عبده حسين
- وجهت القوات المسلحة اليمنية، رسالة ضمنية للولايات المتحدة الأمريكية كشفت فيها عن جاهزيتها العالية لصد أي نزال قادم مع واشنطن وأدواتها في اليمن، والذهاب الى حرب مفتوحة معها، مؤكدة أن الترهيب الذي بدأته الأخيرة بشن سلسلة غارات على العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، بـ”قاذفات الشبح”، لأول مرة الأيام الماضية، لن يثنيها عن موقفها المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وجاءت الرسالة في شكل مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي بعنوان “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”، نفذتها القوات البحرية والبرية، بهدف رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة اليمنية، وتدريبها على مواجهة مختلف التحديات والتهديدات، وتعزيز قدرتها على حماية الوطن ومقدساته، وبالتزامن مع مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” المباركة.
وحاكت المناورة تصدي القوات المسلحة اليمنية لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيداً لإبرار معادي يتسلل عبر الساحل.
حيث بدأت القوات المسلحة البرية والبحرية بمحاكاة عمليات قتالية متعددة في سياق التصدي لهجوم قوات العدو على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال وفق عمليات دفاعية وهجومية تكتيكية.
وتضمنت المناورة مشاركة قوات التعبئة العامة في الدفاع عن الأراضي اليمنية من قوات العدو المفترضة والتصدي لقواته التي تحاول السيطرة على إحدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو الافتراضي.
جاهزية لتفجير معركة بحرية
ويرى مراقبون، أن هذه المناورات التي نفذتها القوات المسلحة ليست استعراضا للقوة بقدر ما هي نشاط عسكري مكثف في مسار الاستعداد لأي تصعيد قد تلجأ اليه “واشنطن” ضد اليمن، غداة تأكيد السيد عبدالملك الحوثي، قائد الثورة في كلمته حول آخر التطورات نهاية الأسبوع الماضي.
وحسب المراقبون، فإن المناورات هدفت لتوجيه رسالة صريحة لـ”واشنطن” بجاهزية القوات المسلحة للتصدي لأي هجوم، على كافة الصعد والمستويات، وهو ما ظهر واضحا من خلال المناورات التي تصدت لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية براً وبحراً في محاكاة افتراضية لسيناريو الهجوم الذي من المتوقع أن يكون عليه أي تصعيد مستقبلي.
وأكدوا أن المجلس السياسي الأعلى وحكومة التغيير والبناء بصنعاء أرادوا من خلال المناورة التي نفذتها القوات المسلحة مطلع الأسبوع الجاري في الساحل الغربي لليمن، إظهار قوة الردع لديها وما تمتلكه من قدرات عسكرية؛ في رسالة تحذيرية لواشنطن بمراجعة حساباتها، والتنبه من أن أي مغامرة جديدة تنوي خوضها في اليمن قد تكلفها وأدواتها أثمان باهظة تفوق طاقة أدواتها على التحمل.
وقال خبراء عسكريون إن اختيار القوات المسلحة للساحل الغربي مكانا لتنفيذ هذه المناورات الأكبر والمفاجئة للجميع، يهدف إلى توجيه رسالة أخرى للولايات المتحدة بأن القوات المسلحة على استعداد لتفجير معركة بحرية تنهي العسكرة الامريكية للبحر الأحمر دفاعاً عن مصالح الكيان الصهيوني.
واعتبروا أن المناورة في هذا التوقيت تعد تأكيداً على أحقية الدول المطلة على البحر الأحمر في تحمل مسؤولية حمايته، في سياق موقف جمهورية مصر العربية الرافض لتدخل أي من غير الدول المشاطئة.
وكان الإعلام الحربي عرض مشاهد حية لمناورات “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” العسكرية للمناطق الجبلية والصحراوية ومشاركة قوات التعبئة العامة التابعة لها، أظهرت مشاركة كل الوحدات القتالية في المناورة بما فيها سلاح الجو المسير والمدفعية والمشاة.
سلاح جديد
يأتي ذلك فيما كشفت مصادر مطلعة، هوية السلاح الجديد الذي أزاحت القوات المسلحة الستار عنه لأول مرة خلال المناورة التي نفذتها في الساحل الغربي، وهو يفتك بالسفن والزوارق الحربية.
وأوضحت المصادر أن “القارعة” طوربيد محلي الصنع بسرعة وقوة تدميرية عالية، يستخدم ضد السفن ويصعب اكتشافه، وله القدرة على إغراق السفن وإلحاق دمار كبير بها.
جاء ذلك في ظل تصاعد الصراع بين القوات المسلحة اليمنية والامريكية في البحر الأحمر.
ويشير إعلان القوات المسلحة عن تصنيع هذا السلاح البحري المرعب إلى تغيير مجريات قواعد المواجهة مع القوات الأمريكية التي فشلت في كسر الحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية، وفي وقت تتعاظم فيه يوماً بعد آخر الخسائر التي تتكبدها الولايات المتحدة جراء الهجمات اليمنية المتواصلة التي تواجهها قواتها وسفنها في البحر الأحمر؛ ومن هذه الخسائر، ما أوردته وكالة بلومبرغ الأمريكية، من أن وزارة الدفاع “البنتاغون” خصصت 1.2 مليار دولار، لصيانة سفنها الحربية المشاركة في العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وهو ما يشير إلى حجم الأضرار التي تعرضت لها هذه السفن بفعل ضربات القوات المسلحة، التي طالتها منذ بدء عملياتها في البحر الأحمر أواخر العام الماضي.
وسبق أن اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية في أكثر من مناسبة، وعلى لسان عدد من قياداتها وعسكرييها بالحجم الكبير لهذه الخسائر، مشيرة إلى خطورة الهجمات التي تواجهها، وضراوة المواجهات التي تخوضها، في مقابل الطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة، والزوارق غير المأهولة التي توجهها القوات المسلحة بدقة.
عسكرة البحر الأحمر
وكانت حكومة التغيير والبناء، جددت رفضها لتدويل أمن البحر الأحمر، في الوقت الذي تساءلت فيه عن رغبة السعودية بتحمل تبعات الانحياز للكيان الصهيوني والمشاركة الإسرائيلية والأمريكية في العدوان على اليمن.
وقال وزير الخارجية جمال عامر، في بيان، إن تهديد الملاحة سببه عسكرة الإدارة الأمريكية للبحر الأحمر دفاعاً عن مصالح الكيان الصهيوني، مشيراً إلى الرفض العدمي لهذه الإدارة بالأخذ بالخيار الأقل كلفة المتمثل بالضغط على الكيان الصهيوني للسماح بإدخال الغذاء والدواء لإيقاف موت أبناء غزة أو التدخل بوقف حرب الإبادة الصهيونية بدلاً من إمدادها بالسلاح فيما لو كانت جادة بإنهاء التوتر في البحرين الأحمر والمتوسط وخليج عدن.
ونوه بأن “الادارة الامريكية من رأسها الى سافلها تجهد بالسعي الى الكيد ولكل ما يؤذي صنعاء”.
وأضاف: “وحين رد الله كيدها بدأت تطلق تسريبات بغزو الحديدة وكل ذلك دعماً للكيان (في إشارة إلى الكيان الصهيوني)، وإرغام القيادة على وقف مساندة غزة”.
وتابع: “ولو تهورت فإن جحيم فيتنام سيكون مجرد نزهة، فالأحرار لايركعون والنظام الأمريكي ليس الحاكم بأمر الله”.
ومنذ يناير الماضي تخوض الولايات المتحدة حرباً عسكرية ودبلوماسية ضد اليمن بهدف وقف العمليات المساندة لغزة.