Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تطور استراتيجي في المعركة.. طوفان يمني يخترق بيت العنكبوت الصهيوني

الوحدة نيوز/ “فلسطين2”.. الصاروخ اليمني الذي حطم أقوى قواعد وطبقات التحصين الدفاعية الجوية للكيان الصهيوني، والتي ظل لعقود يتباهى بها ويعتقد أنه بات من الصعب اختراقه، غير معادلة التوازن العسكرية في المنطقة، وشكل هزيمة استراتيجية جديدة للعدو الإسرائيلي لا تقل شأناً عن العملية العسكرية البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بغزة في 7 أكتوبر 2023م.

وليست المرة الأولى التي يخترق فيها اليمن “تل أبيب” بصاروخ فرط صوتي، بل سبق وأن نفذت القوت المسلحة اليمنية عملية عسكرية دقيقة من خلال ضرب معقل الكيان في العمق بطائرة “يافا” بدون طيار، وأيقظت مضاجع الإسرائيليين وأصابت قيادة الكيان العسكرية بهستيرية وتخبط من هول الحدث.

في صبيحة يوم الأحد 15 سبتمبر الماضي، بلغ الصاروخ اليمني “فرط الصوتي” هدفه العسكري في إسرائيل خلال 11 دقيقة ونصف الدقيقة ومحدثاً دماراً كبيراً في المكان المستهدف حيث تصاعدت أعمدت الدخان وألسنة اللهب وشاهدتها دول المنطقة في الشرق الأوسط، وقد أعلنت القوات المسلحة في بيان لها أن القوة الصاروخية التابعة لها نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا في فلسطين المحتلة بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي أخفقت دفاعات العدو التصدي له.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في البيان الذي تلاه أن الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2040 كلم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلعِ في أوساط الصهاينة حيث توجّه أكثر من مليوني صهيونيٍ إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.

المرحلة الخامسة من التصعيد.. فما السادسة؟

جاءت العملية العسكرية للقوات المسلحة في سياق المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، وهو ما أكدته القوات المسلحة في بيانها بأن هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبّارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها”.

وبدأت المرحلة الأولى باستهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة، والبدء باستهداف السفن الإسرائيلية، ثم كانت المرحلة الثانية باستهداف أي سفينة تمر عبر البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن باتجاه موانئ فلسطين المحتلة بغض النظر عن جنسيتها، ومن ثم المرحلة الثالثة باستهداف أي سفينة تمر عبر المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح باتجاه الموانئ الفلسطينية المحتلة، أعقبتها المرحلة الرابعة بحظر الملاحة باتجاه أي من موانئ فلسطين المحتلة، واستهداف سفن أي شركة تنتهك قرار الحظر، لتأتي المرحلة الخامسة والتي تمثلت في استهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم تمنع عوائق الجغرافيا والعدوان الأميركي – البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي من تأدية اليمن واجبها الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني، حسب ما ذكر بيان القوات المسلحة، متوعداً العدو الإسرائيلي المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة، مضيفا: “تقنيتنا المتطورة قادرة على تجاوز كافة المنظومات الاعتراضية في البر والبحر منها الأميركية والإسرائيلية وغير ذلك”.

“الفرط صوتي” يُلجم البيت الأبيض

بعد أن كشفت القوات المسلحة لأول مرة عن امتلاكها صواريخ فرط صوتية “حاطم 2” واستهدفت بها سفينة إسرائيلية في بحر العرب في 26 يونيو 2024م ، خرج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي ليدحض امتلاك القوات المسلحة صاروخا فرط صوتي، لأنه يدرك ما معنى امتلاك هذا السلاح، وفي يوم 15 سبتمبر 2024، أثبتت القوات المسلحة عمليا صدق قولها وامكانيتها وضربت عمق الكيان الإسرائيلي بصاروخ “فلسطين2” فرط الصوتي المطور مدياً وتقنياً عن صواريخ “حاطم2″، وهو ما يثير الهلع نسبيا في صفوف الغرب، بسبب الوضع الشائك في الخليج والشرق الأوسط.

مواصفات ومميزات “فلسطين2”

صاروخ “فلسطين 2” يمني الصنع، ينتمي إلى صنف الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، وهو صاروخ أرض أرض، متطور وموجه بدقة.

يمتلك الصاروخ القدرة على المناورة وتضليل الدفاعات الجوية حتى لو كانت متطورة، ويستطيع قطع مسافات كبيرة في غضون دقائق، لديه 4 شفرات هوائية تساعد في ضبط مساره.

يغطي رأسه نقش الكوفية الفلسطينية وخريطة فلسطين، كما رسم على شفراته الأربع العلم الفلسطيني.

يتسم الصاروخ بمداه البعيد الذي يصل إلى 2150 كيلومترا، وتصل سرعته إلى 16 ماخا (نحو 19 ألفا و600 كيلومتر/الساعة)، ويتميز بقدرته العالية على المناورة وتجاوز أحدث وأقوى منظومات الدفاع الجوية بما فيها القبة الحديدية.

يستخدم الوقود الصلب الذي يتميز بسرعة احتراقه وقدرته على توليد قوة دفع في وقت قصير، كما يمكن تخزينه لفترات طويلة دون تحلله، ويعد أسهل وأكثر أمانا في التشغيل، ويتطلب دعما لوجستيا أقل، مما يزيد صعوبة إمكانية اكتشاف الصاروخ. ويمتاز الصاروخ بتقنية التخفي عن طريق القدرة على عكس إشارات الرادار.

أول ظهور لصاروخ “فلسطين 2”

أعلنت القوات المسلحة يوم 3 يونيو 2024 استهدافها موقعا عسكريا جنوب فلسطين المحتلة قرب ميناء أم الرشراش بصاروخ باليستي كشفت عنه للمرة الأولى واسمه “فلسطين 2″، وأدى الهجوم إلى إطلاق صفارات الإنذار.

وكان أول ظهر لصاروخ “فلسطين 2” عندما استهدفت القوات المسلحة موقعا عسكريا للكيان الصهيوني في جنوب فلسطين المحتلة قرب ميناء أم الرشراش بصاروخ باليستي كشفت عنه للمرة الأولى، وأدى الهجوم إلى إطلاق صفارات الإنذار، محققاً اصابات مباشرة.

رسائل سياسية ودلالات عسكرية

عقب وصول الصاروخ “فلسطين 2” إلى هدفه العسكري في “تل أبيب” مخترقاً القباب الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، بدت قيادات الاحتلال الصهيونية مرتبكة ومتخبطة، من خلال التصريحات الإعلامية الصادرة عن جيشها، ففي بادئ الأمر أقر جيش العدو الإسرائيلي بإخفاقه وعدم تمكن دفاعاته من اعتراض الصاروخ اليمني، وفتحت قواته الجوية تحقيقا في أسباب عدم اعتراض الصاروخ، وتارة يؤكد تصديه للصاروخ اليمني، وطوراً أخر يعزو أسباب الحريق إلى بقايا الشظايا المتناثرة منه نتيجة التصدي له.

وكانت شرطة العدو الإسرائيلي أكدت إن الصاروخ اليمني سقط في بلدة “كفار دانيال” بمنطقة قريبة من مطار “بن غوريون”، مشيرة إلى أن الصاروخ تسبب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب بلدة موديعين.

يُعد تمكن الصاروخ “فلسطين 2” فرط الصوتي من تجاوز القبة الحديدية وأدوات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية،  تطوراً خطيراً وتحولاً استراتيجياً غير متوقعة في المعركة ، كما يقول الكاتب السياسي الفلسطيني، ومدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام “فيميد”، إبراهيم المدهون، مضيفاً، أن هذا النجاح يمثل ضربة قوية للتكنولوجيا الإسرائيلية ويشير إلى نقلة نوعية في قدرات المقاومة اليمنية، ويعني أن الكيان الصهيوني بات عاجزاً عن التصدي لهذه الصواريخ، مما سيزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي في المستقبل.

وأكد المدهون أن الصاروخ اليمني يحمل عدة رسائل تمثل في جملها، أن اليمن لا يزال يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ولن يتخلى عنه، مهما طال العدوان، وأن تهديدات الكيان الصهيوني لن تنجح في كسر عزيمة الشعب اليمني، وستستمر ضربات اليمن حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن محاولات الولايات المتحدة لاحتواء اليمن فشلت، ولن يقبل بأي صفقات أو امتيازات مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، وأنه آن الأوان للشعوب والجيوش العربية التحرك ودعم الفلسطينيين في غزة بشكل عملي، كون ما يحدث في غزة من إبادة وقتل وتدمير فاق كل حدود الخيال، ولا يمكن الصمت عنه بعد اليوم.

ليست رداً على “عدوان الحديدة”

هذه العملية التاريخية برغم أهميتها ليست رداً على “عدوان الحديدة”، كما أعلن قائد الثورة والقوات المسلحة، إنما جاءت ضمن “المرحلة الخامسة” من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، إسناداً لغزة، وهذه هي العملية الثانية على يافا “تل أبيب”، قلب الكيان، على أن المعادلة لا تزال مفتوحة على مرحلة حافلة بمفاجآت لا يمكن التكهّن بكيفيتها وتكتيكاتها، وهذا ما ألمح إليه السيد عبد الملك الحوثي في خطابه أمام ملايين اليمنيين المحتفلين بالمولد النبوي بأن “القادم أعظم”، كما أوضح الكاتب والصحفي علي ظافر، مؤكداً أن أبرز الرسائل والدلالات لإطلاق الصاروخ “فلسطين 2” فرط الصوتي على الكيان المحتل والذي تزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي، هو التنسيق العالي المستوى بين المقاومة الفلسطينية والقوات اليمنية بشكل خاص، وبين اليمن ومحور الجهاد والمقاومة بشكل عام والقدرة على الوصول إلى عمق الكيان واستهداف أي هدف خلال وقت قياسي قبل أن تقوم أنظمة الاعتراض والتشويش من مقامها، بالإضافة إلى أن العملية بمنزلة عينة تعطي مؤشراً عن طبيعة الرد القادم على عدوان الحديدة، ترجمة عملية لمعادلة المفاجآت البرية وفاتحة لعمليات أعظم، وإنهاء زمن منظومات الاعتراض الأميركية والإسرائيلية، كما انتهى زمن حاملات الطائرات.

وأشار ظافر إلى دخول القوات المسلحة اليمنية نادي القوات المصنعة للصواريخ الفرط صوتية القادرة على تجاوز العوائق الجغرافية والتقنية داخل فلسطين وخارجها.

مضيفاً أن عملية المولد النبوي ثبتت معادلة “يافا غير آمنة” بدليل أن صاروخاً واحداً أدخل الكيان في حالة رعب، وأجبر أكثر من مليوني مغتصب على الهروب إلى الملاجئ.

وما يعزز الرسالة والدلالة الأخيرة أن هذه العملية جاءت من ناحية التوقيت بعد إذلال حاملات الطائرات والطائرة المسيرة الأميركية، والتوقيت الأهم أن هذه العمليات والتطورات تأتي بتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، حسب ما ذكر ظافر.

التنسيق مع المقاومة

باركت فصائل المقاومة الفلسطينية تدشين القوات المسلحة اليمنية المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي في تنفيذ العملية العسكرية التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة له بصاروخ “فلسطين 2″ فرط الصوتي، وأشادت بالعملية واعتبرتها نقلة نوعية في سياق المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكسر لحواجز القوة التي يستعرض بها الصهاينة في تحصين أجوائهم بالقباب الحديدة كـ”حيتس” ومقلاع داوود” وغيرها، إذ باتت عبء عليهم أكثر من كونها تحميهم.

ووجه رئيس حركة حماس يحيى السينوار رسالة لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي شكر فيها موقف اليمن الصادق في الميدان مع غزة، مباركاً وصول الصواريخ اليمنية إلى عمق الكيان الصهيوني، متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض، مؤكدا أن هذه العمليات تعيد وهج معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب “تل أبيب”.

وقال السينوار إن تلك العمليات النوعية أرسلت رسالة قوية للعدو مفادها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت، وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا في حسم المعركة، مشيرا إلى أن تضافر جهودنا مع المقاومة في اليمن ولبنان والعراق سيلحق الهزيمة بالعدو بدحره عن وطننا بإذن الله.

وأشاد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بالعملية العسكرية اليمنية ونقل شكره للقوات المسلحة وقيادتها وشعبها، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً بين كتائب القسام والقوات اليمنية. وهذا ما يؤكد أن المقاومة في غزة كانت على علم بتفاصيل العملية وتنسق بشكل مباشر مع الجانب اليمني. هذا يشير إلى وجود غرف عمليات مشتركة وتعاون كبير بين قوى المقاومة.

 

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات,عاجل

Share