدو من إبادة جماعية وقتل لآلاف الأطفال والنساء وتجويع للملايين وتعذيب للمختطفين يطلق عليها “ممارسات عادلة”، مؤكدًا أن الموقف الأمريكي يعمل على تجميل جرائم العدو الصهيوني من خلال توصيفه لحرب الإبادة بأنها دفاع عن النفس.
كما أكد أن معاناة الشعب الفلسطيني تعظم مع دخول فصل الشتاء نتيجة انعدام وسائل التدفئة ومتطلبات الحياة الضرورية، لافتًا إلى أن الجرائم الصهيونية تطال الضفة الغربية والمقدسات الإسلامية وفي المقدمة الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك.
وذكر أن العدو يُعِد لحفل تخرج مجموعة من جنوده المجرمين في ساحة حائط البراق، وهذه خطوة إجرامية تستفز من بقي في قلبه مثقال ذرة من الانتماء للإسلام.
وتحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي يستخدم الأسلوب الإجرامي نفسه في قطاع غزة بالتدمير الشامل للقرى والبلدات واستهداف من فيها من السكان، مؤكدًا أن استهداف العدو الإسرائيلي لوسائل الإعلام والصحفيين يهدف لحجب الحقيقة عن أنظار العالم.
وعرّج على العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران خلال الأسبوع الجاري، مضيفاً “بغض النظر عن حجم الأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران فهو انتهاك للسيادة، واعتداء بكل ما تعنيه الكلمة”.
وعّد العدوان الصهيوني على إيران محاولة من العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي على فرض معادلة الاستباحة للأمة، يراد لها أن يضرب العدو الإسرائيلي أينما شاء وأراد في أي بلد مسلم، وألا يرد عليه أي بلد استُهدِف.
وقال “حتى فيما يشترطه العدو الإسرائيلي لوقف إطلاق النار يريد أن يفرض معادلة أن يكون مستبيحا لبلدان وشعوب أمتنا بكلها”، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يُريد ألا يكون لأي بلد من بلدان الأمة أي استقلالية ولا حرية ولا سيادة.
وأوضح السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على إيران استهدف منشآت عسكرية وانتهك السيادة الإيرانية ونتج عن ذلك أربعة شهداء، ودم المسلمين ليس رخيصًا، معتبرًا معادلة الاستباحة التي يسعى لها العدو الإسرائيلي، جائرة وظالمة وباطلة، وفي نفس الوقت تشكل خطورة على الأمة الإسلامية.
وتابع “عندما تقبل الأمة بمعادلة الاستباحة لها فهذا امتهان للكرامة وإذلالٌ ما بعده إذلال”، مشيرًا إلى أن الغرب على نفس المنهج الأمريكي يطلب من إيران عدم الرد، وهذا ما يريدونه من كل البلدان في هذه المنطقة.
وأفاد بأن معادلة الاستباحة لا ينبغي أبدًا أن تقبل بها أي دولة مسلمة أو عربية أو حرة في العالم، مضيفًا “من الوقاحة أن يطلب الأمريكي والدول الأوروبية من الجمهورية الإسلامية في إيران عدم الرد على العدوان الإسرائيلي”.
وأكد قائد الثورة أن الأمريكي يعمل على فرض معادلة عدم الرد من قبل البلدان العربية والإسلامية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، وكل حرّ في العالم لن يقبل بهذه المعادلة، موضحاً أن الرؤية الأمريكية تجاه كل العرب أن تكون بلدانهم مستباحة للإسرائيلي وليس هناك استثناءات لأيّ بلد عربي.
وجدّد التأكيد على أن الأمريكي شريك أساسي في العدوان على قطاع غزة ومحاولة تضييع الحق الفلسطيني لصالح العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الأمريكي يتحرك مع العدو الإسرائيلي ضمن معتقد وأهداف واحدة ومشروع وبرنامج واحد.
وبين أن الحرب أمريكية وغربية وإسرائيلية لاستهداف الأمة بشكل عام، مؤكدًا أن المجهود الأمريكي الداعم للعدو الإسرائيلي هو الأكثر حتى مما يمتلكه الإسرائيلي، والترسانة العسكرية التي يعتمد عليها كيان العدو الصهيوني لتنفيذ جرائمه وعدوانه هي من الأمريكي.
وأردف قائلاً “الأمريكي لا يُقدم القنابل والصواريخ للإسرائيلي فحسب بل يصنع قنابل قوية خصيصا لتدمير المدن وقتل المدنيين، والعدو الإسرائيلي وفق تقاريره يعتمد على التمويل المالي واللوجستي الأمريكي على مدى عام بنسبة 75 بالمائة من الخدمات اللوجستية”.
وبين أنه بالرغم من الكلفة الكبيرة على العدو الإسرائيلي نتيجة العمليات العدوانية بمستواها الكثيف، إلا أنه يحظى بالدعم الأمريكي والغربي، مؤكدًا أن الأمريكي يشترك بخبرائه، وله دور في التخطيط والإشراف على كثير من العمليات الإسرائيلية إلى جانب الدعم الاستخباراتي.
ونبه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مما يعمله الأمريكي في لبنان ومحاولاته إثارة الفتنة الداخلية والتحريض ضد حزب الله، مؤكدًا أن الأمريكي يوّظف قواعده العسكرية في المنطقة وانتشاره في البحر لخدمة العدو الإسرائيلي وللضغط لصالحه.
ووصف صمود الشعب الفلسطيني بعد كل ما قد مضى من عدوان هائل ووحشي وحصار وتجويع بالعظيم جداً .. مضيفًا “لم يكن يتصور الأمريكي والإسرائيلي أن يصمد المجاهدون ويواصلوا القتال في سبيل الله بكل بسالة وثبات وتماسك وفاعلية”.
وأكد أن عمليات كتائب القسام شهدت تطورًا نوعيًا ملحوظًا في تكتيك المجاهدين وتنكيلهم بالعدو الإسرائيلي وانتخاب الأهداف، ولا تكاد تخلو عملية من عمليات المجاهدين في غزة في الفترة الأخيرة من التأثير المباشر على العدو الإسرائيلي والنكاية به.
وبين أن عمليات كتائب القسام يظهر فيها القدرة الفائقة في الأداء في كل مراحل تنفيذ العملية فيما أعلنت سرايا القدس عن تنفيذ 13 عملية من ضمنها عمليات قصف بالصواريخ، وبقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في قطاع غزة تواصل عملياتها مع كتائب القسام في جو أخوي وتنسيق وتعاون يعبّر عن الصمود والتماسك.
وتوقف قائد الثورة عند عملية الدهس البطولية التي حدثت هذا الأسبوع، للعشرات من ضباط وجنود “الوحدة 8200” وأرعبت الصهاينة المغتصبين وزادت من مستوى القلق والخوف، معتبرًا هذه العملية اختراقًا كبيرًا للمنظومة الأمنية للعدو، لأنها استهدفت قوات وحدة التجسس التي فشلت في اكتشاف العملية وحماية نفسها.
وذكر أن العمليات التي ينفذها المجاهدون في الضفة الغربية المحتلة مؤثرة على العدو الإسرائيلي .. وقال “من الواضح التماسك القوي والثبات العظيم للمجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا يدل على الفشل الكبير للعدو الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على الإبادة الجماعية، وهذا ليس إنجازا عسكريا، مؤكدا فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه خاصة في استعادة أسراه دون صفقة تبادل.
وأفاد بأن النجاح الفعلي والحقيقي والإنجاز العسكري يُحسب للمجاهدين الفلسطينيين في كتائب القسام وبقية الفصائل المجاهدة، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ما يزال متخبطًا تجاه المشهد البطولي العظيم للشهيد القائد يحيى السنوار وهذا مما يشهد على فشله.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي في مأزق فعلي بعد أن تسرّب المشهد البطولي للقائد السنوار بغير إرادة منه ولا اختيار، مبينًا أن العدو الإسرائيلي يحاول بعد كل فترة أن يزيف مشهدا إضافيا أو يقدم رواية مختلفة ليتنكر للمشهد البطولي للقائد السنوار الذي انتشر.
وقال “على مدى شهر من العدوان البري على جنوب لبنان أظهرت المقاومة في لبنان صمودا عظيما بعد أن توقع العدو اجتياحه بكل بساطة”، موضحاً أن العدو الإسرائيلي مصدوم بصمود المجاهدين في حزب الله، وقد تكبّد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة وهزائم تلو الهزائم.
كما أكد أن العدو الإسرائيلي في العملية البرية العدوانية على لبنان مهزوم بكل ما تعنيه الكلمة وتكبّد قرابة الألف من الجرحى والقتلى مع تكتّمه الكبير، وعجز في عدوانه البري على لبنان بشكل واضح عن الاختراق الميداني بالرغم من الغطاء الناري الهائل، وأصبح في مأزق حقيقي في عدوانه البري على لبنان.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني حاول تغيير تكتيكه الذي اعتمده في عدوان تموز 2006م من خلال تسلل قواته وتقديم القليل من الآليات لكنه فشل، ويخشى من تحقق وعد شهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله بأن يشاهد العالم بالبث المباشر احتراق آليات العدو.
وقال ” بالرغم من الخشية الصهيونية من مشهد إحراق الآليات بالبث المباشر، إلا أنها تُستَهدَف وتُدَمّر وتُحرَق وبعضها بالبث المباشر، لذلك هو في مأزق، وأي تكتيك يعتمد عليه العدو الإسرائيلي في العدوان البري على لبنان يكبّده الكثير من الخسائر ونتيجته الفشل”.
وأضاف قائد الثورة “العدو خاسر وخائب نتيجة التوفيق الإلهي للمجاهدين في حزب الله بالصمود والثبات العظيم والإيمان والوعي والثقة بالله والتوكل عليه” .. مؤكداً أن المعركة البرية في جنوب لبنان فرصة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة، لأن العدو اعتمد على سلاح الجو ليقتل من بعيد ويهرب.
وذكر أن العدو الإسرائيلي في حالة ذهول من ثبات وصمود المجاهدين في لبنان وأدائهم البطولي وعملياتهم المحكمة، سيما عمليات القصف الصاروخي من لبنان التي تستهدف العدو الإسرائيلي في الجبهة المشتبكة مع العدو في الميدان وفي كل المغتصبات شمال فلسطين.
وتابع “أصبح الواقع في مدينة حيفا المحتلة نتيجة عمليات القصف واقعا مخزيا ومشلولا وعاجزا عن ممارسة الأنشطة الاعتيادية اليومية، مؤكداً أن الصهاينة في معظم شمال فلسطين المحتلة وفي حيفا نفسها أصبحوا يُمضون الكثير من أوقاتهم في الملاجئ في خوف ورعب.
وأوضح أن صافرات الإنذار لا تكاد تتوقف في كثير من الأحيان شمال فلسطين وتؤدي دورها المناسب في إخافتهم وفي أن تمتلئ قلوبهم بالرعب، مؤكدًا فشل العدو الإسرائيلي بكل منظوماته من منع الطائرات المسيّرة الانقضاضية التي يطلقها المجاهدون في حزب الله.
وأردف قائلًا “الطائرات المسيرة الانقضاضية أصبحت تؤرق العدو وتقلقه إلى درجة أنهم اعترفوا وهم في حرج وخزي عن عجزهم من منعها من التحليق في أجواء فلسطين لأكثر من ساعة، ونرى الفاعلية العالية في أداء حزب الله في الوقت الذي كان العدو الإسرائيلي يتوقع أن يكون حزب الله قد وصل إلى حالة الانهيار”.
وأكد السيد القائد أن حزب الله حاضر في هذه المعركة والموقف المشرف بكل قوة وفاعلية واستبسال، وما عملية استهداف المجرم نتنياهو إلى غرفة نومه إلا من العمليات الفاعلة والمؤثرة للحزب على كيان العدو، وفرضت تلك العمليات على ملايين الصهاينة المغتصبين أن يُمضوا أكثر وقتهم في الملاجئ في خوف ورعب دون أن يهنؤوا بالحياة.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي الذي كان يعلن عودة المغتصبين إلى شمال فلسطين المحتلة بأمن وسلام لم يتمكن من تأمين المغتصبين في حيفا وما بعدها.
وهنأ الشيخ نعيم قاسم بتكليفه أمينًا عامًا لحزب الله .. مضيفًا “الشيخ قاسم غني عن التعريف وأكرِم وأنعِم بنعيم قاسم وهو من أبرز قادة ومؤسسي الحزب، ونحن في جبهة اليمن إلى جانب الشيخ نعيم قاسم وإلى جانب إخوتنا في حزب الله والشعب اللبناني بكل ما نستطيع”.
واستعرض السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الأداء المتصاعد والملحوظ للمجاهدين في العراق والذي يُبيّض الوجه وأصبح مؤرقًا ومزعجًا ومؤثرًا على العدو الإسرائيلي.